17 - 07 - 2024

حلقة جديدة من أراجوزات الإعلام.. فن بث الكراهية..وظيفة الإعلام المقدسة

حلقة جديدة من أراجوزات الإعلام.. فن بث الكراهية..وظيفة الإعلام المقدسة

- أحمد موسى يصف حادث مقتل نجل المستشار بأنه سياسي برغم تصريحات الداخلية

- فيتو تتهم «الأسواني» بالتطاول على «السيسي» بسبب حرية التعبير

- زين العابدين توفيق يسخر من الضيوف ورجل الأزهر يتجاوز ويسب المذيع بوالدته

- التليفزيون المصري يخرج عن اللياقة ويصف رئيس تركيا بأنه خروف وبائع بطيخ

يستمر "المشهد" في استعراض التقرير الشهري لـ "إعلاميون مراقبون" بعد أن استعرض في حلقات سابقة السقطات المهنية للإعلام والإعلاميين المصريين والتي تخرج بهم عن سياق الاحترافية والمهنية وتضعهم في خانة المحرضين عديمي الكفاءة والبعيدين كل البعد عن قيم ومعايير المصداقية والدقة والموضوعية. 

ويبدو أن ما تم نشره من تقارير "إعلاميون مراقبون" لم يفت في عضد هؤلاء الاعلاميين ولم يدعهم لمراجعة أنفسهم وأساليب تزييفهم للوعي المصري وتغليب آرائهم الشخصية وميولهم السياسية على معايير العمل الإعلامي المحترف، لذلك سوف تستمر "المشهد" في نشر هذه التقارير حتى تضع هؤلاء الإعلاميين في مواجهة حقيقية مع أنفسهم طوال الوقت عسى أن يعودوا إلى رشدهم وإلى احترام قيم هذه المهنة السامية. 

 

1-جريدة الوطن في اول سبتمبر تنشر

عنوان الخبر يقول: " ننشر.. صورة قتيل دمنهور على يد ضابط شرطة بسبب خلاف على فتاة .

العنوان لاعلاقة له بمضمون الخبر وبعيد عن الدقة حيث جاء في مضمونه ان القتيل هو خال الفتاة وتشاجر مع الضابط الذي حاول لقاء الفتاة فأطلق عليه الضابط النار .

العنوان مضلل ويوحي للقاريء بأن الضابط والقتيل تشاجرا لأنهما يحبان الفتاة ويريدا اقامة علاقة معها !! وللأسف هناك من يكتفي بقراءة العنوان وهو ما يجعل التلاعب في العناوين وسيلة لتغييب وعي القارئ ويزيد الخبر خطورة انه يرتبط بظابط شرطة في توقيت يعاني فيه رجال الشرطة من أزمات متعددة

2- نشرة التاسعة على القناة الأولى بالتليفزيون المصري 9 سبتمبر

 فاصل في النشرة أقل ما يوصف به أنه جريمة إعلامية حيث أظهر فيديو لتنظيم داعش وهو يجري عملية اعدام لشخص ويضع المسدس في رأسه من الخلف ثم جملة بالبنط العريض (الدولة الاسلامية) رغم ان مفتي الجمهورية اصدر بيانا ضد استخدام هذا الاسم لأن استخدامه يسيء الى الاسلام.

ثم جاءت عبارات بنفس الفيديو على لسان ابو بكر البغدادي زعيم داعش وكأن تليفزيون مصر يروج للتنظيم أو يؤكد ارتكاب هذه الجرائم باسم الأسلام في ظل غياب للتمييز بين ما يجب طرحه على المشاهد او حجبه.

3-فيتو في 10 سبتمر

تنشر الجريدة خبرا تحت عنوان "«الأسواني» يتطاول: «السيسي» أسوأ من «مبارك» في حرية التعبير.

