17 - 07 - 2024

خاص بالورقى خاص بالورقى ضحايا معدية سمالوط خرجوا احياء خلف جنازة فلحقوا بها

خاص بالورقى خاص بالورقى ضحايا معدية سمالوط خرجوا احياء خلف جنازة فلحقوا بها

مازال الحزن والسواد يخيمان على اهالى مركز سمالوط بعد ان فقدوا حوالى 30 غريق اكثرهم من شباب وخيرة ابناء سمالوط  والذى راحوا ضحية اهمال من المسئولين وتقصير من اصحاب المعديات وجهل من مستخدمى المعديات الاهلية التى اصبحت بمثابة مقابر جماعية لمواطنين لا حول لهم ولا قوة خرجوا احياء خلف جنازة فلحقوا بها ، كارثة بكل المقاييس لا تقل عن اى كارثة طبيعية .

نجحت قوات الإنقاذ النهري بالمنيا في إنتشال 23 جثة لضحايا حادث انقلاب سيارة نصف نقل من اعلى معدية سمالوط ، وسط حالة من الغضب بين الأهالي بسبب بطء جهود إنتشال الجثث وقلة عدد الغواصين بالنسبة لحجم الكارثة، بالاضافة الى تجاهل المسئولين للحادث  مؤكدين أن تعزية المسؤلين الحقيقية لهم إصدار قرار فوري بإنشاء كوبري علي النيل لإنهاء معاناتهم والحفاظ علي أرواحهم.

اكد الاهالى  الذين شهدوا الحادث أن المعدية التي كان يستقلها الضحايا معدية أهلية خاصة وليست ملكاً للوحدة المحلية، وأن معظم المعديات التي تعمل بين البر الشرقي والغربي للنيل تقل أعداداً كثيرة أثناء تشيع الجنازات،  وطالبوا بإنشاء كوبري علي النيل لتفادي وقوع مثل هذه الكوارث مؤكدين أنهم تقدموا لجميع المحافظين بطلبات لإنشاء كوبري ولكن دون جدوى مطالبين بمحاسبة المقصرين.

وأكد أهالي الضحايا أنهم حذروا كثيرا من مخاطر تلك المعديات والتي تنقل ألاف المواطنين يوميا، و أشاروا إلي أن معظم المعديات أصبحت متهالكه و تمثل خطرا كبيرا علي الجميع

قال الحاج محمد و الذي كان يجلس في إنتظار إخراج جثة إبنه إسلام البالغ من العمر20 عاما و قال إبني ذهب إلي الجنازه وفؤجئت بعد ذلك بأحد الأشخاص يخبرني بأن هناك سيارة وقعت بالنيل من أعلي معدية  ولاد علي اثناء توجهها إلي البر الشرقي للوصول الى إلي المدافن، و إتصلت علي إسلام ووجدت تليفونه مغلقا، و لكن لا إعتراض علي قضاء الله ، مشيرا أن عدد رجال الإنقاذ قليل للغاية ولابد من تكثيف أعداد الغواصين و قوات الإنقاذ حتي يتم إخراج باقي الضحايا .

اما زوجة احد الضحايا قالت كيف أعيش فزوجى كان يعمل باليومية بالمحاجر ولديه بنتين وطفل يعيشون فى غرفة وصالة ، والحياة أصبحت سوداء أمامي وماليش حد غير ربنا أولاً وأخيراً ، كما اشارت ان زوجها تحدث معها قبل وفاته على عقد قران ابنتها  ولكن الفرحة تحولت إلي مأتم ولم يمهله القدر ليعيش ويفرح بزفاف نجلته وتركنا نصارع الحياة من أجل البقاء أحياء . وطالبت الزوجة الرئيس السيسي بتوفير مسكن لأسرتها لانه لا معين لهم ويعيشون تحت خط الفقر .

اما خالد محمد أحد أهالي قرية بني خالد أقسم بالله ان  مجازر سوف تشهدها سمالوط لو الحكومة ماعملتش كوبري و بسرعة فالحوادث تتكرر سنويا ولا حياة لمن تنادى ،  بالاضافة الى أن قري بني خالد و جبل الطير من القري الصناعية بالمحافظة و يوجد بها مصانع كبري للأسمنت و الحديد و الصلب و المحاجر و يلزمها كوبري يصل البر الشرقي للنيل بالبر الغربي ، حتي يتجنبوا مخاطر وكوارث المعديات و مصائبها ، كما أضاف أن كبار العائلات بقرية بني خالد و بعض مسؤلي مصنع أسمنت حلوان بالقرية عرضوا أكثر من مرة علي المحافظين السابقين للمنيا المشاركة في إنشاء كوبري للقرية يخدم منطقة شرق النيل بمركز سمالوط، و بالفعل تمت الإستيجابة لمطالبهم و لكن توقفت بعد ذلك بسبب أسباب مجهولة .

