عقد المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعا مع القيادات التنفيذية، بمحافظة أسيوط، بحضور وزراء: التخطيط، التنمية المحلية، الشباب، الإسكان، الصحة، ومحافظ أسيوط.
وخلال حواره معهم قال رئيس الوزراء: هذه الزيارة هدفها حل المشكلات، وتقييم الوضع على أرض الواقع، وسأتكلم فى أربعة محاور مهمة، هى الصحة والتعليم ومياه الشرب والتعدى على أملاك الدولة، سنتكلم فى هذه الملفات بصدق، وسنبحث عن حلول لمختلف المشكلات. وفيما يخص الصحة، قال محلب: تعلمون محدودية الموارد التى نمتلكها، والمشاكل التى نواجهها، ولكن هل يستغل هذا التمويل برغم محدوديته الاستغلال الأمثل، أم لا؟.. فكلما كان الأداء بالمستوى المطلوب سنرفع من مستوى الخدمة المقدمة، أما إذا كان التمويل محدودا، والأداء سيئا فهذا أمر غير مقبول، وما نستطيعه حاليا، هو رفع كفاءة الأداء، مطالبا بحصر كامل للمستشفيات الحكومية التى بدأ إنشاؤها منذ سنوات، وتوقف العمل بها، وكذا مسح شامل للوضع الإنشائى لباقى المستشفيات والوحدات الصحية، سواء التى تحت الإنشاء، أو التى يتم تجديدها، بحيث لو تم توجيه جزء من الاستثمارات لها سيكون هناك مردود إيجابى عند المواطن.
ووجه محلب بضرورة الاهتمام بالخدمات فى المستشفيات، سواء النظافة، أو الصيانة، فالمطلوب أن نجد حلولا لهذه الخدمات، وأن تصل كفاءة الأداء إلى أعلى درجة، وليس عندنا اختيارات، وبالتالى يجب أن نربط الحافز بالعمل، والترقية بالأداء، الذى يقوم به من يقدم الخدمة، ويجب أن نقتنع أنه ليس أمامنا سوى العمل، ومن لا يريد أن يعمل سيتم تجنيبه، فنحن فى معركة ضد الإرهاب والفساد، ويجب أن يكون للقائد دراية كاملة، وكيف يستطيع أن يدير.
وأضاف رئيس الوزراء: لا يمكن أن نتحجج دائما بالاعتمادات المالية، فإذا كان هناك مشروع تم إنفاق عليه مائة مليون جنيه أو أكثر على سبيل المثال، ومتوقف على ? أو ? ملايين جنيه، سنوفر له ذلك التمويل، فبقاء منشأ مثل المستشفى التعليمى لمدة ?? سنة دون الانتهاء منه أمر صادم، وبالتالى يجب أن ننقذ هذا الاقتصاد الغارق، فالدول لا تتقدم إلا بالإرادة.
وبشأن التمريض قال رئيس الوزراء "يجب أن تكون لدينا مؤشرات نراعيها عن عدد الاحتياج الحقيقى، مع رفع كفاءة الموجودين".
وقال المهندس إبراهيم محلب "إن لدى معلومات أن هناك أجهزة طبية بملايين الجنيهات فى صناديقها، وأريد أن يؤكد لى هذه المعلومة مدير الصحة أو ينفيها، وإن كان فيجب حصر هذه الأجهزة لأنه من الممكن أن تتلف، وهنا رد المحافظ بأن هذه المشكلة انتهت".
وانتقل رئيس الوزراء للحديث عن قطاع مياه الشرب، حيث أكد أن هناك بعض الشكاوى من عدم جودة المياه، فى بعض الأماكن، ويجب أن تتعاون شركة مياه الشرب، مع وزارتى البيئة والصحة، لإعداد تقرير عن حالة مياه الشرب، بالمحافظة بوجه عام، مع ضرورة الاهتمام ببند الصيانة والتشغيل، حتى لا تهلك الاستثمارات التى تم إنفاقها على هذه المشروعات.
كما طلب تقريرا عن سبب تأخر تنفيذ محطة الوليدية، وتقريرا آخر عن محطات المياه الارتوازية بالمحافظة، مشيرا إلى أنه لن يتم التوسع فى مشروعات جديدة إلا بقدر الخطة الموضوعة، والاهتمام الأكبر سينصب على الانتهاء من المشروعات التى أنفق عليها لتنتهى، وسنعمل على الوصول بها إلى بر الأمان. وطالب رئيس مجلس الوزراء بحصر الأراضى التى اغتصبت فى أسيوط، مشيرا إلى أنه لن يتم السماح بذلك، فمن يغتصب أراضى الدولة، إنما يأخذها من قوت الـ?? مليونا، وحقهم، ولن نسمح بأن يتكسب أحد على حساب الشعب، وهذا الأمر ينطبق على الأراضى الزراعية المغتصبة.
وبشأن قضايا التعليم، قال رئيس الوزراء: هناك تركيز حاليا على التعليم والصحة، ولهما أولوية كبرى فى أجندة الحكومة، وبالتالى يجب حصر مشكلات التعليم فى المحافظة للعمل على حلها، سواء كثافة الفصول، أو عدم وجود مقاعد، يجب حصر هذه المشكلات بدقة للتعامل معها، ولو كل مسئول قام بعمله فلن ينزل وزير أو رئيس وزراء فى زيارات، مشيرا إلى أن المحافظة بها مسئولون عن كل القطاعات، وكأنه مجلس وزراء مصغر، وبالتالى فى ظل اللامركزية يجب أن تكون هناك جهود للتعامل مع المشكلات، ويجب أن تكون المعلومة أكيدة، حتى يكون التخطيط للتعامل معها سليما، والقرار أيضا.