ويقول ما يسمى مجازا بالخبر "تطاول الكاتب والروائي علاء الأسواني على الرئيس عبد الفتاح السيسي في حوار مع صحيفة ”El pais” الإسبانية وزعم أنه أسوأ من الرئيس الأسبق حسني مبارك في حرية التعبير."

هنا قام المحرر باستخدام كلمة تطاول ليقول رأيه فيما قاله الأسواني وهو بذلك تجاوز فكرة عرض الخبر الى الرأي بل انه هو كمحرر تطاول على الكاتب علاء الأسواني الذي يقول رأيه وهنا غابت الموضوعية والانصاف عن الخبر وكان على المحرر ان يكتب مقال ليرد فيه على الأسواني ويفند خطأه ليؤكد ان الرئيس السيسي يسمح بحرية التعبير بدلا من توجيه الاهانة للكاتب أو يترك للقارئ حرية التقييم والقرار ولا يفرض عليه بالأكراه رايه الشخصي.

4- في برنامجه (على مسؤليتي ) مساء الأربعاء 10/9/في قناة صدى البلد

هاجم أحمد موسى وزارة الداخلية على خلفية تصريح خرج من الوزارة يفيد أن الحادث الذي وقع في المنصورة وراح ضحيته محمد نجل المستشار محمود السيد..حادث جنائي.

موسى تسائل كيف عرفتم أنه جنائي..؟ وقال على مسؤليتي: حادث سياسي..وأقسم على ذلك..وأضاف أنه حادث إرهابي وراؤه الأخوان لأن هذا القاضي هو المسؤل عن أحكام خاصة بمرشد الإخوان السابق مهدي عاكف.

ثم انتقد القضاة انفسهم بسبب تأخرهم في الحكم على الإرهابيين وطالب مباشرة بإعدام محمد مرسي والشاطر وبديع ،، وقال يجب قطع رقبة 15 واحد منهم (الأخوان) ووقتها لن نجد أي كلب منهم في الشارع.

ثم طالب موسى الرئيس السيسي ان يسرع في إعلان بعض التشريعات دون انتظار للبرلمان أو خلافه.

المذيع هنا هاجم الشرطة لأنها أفتت بان الحادث سياسي وتدخل هو بنفسه وقال معلومات من عنده بان الحادث ارهابي دون ان يأتي بدليل على ذلك ليفقد اي علاقة بالدقة في الوقت نفسه استغرب موسى على الشرطة سرعة كشف اسباب الحادث لكنه سمح لنفسه بمعرفة الحقيقة وإعلانها وكأنه جهاز معلوماتي قائم بذاته .

ثم نصب المذيع نفسه قاضيا في لحظة وحكم بالإعدام على 15 شخصا وطالب بقطع رقابهم على الطريقة الداعشية وهو خطاب كراهية صريح يتنافى مع كل قواعد الإعلام والقانون العام.

اما مطالبته للرئيس السيسي في التعجيل بإصدار التشريعات فذلك يتنافى مع ابسط قواعد الإعلام الذي يساهم في صناعة مجتمع ديمقراطي بحيث يتجنب تركيز كل السلطات في يد جهة واحدة او شخص واحد.

5-الجزيرة مباشر مصر في12 سبتمبر ..برنامج يقدمه المذيع زين العابدين توفيق

 يستضيف البرنامج على الهاتف الشيخ ابراهيم رضا استاذ بالأزهر ليعلق على قانون انشاء بيت الزكاة فقال الشيخ " يجب ان نرفع القبعة للأزهر الشريف وعلمائه " ليتدخل المذيع زين ويسخر من الضيف قائلا له: " الأزهر ما نرفعلوش قبعه ده عند الفرنجه " فسبه الضيف وقال له " ده عند والدتك التي لم تعلمك الأدب " فيعود المذيع ليسب الضيف وتتحول الرسالة الاعلامية الى رسالة سب وقذف بين اثنين احدهما إعلامي يجب ان يحافظ على سلوكه ويتمالك اعصابه ولا يسخر من ضيوفه والآخر المفترض انه شيخ يعلم الناس الاخلاق فيتجاوز ويسب المذيع بوالدته بدلا من ان يكون اكثر سماحة بأخلاقه كمعلم للدين الإسلامي.