 محمد مجدي محمد 17 سنة طالب بالصف الثاني الثانوي ترك فرح ابن عمه وخرج لتشييع الجثمان مع زملائه بدلا من والده المريض بالقلب ولم يعود .
اكد والده ان محمد يسعي لفعل الخير دائما ويساعدني علي قضاء احتياجات المنزل ويعمل في الإجازة لمساعدتى أنا ووالدته وشقيقته بسمة وكان دائما يقول لي عاوز اريحك شوية يابويا .
 قالت والدته ان محمد وحشني خالص ومرت 4 أيام كأنها 4 أعوام وأحيانا أكلمه وآخر مرة أكل معايا وقاللي يا أمي أكلك حلو ، كان رحيماً وطيب القلب كان الاب والاخ والصديق والابن وكان يعطيني الدواء بنفسه ،  أضافت انى شعرت ان آخر مرة أجلس مع محمد أثناء تناول وجبة الغداء وانه لن يرجع لحضني مرة أخري.
وطالبت شقيقته الكبري بحق نجلها الشهيد من المسئولين مؤضحة انه لو كان ابن مسئول كبير في البلد لقامت الدنيا .

واكد خيري فؤاد نائب رئيس الإتحاد الإقليمي للجمعيات الأهلية بالمنيا واحد ابناء سمالوط أن حالة غضب عارم تجتاح أهالي مركز سمالوط بسبب عدم إهتمام الحكومة بحادث معدية أولاد علي رغم إهتمامها بحادث تصادم أسوان الكارثي ، مطالبا بإجراء مراجعة دورية للحالة الفنية للمعديات ومراقبة التشغيل والإلتزام بالحمولة المقررة طبقاً لما هو مدرج بالترخيص، إضافة إلي قيام المحافظ والمحليات بالإيقاف الفوري لأي معدية بها مخالفات ، والقيام بحملات تفتيشية لمراجعة الحالة الفنية ، وقيام شرطة المسطحات المائية بدورها بإيقاف أي معدية مخالفة مهما كانت الظروف ، والتنسيق بين رؤساء الوحدات المحلية للمراكز والمدن وشرطة البيئة والمسطحات المائية بمداومة التفتيش الدوري والمفاجئ علي المعديات للتأكد من الصلاحية الفنية، وسريان التراخيص وإبلاغ هيئة النقل بما يسفر عنه المرور.

وأوضح فؤاد أن عدد المعديات النيلية بالمحافظة  178 منها 32 معديه حكومية, و146 معدية ملك الأهالي خاصة  يضربها الإهمال ، مؤكدا أنه سوف يتبني حملة لإنشاء كوبري علي النيل لوقف مهزلة كوارث المعديات  والحفاظ علي أرواح الأبرياء، مع المطالبة بإقالة كل المسئولين بالمحافظة في حالة تخاذلهم عن محاسبة المقصرين وإتخاذ اللازم لإنشاء الكوبري الجديد، مشيرا انه سوف  يتم تشكيل وفد شعبي من القيادات الطبيعة بمركز سمالوط لمقابلة المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء ، ووزير النقل لعرض هذه المطالب بشكل عاجل وفوري.

اما تريزة سمير عضوة الهيئة العليا للحزب المصري الديمقراطي الإجتماعي قد طالبت  بسرعة إنتشال جثث الضحايا، وصرف تعوضيات مادية ومعنوية لأسرهم، وقيام محافظ المنيا بالإشراف ومتابعة جميع المعديات، مؤكدة أن هناك الكثير من المعديات لاتصلح لنقل المواطنين، وحملت الدولة المسئولية في وضع ميزانيات لإنشاء كباري لنقل المواطنين بدلاً من أساليب نقل المواطنين بالمعديات ، مؤكدة ان إنشاء كباري هو حل أساسي وجوهري لإنقاذ الأرواح  حتى لا تتكررتلك الحوادث المأساوية.

