17 - 07 - 2024

مغازي: البشير أبلغني أن زيارته للقاهرة هي الأقرب إلى قلبه منذ 25 عام

مغازي: البشير أبلغني أن زيارته للقاهرة هي الأقرب إلى قلبه منذ 25 عام

قال وزير الري المصري حسام مغازي، إن الرئيس السوداني عمر البشير أبلغه بأن زيارته الأخيرة للقاهرة، "هي الأقرب له منذ 25 عاما مضت".

وجاء تعليق الوزير المصري رغم أن زيارة الرئيس السوداني عمر حسن البشير (وصل للسلطة عام 1989) للقاهرة، جاءت في أجواء غلبت عليها مشاحنة سياسية وإعلامية بين البلدين الذين تربطهما علاقات تاريخية، يعكر صفوها بين الحين والأخر خلاف حدودي بينهما.

وفي مؤتمر صحفي عقده وزير الري مساء اليوم الأحد بالعاصمة القاهرة، قال مغازي الذي ترأس بعثة استقبال البشير، الذي أنهى اليوم زيارته للقاهرة والتي استمرت يومين: التقيت الرئيس السوداني في لقاء ثنائي وأبلغني بأنه منذ 25 عاما ترددت وأنا رئيس جمهورية على مصر مرات كثيرة، لكن يشهد الله أن هذه الزيارة هي أقرب الزيارات لقلبي، وشعرت خلالها براحة غير طبيعية، وأشعر أن بها الخير لمصر والسودان".

وبخلاف زيارات البشير للعاصمة القاهرة أثناء تولي الرئيس الأسبق حسني مبارك للبلاد لمدة 33 عاما، كان الرئيس السوداني أول رئيس عربي يزورها عقب الإطاحة بمبارك، في 8 مارس/آذار 2011 أثناء فترة تولي المجلس العسكري لشؤون البلاد، كما زارها أثناء تولي الرئيس المعزول محمد مرسي في 16 سبتمبر/آب 2013.

وخلال زيارته للقاهرة التي تعتبر الأولى منذ الإطاحة بمرسي، اتفق البشير مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، على رفع مستوى اللجنة العليا المشتركة إلى المستوى الرئاسي، وتفعيل اتفاقية الحريات الأربع (موقعة عام 2004) التي تعطى امتيازات للمواطنين فى كلا البلدين، خلال المرحلة القادمة.

والتقى البشير، قبيل مغادرته القاهرة عصر اليوم، ببعض الرموز والشخصيات السياسية، إلى جانب من كبار رجال الأعمال والمستثمرين.

وبدأت ملامح انفراج في العلاقة بين البلدين بزيارة السيسي إلى الخرطوم في يونيو/ حزيران الماضي وتقديمه الدعوة لنظيره السوداني لزيارة القاهرة.

وكانت حدة التوتر بين البلدين بسبب مزاعم دعم السودان للإخوان، زادت بالتحول الذي طرأ على موقف الخرطوم ودعمها لأديس أبابا عندما قررت الأخيرة في مايو/ آيار 2013 تغيير مجرى النيل الأزرق أحد أهم روافد نهر النيل كخطوة فاصلة في تشييد "سد النهضة" على مجر النهر وهو مثار خلاف بين أثيوبيا ومصر التي تتخوف من تأثيره على حصتها من المياه.

كما تتنازع مصر والسودان السيادة على منطقة مثلث "حلايب وشلاتين وأبو رماد"، وهي أرض تحت السيطرة المصرية منذ عام 1995، بينما يعتبرها السودان جزء لا يتجزأ من أراضيه.

ويقع هذا المثلث على الطرف الأفريقي للبحر الأحمر، وتبلغ مساحتها 20.580 كم2، وهي ضمن الأراضي المصرية وفق اتفاق ترسيم الحدود إبان الاحتلال البريطاني في 19 يناير/ كانون الثاني 1899.

وتزامنت زيارة البشير مع جولة مفاوضات ثنائية استمرت يومين (الخميس والجمعة) واستضافتها القاهرة، وضمت وزراء الري في مصر وإثيوبيا والسودان تخللها اجتماعات للجنة الخبراء الوطنيين التي تم خلالها التوافق على قائمة المكاتب الاستشارية العالمية التي ستنفذ الدراساتين الإضافيتين لتقييم أثار سد النهضة الإثيوبي.

وقال وزير الري المصري حسام مغازي، في المؤتمر الصحفي اليوم، إنه جرى الاتفاق بين الدول الثلاث مصر وإثيوبيا والسودان على التوقيع مع المكتب الاستشاري العالمي في 16 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، للبدء في مهمة إجراء الدراساتين.

ولفت الوزير إلى أنه في حال "وجود اعتراض على نتائج الدراستين من أي دولة سيتم رفعها للخبير الدولي (سيجرى اختياره في جولة الخرطوم القادمة) خلال أسبوعين من إصدار نتائجه، ليفصل في الأمر".