6-جريدة الوطن في 13 سبتمبر خبر يقول: " صحيفة سعودية: المخابرات المصرية رصدت بدء الموساد حملة ضد مشروع قناة السويس الجديد ."

يذكر الخبر ان صحيفة "المدينة" السعودية قالت إن المخابرات المصرية، رصدت بدء الموساد الإسرائيلي شن حملة للتشكيك في المشروعات القومية المصرية، وعلى رأسها مشروع قناة السويس الجديد، وأيضا التشكيك في جدوى أي استثمارات خارجية جديدة.

ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني، أن الموساد الإسرائيلي عقد 4 اجتماعات خلال الشهر الماضي حول مصر، وكيفية مواجهة الخطوات التي تتخذها السلطة الحالية من أجل الإصلاح الاقتصادي والنهوض بالبلاد.

الكارثة هنا أن جريدة مصرية تنقل عن جريدة سعودية خبرا مصدره المخابرات المصرية وكأن العمل المخابراتي المصري اصبح متاحا هكذا للصحف السعودية.

واذا كان متاحا للصحف فالأولى به ان يكون متاحا للصحف المصرية ثم عادت الجريدة ونسبت المعلومات لمصدر امني نكره في الجزء الثاني من الخبر .. هنا غابت الدقة تماما واصبح الأمر مجرد ترويج اشاعات ونسج قصص خيالية حول المشروع خاصة وأن الخبر تناول اجتماعات سرية في اسرائيل. 

7- قناة صدى البلد 14 سبتمبر

عزمي مجاهد يسب الإعلامية منى الشاذلي في اتصال هاتفي مع مقدم البرنامج أحمد موسى ويتهمها بالخيانة وقال بالحرف: منى الشاذلي حرقت الأقسام وحرقت البلد وبتسبل ودلوقتي خرجت للفن  والمذيع احمد موسى يضحك

وأكمل عزمي: وصعبان عليهم علاء عبد الفتاح يا سلام يا استاذ احمد الاعلام القذر ما زال مستمرا .

هنا تحول البرنامج الى وسيلة لبث الكراهية والسباب والتشويه واتهم اشخاص بخيانة البلد دون اي دليل على ذلك كما ان المذيع اتفق مع ضيفه ولم يوقفه عندما سب وتطاول على منى الشاذلي ولم يقل ان لها حق الرد اتباعا لقاعدة الانصاف بل تركه يسبها لتفقد الرسالة الإعلامية هدفها تماما بل ويدخل البرنامج في إطار التجاوز الذي يعاقب عليه الضيف والمذيع بالقانون .

8-راديو مصر في 18 سبتمبر بعد التاسعة مساء المذيع محمد ابو المجد والضيف الصحفي اشرف العشري

الضيف والمذيع يتحدثان عن الحرب على الإرهاب..الضيف قال ان داعش من انتاج الإخوان ثم قال ان الرئيس الفرنسي اعلن عن مشاركة بلاده في الحرب على داعش بفرنسا ولبنان ايضا..والمذيع يؤمن فقط على كلام الضيف دون اي تصحيح .

هنا فقد البرنامج للدقة تماما حيث تحول الأمر الى ترويج كلام على هيئة معلومات لا دليل عليها تماما حيث لم يذكر الضيف كيف ومتى انتج تنظيم الإخوان ما يسمى بداعش..ثانيا وفي نفس اليوم الذي خرج فيه البرنامج اعلن الرئيس الفرنسي ان بلاده لن تشارك في اي ضربات في سوريا فقط ستشارك في توجيه ضربات جويه على داعش بالعراق مما يجعل البرنامج نافذه لترويج معلومات خاطئة وحديث بث تهم دون اي ادلة عليها وأخبار غير موثقة تؤدي لبلبلة .