اما حركة تمرد المنيا فقد اصدرت بيانا نعت أهالي الضحايا وقالت أنهم راحوا ضحية للإهمال وعدم الإهتمام من المسؤلين وخاصة أن أهالي مركز سمالوط طالبو كثيراً بإنشاء كوبري، وطالب محمد مختار مسؤل تمرد المنيا بضرورة بذل المزيد من الجهود لإنتشال الجثث تقديراً لمشاعر أسرهم الذين يعانون كل لحظه من الألم والحزن و اللذين مازالوا متواجدين أمام المرسى الذى شهد الحادث ، كما طالب بمحاسبة كل مقصر ومتسبب في هذه الفاجعه، وأكد أن تمرد ستسعي بكل طاقتها حتي يتم بناء الكوبري لتفادي مثل هذه الكوارث.

وقال مجدي بكر أبو عيطا منسق تمرد بسمالوط نأمل أن يكون هناك رد يثلج صدور أهل سمالوط ويضمد جراحهم ويخفف أحزانهم ولعل نداءنا للسيد الرئيس السيسي بأن يأمر ببناء كوبرى سمالوط على النيل أكبر جميل وتعزية لأهالى الضحايا، وكلنا أمل وثقة فى أن لدينا رئيس يحمل قلب كبير يحنو على شعبه ولديه أحاسيس وصاحب مواقف إنسانية وإن شباب سمالوط وتمرد يأملون فى تحقيق حلم لعله يكون أفضل تعبيراً لمشاركة الدولة فى الشعور بالمواطن وأحزان الأهالى التى خرجت جثث موتاهم فى جنائز جماعية، ولكن ربما يكون فى رحيلهم وموتهم وصل لحياة من خلفهم ورحمة عليهم جميعاً.

وطالبت تمرد، محافظ المنيا بإعادة النظر فى أوضاع المعديات بجميع المراكز، وإصدار توجيهات بتخصيص لانش يضم طاقم إنقاذ لكل مركز، وإعادة فحص جميع المعديات للتأكد من سريان ترخيصها من عدمه.

 كما قام  أهالي مركز سمالوط بالمنيا بمشاركة عدد من أسر ضحايا معدية النيل بتنظيم مؤتمر واكدوا على ضرورة تشكيل وفد من المحامين للشروع في التقاضي مجانًا ضد المتسببين في الحادث والتحرك الشعبي لشاطئ نهر النيل لمشاركة ومساعدة أسر الضحايا في رحلة البحث عن ذويهم، وكذا عمل حصر كامل بأسماء الضحايا.وتقرر خلال الاجتماع جمع توقيعات من جموع الأهالي وأسر الضحايا للمطالبة بإنشاء كوبري محل المعدية ومحاسبة كل متسبب وتقديم التوقيعات تلك إلى رئاسة الوزراء.

واتفق المجتمعون على وضع لافتات وأعلام سوداء بشوارع ومداخل مدينة سمالوط ومخارجها؛ حدادًا على ضحايا سمالوط، والاحتشاد في سلاسل بشرية صامتة على كورنيش سمالوط وعرض تلك المطالب والتوصيات.

كما نظمت حركة  كرامة إنسانية وقفة احتجاجية أمام مبني ديوان عام محافظة المنيا للتنديد بحادث معدية سمالوط الذي خلف ورائه 22 ضحية حتي الأن، ومازالت قوات الإنقاذ النهري تبحث عن مفقود ين أخرينبعد الحصول على موافقة الامن.

وقال بدر أنور سدراك مؤسس حركة كرامة إنسانية بالمنيا أن مركز سمالوط  من المراكز الكبيرة من حيث عدد السكان  وتقع شرق النيل عدة أماكن هامة ومنها دير جبل الطير الذي يشهد حضور أكثر من مليون زائر في موسم العذراء، كما تقع بالمنطقة مدافن للمسلمين والمسيحيين، ويوجد تجمع صناعي كبير ومنها مصنع الأسمنت ومحاجر الحديد والصلب، ومناجم الحجر الجيري، وجار إنشاء منطقة صناعات ثقيلة بوادي السرارية، إضافةً إلي العبور اليومي للطلاب والموظفين والعمال والسيارات والصيادين، وأيضاً تقع المنشأت الواقعة علي الشاطئ الغربي مثل مستشفي جراحات اليوم الواحد ومحطة مياه الشرب وجميع المصالح الحكومية والمنشأت الحيوية كالمدارس والمستشفيات ويستخدم الأهالي المعديات الخاصة والمتهالكة والغيرصالحة والتى لا تخضع للرقابة من إي جهة، الأمر الذي يسبب وقوع ضحايا وخاصة في المواسم والأعياد.

