30 - 06 - 2024

مجدي لاشين رئيس التليفزيون: انتظروا شاشة جديدة لـ ماسبيرو في 2015

مجدي لاشين رئيس التليفزيون: انتظروا شاشة جديدة لـ ماسبيرو في 2015

التليفزيون مؤسسة وطنية مثل الجيش والشرطة

ظلمنا المذيعين المتميزين بدعوى تحقيق العدالة

أطالب النجوم بالحرص علي الظهور علي الشاشة

التليفزيون كان بوقاً للإخوان وعربة بث رابعة أكبر دليل

الهيكلة ستفيد التليفزيون ولن تضر بعامليه

الإثارة سبب انتشار القنوات الخاصة

الفضائيات الخاصة لا تقدم تليفزيون بل إذاعة مصورة

##

ترك منصبه، رئيساً للقناة الأولى،  نظراً لممارسات الإخوان داخل ماسبيرو، لأنهم - وعلى حدّ قوله - كانوا يصنعون إعلاماً موجّهاً إلى جماعة معيّنة.. وبمجرد تولّيه منصب رئيس التليفزيون وضع أمامه هدفاً واحداً فقط، وهو استعادة ثقة المشاهدين في التليفزيون المصري، بعد أن فقدها منذ ثورة 25 يناير..

إنه المخرج المتميز مجدي لاشين الذي التقت "المشهد" به، في حوار خاص، كشف فيه النقاب عن التحديات والصعوبات التي تواجهه في عمله كرئيس لقطاع التليفزيون في فترة صعبة وحاسمة من تاريخ مصر، يحاول فيه التليفزيون لملمة ما تبقي منه بعد ثلاث سنوات عجاف، ليكون هدفه إعادة بهاء الشاشة التي كانت تحتل موقع الصدارة في الإعلام العربي ولسنوات طويلة.. من خلال إعداد مجموعة من البرامج الجديدة لعرضها في مطلع عام 2015 علي شاشة القنوات: الأولي والثانية والفضائيتين المصريتين الأولي والثانية في إطار التطوير الشامل.. وإلي نص الحوار:

##

هل أنت راضي علي أداء التليفزيون في الوقت الحالي؟

التليفزيون مرآة لمجتمعه وصورة كاشفة له، ولا تنسي أن التليفزيون مؤسسة وطنية مثل الجيش والشرطة وغيرها من المؤسسات التي يجب أن نقف إلي جوارها كي تنهض، فهو جهاز إعلامي ملك الشعب المصري، وخسارته خسارة لنا جميعاً، فهناك من يصر علي مواصلة التشفي في التليفزيون ومعاقبته علي فترة حدثت فيها أخطاء، ولكن هذا العصر قد ولى برموزه وقياداته، ويجب أن نفتح صفحة جديدة.

ما المطلوب من الشعب المصري تجاه التليفزيون؟

أن يثق في قيادته الجديدة للنهوض بشاشته وأن يتأكد أننا نعمل من أجله لأننا ليس لنا أي مصلحة في الانحياز لأي طرف أيا كان، وأطالب نجوم المجتمع من فنانين ومبدعين ومفكرين ورياضيين وسياسيين أن يحرصوا علي الظهور من خلال شاشتهم، وان يكون لهم تواجد علي شاشة ماسبيرو، وان يساهموا في إسعاد الناس من خلال هذا الظهور، وان يعلموا بأن هذا عمل وطني وواجب علي كل من يملك شيئا يفيد بلاده في نهضة تضعها في مكانها الصحيح.##

ما هي آلياتك لتطوير الشاشة؟

الحمد لله منذ اللحظة الأولي لتولي منصبي عقدت عدة اجتماعات متواصلة مع رؤساء القنوات وزملائي مديري العموم بالقطاع حتى هذه اللحظة  من أجل تنفيذ منظومة التطوير بضبط الشاشة وتحسين صورتها من خلال انتقاء البرامج التي تُعرض ونوعية الموضوعات التي يجري عرضها ومناقشتها حتى يستطيع التليفزيون العودة لمكانته ومنافسة القنوات الأخرى في الوصول إلي المشاهد، وأتصور أن هذا سيتحقق عندما نهتم بمشكلات الناس ونصل إليهم أينما يكونوا، بالإضافة إلي كشف أخطاء الحكومة دون تزييف للواقع، وأهم ما يشغلني هو أن تكون شاشة التليفزيون ملكًا للشعب وليست بوقًا للنظام كما جري في لفترات السابقة.

كما تتضمّن خطة تطوير شاشة التليفزيون إنتاج برامج متميزة تجذب المعلنين بنوعية مختلفة عن البرامج الموجودة حالياً، ولكن دون التأثير على المضمون المهني، وستبدأ هذه الخطة مع أوائل عام 2015، وستلغي هذه البرامج فكرة أن إعلام الحكومة هو إعلام النظام الحاكم، بل ستؤكّد أن الإعلام أصبح إعلاماً للشعب فقط وليس لفئة معينة.