9-نشرة اخبار الظهيرة في 21 سبتمبر بالتليفزيون المصري

في اطار تغطية خبر تفجير بولاق ابو العلا قامت مذيعة النشرة بتوجيه الاتهام للإخوان بعد اقل من ساعتين على العملية الارهابية وسألت ضيفها اللواء سامح سيف اليزل هل هذا هو رد الإخوان على تسامح الرئيس السيسي في خطابه الأخير معهم لتكون بذلك قد حددت الجاني وأقنعت المشاهد برأيها تماما  ليرد الضيف بأنهم لا يقبلون سوى الدم ويفرض واقعا من تحليله الشخصي ويستطرد في توجيه الاتهامات رغم ان الشرطة والنيابة ما زالت تعاين مكان الحادث .

 المفترض انه في نشرات الأخبار يكون القائم بالاتصال وسيلة المتلقى للوصول الى المعلومات لا تفسيرها او شرحها ولا يملك المذيع الا ان يكون محايدا او على الاقل يتظاهر بالحياد ويجب ان يعرض وجهات النظر المتباينة في الموضوع  وهو ما لم يحدث تماما في هذه الفقرة من النشرة .

10-الخميس 26 سبتمبر الساعة 11 مساء برنامج على مسؤليتي في صدى البلد

يستضيف أحمد موسى مقدم البرنامج شخصا يدعى سرور تحدث عن بعض الأشخاص بينهم الرائد احمد شومان الذي شارك في ثورة يناير واخذ يكيل الاتهامات للجميع ثم عرض بعض المواد الفيلمية لعدد من شباب الثورة والمحامين والمثقفين يهاجمون سياسة المجلس العسكري .. ثم علق الضيف بأن هؤلاء خونه ويريدون اسقاط الجيش المصري وهو ما كرره المذيع احمد موسى ..

تحول اللقاء الى منصة لتشويه مواطنين وفقد الانصاف واخذ يستنتج اشياء لا علاقة لها بأي ادلة منها ان هؤلاء الاشخاص ممولين من الخارج ويتعاونون مع المانيا لاسقاط مصر لمجرد انهم عقدوا مؤتمرا بمعهد جوته الالماني ..

غابت الدقة تماما وغاب حق الرد عن اللقاء فبعد تشويه عدد كبير من الناس لم يسمح لواحد منهم بالدفاع او بالرد على ما جاء من اتهامات خطيرة ضده تجعل من يصدق هذه الاشاعات يتعرض لهؤلاء بسوء اذا قابلهم في اي مكان مما يجعل النافذة الإعلامية نافذة للتحريض وبث الكراهية بين المواطنين . 

11-التليفزيون المصري وبرنامج يوم 27 سبتمبر

يتحدث البرنامج مع احد الضيوف عن هجوم اردوغان على السيسي في خطابه بالأمم المتحدة .. المذيع محمد بشير قال ان الخروف التركي او بائع البطيخ التركي اصابته حالة نفسية فكيف تفسر ما يفعله هذا المريض النفسي ؟ 

هنا استخدم المذيع لغة غريبة على تليفزيون الدولة الرسمي وتجاوز في حق  الرئيس التركي الذي يهاجم مصر بلغة دبلوماسية بينما تخطى الأمر الى السب في تليفزيون الدولة وهو ما يتنافى مع قواعد الإعلام وسلوكيات المهنة وهو ليس دور المذيع تماما بل ان الرئيس السيسي نفسه طلب من الاعلام عدم التجاوز في حق احد لكن ما حدث من المذيع يخترق كل قواعد الالتزام باللغة الاعلامية الرصينة التي ربما تنتقد ولكن في إطار من اللياقة وتفنيد ما يروج من ادعاءات على لسان اي شخص.

##