وشدد محلب على ضرورة التزام الجميع بمواعيد العمل بالمدارس، وكلف المحافظ بالمرور الدورى، ومحاسبة المقصرين، هذه تعليمات واضحة، فانضباط المنظومة يبدأ من الرأس، وبالتالى "مفيش وكيل وزارة يروح مكتبه متأخر"، فالانضباط هام للجميع. وبشأن توقف العمل ببعض المدارس الحكومية والمنشآت التعليمية الأزهرية، لعدم استكمال المقاولين للأعمال، قال محلب: "المقاول اللى يوقف الشغل، يسحب منه المشروع".
وعن ملفات التموين بالمحافظة، قال محلب "هناك ? محاور، أولها ما يخص الخبز، وسيتم الشهر المقبل تطبيق منظومة الخبز فى المحافظة، وهى منظومة أثبتت نجاحها، كما سنعمل على رفع مستوى المجمعات الاستهلاكية بالمحافظة، فليس أمامنا لمقاومة الاستغلال سوى أن تكون المجمعات على المستوى اللائق، كما ستتم متابعة توزيع البنزين، حتى لا يتم التلاعب به".
وتطرق محلب إلى عدد من الموضوعات المختلفة، والملاحظات، بدأها بالتعليق على صيانة كوبرى أسيوط العلوى، التى استغرقت نحو عام، متسائلا "لماذا؟، على الرغم من أهمية المشروع، مع أن الكوبرى كله يبنى فى ? أشهر"، مشددا على أن الشركات التى تعمل مع الحكومة يجب أن تعمل ?? ساعة يوميا، أو لا تعمل، مشيرا إلى أنه يجب حصر جميع الأعمال بالطرق، وما تحتاجه من صيانة، على أمر الواقع، وهذا لن يتم من المكاتب. وأضاف "يتم إنفاق الكثير على إعادة تأهيل الطرق، فهل نحن واثقون أنها تتم طبقا للمواصفات، فنحن بلد لا يمتلك موارد وليس عندنا ما ننفقه على الفساد، مطالبا كلية الهندسة بالإشراف والمراقبة على هذه المشروعات"، قائلا "أى موارد تنفق على الطرق يجب أن تكون تحت إشراف دقيق، ولن نسمح بأن تكون هناك عيوب فى الطرق بعد فترة قصيرة من إنشائها".
ودعا محلب مسئولى الأوقاف إلى الاهتمام بالتوعية، والخطاب الدينى المستنير، فنحن نرى الآن المتاجرة بالدين، مشيرا إلى أن الدين معاملات وعبادات، ويجب أن يتعلم الناس بند المعاملات، كما يجب أن يكون هناك دور لوزارة الثقافة عبر تنظيم الندوات المختلفة للتوعية، والتثقيف، وكذا وزارة الشباب والرياضة، والأزهر الشريف. وأشار رئيس الوزراء إلى أهمية دور الشئون الاجتماعية، مشيرا إلى أن هذا المجال لا يمكن أن يكون بالأداء الوظيفى الطبيعى، فالشئون الاجتماعية هى الرحمة بالفكر غير التقليدى، ويجب أن تلعب الشئون الاجتماعية دورا فى المستشفيات، ومقابلة المرضى، يجب أن نعمل معا، ولا نعمل فى جزر منعزلة، فالطرق التى كنا نعمل بها فى الماضى إلى حد كبير لم تنجح، وبالتالى يجب أن نغير طرق الأداء، فالبعض يقول لى لماذا تنزل إلى الشارع؟ وأجيب بأن التقارير المكتبية لا تفيد، وبالتالى كان يجب أن يكون هناك تغيير، ونظرا لحجم التحديات والسلبيات، كان يجب أن ننزل، ونثور على الأخطاء، والسلبيات.
وقال محلب: آخر اليوم أسأل نفسى وأراجعها: هل أديت ما على أم لا؟، وعمرى ما كنت راضيا عن نفسى وأدائى، وبالتالى يجب أن تكون هناك ثورة داخلية، ونعمل شيئا يجب أن يخرج الجهاز التنفيذى من عباءة التقليد، والخطابات المتبادلة، مشيرا إلى أن زيارة اليوم أسهمت فى حل مشكلة الكهرباء لمشروع الصرف الصحى الذى يتم تنفيذه، بقرارات على أرض الواقع، لخدمة ? قرى، بها نحو ?? ألف مواطن.
وخاطب محلب القيادات التنفيذية قائلا "كلما رفعكم ربكم درجة انزلوا عشر درجات إلى الناس، مشيرا إلى أن المواطنين الذين قابلوه اليوم قالوا له "إن المسئولين موجودون لوجوده، وبالتالى أنتظر منكم ألا تكون زيارة وانتهت، وسنتابع، والله سيثيبكم على مجهودكم، وخدمتكم للناس.
ووجه محلب حديثه لمسئولى جامعة أسيوط الحاضرين قائلا "جاء الوقت لتشمروا السواعد، وتدفعوا حق الدولة من علمكم، فعليكم دور كبير لهذا البلد، وأنا أقدر أساتذة الجامعة، وأدرك أنهم يقدرون هذه المسئولية".