ومن جانبه قرر اللواء صلاح الدين زيادة محافظ المنيا تشكيل لجنة من الهيئة العامة للنقل النهري وشرطة البيئة والمسطحات المائية ومسئولي المحليات للمرور على كافة المعديات حكومي ، أهلي للتأكد من غلق البوابات وإتباع كافة الإجراءات الوقائية للحد من الحوادث وسيتم إيقاف أي معدية لم يقم مالكها بتنفيذ الإجراءات الوقائية للحد من وقوع الحوادث .

كما طالب رؤساء الوحدات المحلية كل بنطاقه الجغرافي بمراجعة أطقم تشغيل تلك المعديات مع ضرورة تلقى هذه الأطقم لدورات تدريبية وتوقيع الفحص الطبي عليها وفقاً للشروط الواردة من هيئة النقل النهري على أن يتم اختيار ثلاثة أطقم بكل مركز ، وعلى رئيس الوحدة المحلية عدم السماح لأي معدية تعمل على أي خط ملاحي تابع للوحدات المحلية إلا بعد تحديد مركزها القانوني من حيث موقعه من التشغيل على هذا الخط

كما أصدر المحافظ مجموعة من الإجراءات لضمان توافراشتراطات الأمن والسلامة النهرية بالمراسي والمعديات التي تستخدم  في نقل المواطنين ،حيث قرر المحافظ عمل بوابات حديدية بسمك ملائم بمفصلات يتم غلقها بعد دخول السيارات إلى المعدية على كل من المدخل والمخرج وتكون بالداخل بعد المزلقان لحماية اى عربات من الانزلاق من على ظهر المعدية أثناء الإبحار أو عند بدء التحرك أو عند الرسو والتنبيه على قائدي السيارات بأهمية تثبيت السيارة جيداً خلال تواجدها على ظهر المعدية أثناء التحرك باستخدام فرامل اليد وناقل الحركة " الفتيس " معاً .

كما يتم التنبيه على ملاك ومسئولي تشغيل العبارات بضرورة إنزال الركاب من السيارة ومنع تواجد أي شخص عليها أثناء تواجدها على ظهر المعدية مع التأكد من تشغيل البوابات ورفعها قبل الإبحار وإغلاق الصدادات الخشبية ، إلي جانب وضع تعليمات في مكان واضح بكل معدية تشمل على الآتي " العدد المقرر للمعدية من المواطنين ، السيارات والأمتعة ، التعريفة المقررة ، مع ضرورة تشغيل الإنارة بالمعديات ليلا .

كما قرر المحافظ قيام لجنة مشكلة برئاسة سكرتير عام المحافظة وعضوية  الشئون المالية ، الشئون القانونية ، مديرية الإسكان ، مديرية الطرق ، النقل النهري ، " بالوحدة المحلية لمركز ومدينة المنيا بمراجعة مقابل انتفاع لاستغلال البرور طبقاً لعدة ضوابط منها حسن تشغيل البرور بشكل يؤدى لخدمة منتظمة آمنة للمواطن وكذلك البعد عن الاستغلال السيئ الذي يؤدى إلى تداعيات بالأرواح والأموال واقرار التعريفة المقررة لانتفاع المواطنين في الانتقال بين البرين ،وأن تتضمن العقود الخاصة بالبرور الالتزام بجميع الاشتراطات الواجب توافرها بالمعديات وفى حالة ثبوت أي مخالفة لهذه الاشتراطات على الوحدة المحلية إيقاف المعدية فوراً وإخطار شرطة المسطحات المائية والهيئة العامة للتشغيل النهري بقرار الإيقاف .

شدد المحافظ على اعتبار عدم المتابعة المستمرة من قبل كافة الجهات المعنية بالمعديات بمثابة إدانة قاطعة تستوجب المساءلة القانونية لما يمثله من تداعيات بالأرواح والأموال .

يذكر أن المنيا قد شهدت العديد من حوادث المعديات وسجلت رقماً قياسياً في أعداد حوادث المعديات وكان أبرزها مصرع 13 شخصاً غرقاً أمام مرسي قرية بني حسن بمركز أبو قرقاص إثر سقوط سيارة ميكروباص بالنيل, كما سقط ميكروباص أخر من أعلي معدية قرية الحج قنديل بمركز ديرمواس, مما أسفر عن مصرع 19 شخصاً.