18 - 07 - 2024

علاقات السعودية وإيران إلى الصفر

علاقات السعودية وإيران إلى الصفر

عادت العلاقات السعودية ـ الإيرانية إلى نقطة الصفر، بعد سلسلة تطورات شهدتها المنطقة، وخصوصاً في اليمن والعراق، وبدرجة أقل في سورية.
وكانت العلاقات بين الرياض وطهران مرّت بمنعطف إيجابي بلغ ذروته بزيارة مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إلى السعودية في نهاية أغسطس المنصرم، تلت تشكيل حكومة عراقية بعد إبعاد نوري المالكي، وتزامنت مع بدء الاستعدادات الدولية لضرب تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف بـ "داعش" في العراق وسورية.
وأفادت مصادر "الجريدة" بأن هذا التدهور في العلاقات بين البلدين مرتبط إلى حد بعيد بالتطورات في اليمن، حيث سيطرت جماعة الحوثي، التي خاضت حرباً مع الرياض قبل أعوام قليلة، على العاصمة صنعاء، وباتت تفرض هيمنتها وشروطها على السلطة.
وأضافت المصادر أن السعودية ترى أن طهران لم تقدم أي تنازل في العراق، حيث لم تساهم في استكمال حكومة حيدر العبادي من خلال تعيين الوزراء الأمنيين، كما لم تقر الحكومة العراقية قانون الحرس الوطني الذي يسمح للمحافظات السنية خصوصاً بتشكيل قوات عسكرية محلية، ولم تنه بعد مشكلة الرواتب في إقليم كردستان.
وأشارت إلى أن الرياض شعرت أيضا بالخيبة بعد اتهامات طهران للدول العربية المشاركة في الائتلاف الدولي ضد "داعش" بدعم الإرهاب، ورفضها ممارسة أي ضغط على الرئيس السوري بشار الأسد للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية.  
وظهر التراجع في محاولات التقريب بين البلدين إلى العلن، أمس، بعد أن شن وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، هجوماً لاذعاً على الجمهورية الإسلامية، سبقته تصريحات معادية للمملكة أطلقها رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، وكرر خلالها لهجة سلفه نوري المالكي، متهماً السعودية ودولاً خليجية بدعم الإرهاب في المنطقة.
وبينما التقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في جدة، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وبحثا العديد من المواضيع، وآخر المستجدات في الساحتين الإقليمية والدولية، دعا الفيصل، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني فرانك شتاينماير في جدة، طهران إلى سحب "قواتها المحتلة" من سورية، واعتبر أن هذا الأمر ينطبق على وجود إيران في العراق واليمن.
وكان رئيس الوزراء العراقي أبدى في مقابلة تلفزيونية استغرابه تراجع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن عن اتهاماته للسعودية والإمارات وتركيا بدعم تنظيم "داعش".
وقال العبادي إن "هذه الدول أعلنت صراحة دعمها للإرهاب عندما قالت إنها ترغب في دعم المعارضة السورية، وهي تعرف جيداً أن أقوى الأطراف بالمعارضة السورية "داعش" و"النصرة"، كانوا يعتقدون أنهم سيستخدمون تلك القوى ضد أعدائهم، ولكن السحر انقلب على الساحر"، مضيفاً أن "داعش لا يحتاج لإرسال جيش إلى السعودية أو الخليج، فهناك جو في هذه المناطق لا يقبل الفكر الآخر، ويطالب بتصفيته ونسمعه من دعاة في السعودية".