30 - 06 - 2024

المصري.. كما لم أفهم

المصري.. كما لم أفهم

والله ياعم ولا لك علي يمين لا عرفت افهمك ولا اعرفك .. واحنا عشرة .. لا لا اكثر  بكثير  .. طينة واحدة وعجينة واحدة .. اصل ودم واحد .. بس والله كأني الغربة ذات نفسها..

مرح ام نكدي ؟؟ محفز ام محقر ؟؟ حياة ام موت ؟؟ مستسلم ام متمرد ..؟؟ طيب ام شرير ؟؟ طيع مهادن ام عنيد ؟؟؟ حيرت قلبي وعقلي معك ..وانا لا اداري ولا اخبي !!

حاول علماء الاجتماع فهمك من ايام المصري القديم الفرعون العظيم بنَّاء الحضارة ، حتى الفهلوي في ثمانينات القرن الماضي .. وانا بينهما اتجول، واعلم ان الاحكام العامة قد لا تنطبق على كل الافراد بدقة .. فحين نقول ان الامريكاني برجماتي ونفعي وليس له الا مصلحته ، وان الانجليزي جنتلمان يقدر التقاليد والموروثات ، والياباني دؤوب ، فنحن نطلق احكاما عامة قد نجد لها استثناءات .. لكن يتفق الناس على سمات مشتركة قد تنتج لعوامل بيئية و تاريخية و اقتصادية وغيرها .. و ربما في البداية فعلا كانت قراءة شخصيات الشعوب  نابعة من حاجة استعمارية أوروبية، للسيطرة على الشعوب المراد استعمارها بسلاسة، والاستغناء عن الطرق الصدامية التي من الممكن أن تعقّد عملية السيطرة عليها وتجعلها مكلفة لها ، وترسم كيفية إدارة شؤونها الداخلية وتوطيد العلاقة بها، لأطول مدة حتى ما بعد الانسحاب منها. ثم أصبحت دراسة الشعوب والمجتمعات حاجة وطنية لوضع خطط التنمية للتعرف على السلبيات والإيجابيات التي يتمتع بها الشعب من اجل القضاء على السلبيات وتدعيم إيجابياته لصالح الخطط التنموية.. ولا ينبغي ان يتم إبراز سلبيات شعب ما، دون دراسة اسباب السلبيات وطرق التخلص منها، ،،، وهنا يدعم الاعلام الوصمات الجماعية للشعب ،، لقد وصمونا بالفهلوة والمرونة والتكيف الى درجة الاستسلام .و عدم حل  المشكلات بالعمل والمثابرة والتفكير والتخطيط وإنما نتخطى كل ذلك ونتجاوزه ونلجأ إلى الطرق الخلفية والخفية والسريعة بصرف النظر عن مشروعيتها . ،،نحافظ على الظاهر أخلاقيا مع الإحتفاظ بحقنا  فى العبث بالجوهر.

كذلك صدر لنا الخطاب الاعلامي الاحساس العام بالمبالغة في الميزات والعيوب ،، ما جعلنا  بعيدين عن الواقع غير قادرين على رؤية أخطائنا ومواطن ضعفنا وقصورنا بواقعية  فتتكرر الازمات  ،، وتتغير الأشكال  والوجوه ، وتستمر المحاولات  من جانب قوى تسعى للتغيير وقوى تشدنا للوراء ،، حتى  أن كثيرا من الشباب  فقدوا تفاؤلهم تماماً ،، دخلوا فى حال النظرة الدونية إلى بلدهم  ،وأنفسهم ، وذويهم ،، ،يرفضون حالة الفخر المصطنعة التي لا يرون دلائلها.بينما يتهمهم المجتمع بضعف انتمائهم ..يحلمون بالهجرة والهروب والتغيير للأفضل مع تناقض احساسهم بعدم الكفاءة والتأهيل  بما يواكب احتياجات العالم الدولية  ،،.. فمتى نلتفت للشخصية المصرية بمميزاتها دون تفاخر ونرجسية ،،،،،و  للسلبيات دون جلد للذات وهروب آمن وخطير .

##

##

مقالات اخرى للكاتب

حتى اراك| خيالنا حياة او موت





اعلان