برأيك هل كان التليفزيون بوقًا للإخوان في عهد صلاح عبد المقصود؟

بدون شك وخاصة في فترته الأخيرة.. فقد كنت رئيسًا للقناة الأولي في عهد صلاح عبد المقصود ثم تركت منصبي بسببهم نظرًا لممارسات الإخوان داخل المبني حيث كانوا يحاولون صناعة إعلام موجه إلي جماعة معينة وأكبر دليل عربة بث التليفزيون التي أرسلها الوزير للبث من ميدان رايعة العدوية قبل ثلاثين يونيو بأيام، ثم جري تجميدي من جانب الوزير الإخواني بتعييني مستشارا لرئيس التليفزيون دون اختصاصات، ولهذا فإنني بمجرد تعييني رئيسا للتليفزيون وضعت أمامي شيئًا واحدًا مهمًا هو استعادة ثقة المشاهدين في شاشة التليفزيون المصري بعد أن فقدها منذ ثورة 25 يناير نتيجة حالة الارتباك التي تعانيها مصر منذ ثلاث سنوات وكان طبيعيًا أن يعاني الإعلام من الحالة ذاتها سواء إعلام الدولة أو إعلام القطاع الخاص لأنه كما قلت سابقا هو مرآة الدولة والمجتمع.##

كيف تري التليفزيون في ظل الهيكلة وتحت مظلة الهيئة الوطنية للإعلام؟

الهيكلة ستفيد التليفزيون بما يخدم مضمون وشكل ما يُعرض علي شاشته، لكني أؤكد أن تنفيذ مشروع الهيكلة لن يضير أحدًا من العاملين بالمبني في رزقه ولن يتم الاستغناء عن أحد كما تردد في وسائل الإعلام المختلفة، وأؤكد أن مفهوم الهيكلة يتلخص في وضع كل موظف في التليفزيون في مكانه الصحيح لأن الظاهرة الغريبة في الفترة الأخيرة أن كل موظف أصبح يعمل في غير وظيفته، فالمنتج يعمل مخرجًا والعكس صحيح، وإذا قام كل موظف بالعمل في تخصصه واستغلال إمكاناته سيتغير حال التليفزيون تمامًا وسينهض بسرعة ويتعافي ويرجع رائداً كما كان في المنطقة العربية.

يردد البعض أن شاشة التليفزيون أصبحت مهجورة.. فماذا فعلتم من أجل اجتياز هذه المشكلة؟

بدون شك، الكل يعرف أن التليفزيون في الوقت الراهن يدفع ثمن أخطاء الماضي، لأنه يتحمل جهاز إداري أكبر من احتياجاته، حيث اتجهت الحكومة في فترة من الفترات لفتح الأبواب لتعيين أعداد كبيرة في مواجهتها لأزمة البطالة، وهو ما لم يكن يجب أن يطبق في الإعلام الذي يحتاج مواهب وكفاءات خاصة، ليس فقط في الكوادر الفنية من معدين ومخرجين ومذيعين ومصورين، ولكن أيضا في اختيار موظفي الشئون الإدارية والعلاقات العامة وغيرها، ورغم هذا كله أرى أن التليفزيون قادر علي أن يتخطى هذه المحنة، ويستعيد موقعة كرائد للإعلام في المنطقة.

ولا تنسي أننا نعمل في مناخ صعب في ظل الظروف السياسية التي تمر بها البلاد بعد ثورتين، والحقيقة أن هناك تحسنا واضحا في مستوي الشاشة، ولكن انشغال الجمهور بالشأن السياسي لا يعطي الجمهور فرصة لملاحظة هذا التحسن، وأحب أن أؤكد أننا نعد الناس بشاشة جديدة ودماء جديدة علي الشاشة وبرامج توك شو كبيرة خلال عام 2015 لتمثل انطلاقة جديدة للتليفزيون المصري. ##

كيف تفسر انتشار القنوات الخاصة علي حساب التليفزيون؟

يجب علينا أن لا ننسي أن العمل بالقنوات الخاصة يختلف كثيرا عن العمل بتليفزيون الدولة، فنحن نلتزم بمعايير إعلامية لأننا نعمل في تليفزيون مملوك للدولة، والفضائيات الخاصة تلعب علي عنصر الإثارة التي تجذب المشاهد خاصة في ظل الأوضاع التي مازالت مشتعلة في الشارع المصري إلي حدٍ ما، ولكن مسئوليتنا تجاه المصريين تمنعنا من الدخول في منافسة بهذا الاتجاهـ، وأنا كمخرج أري ما تقدمه القنوات الفضائية هو إذاعة مصورة، لا تتفق مع طبيعة العمل التليفزيون الذي يعد من فنون الصورة، والتي تقوم علي أن يكون المشهد معبرا بدون أي كلام وإن تتطلب ذلك يكون في مساحة محدودة.

لماذا أصبح التليفزيون خالياً من برامج المنوعات وليالي التليفزيون وأضواء المدينة؟

في ظل الظروف المالية التي يمر بها ماسبيرو الآن لا يمكننا أن نوفر مبالغ مالية كبيرة لتقديم برامج منوعات لأنها مكلفة جدا، وأصبحت هناك تيمات وفورمات يتم شراؤها بمبالغ باهظة من شركات تملك حقوقها، ولكن دعني أقول لك أننا بدأنا الترتيب لعودة ليالي التليفزيون، وذلك بعد عودة مسرح مارينا للتليفزيون، وبدأنا بالفعل في الإعداد لإعادة هذه الليالي خاصةً أن كثيرا من النجوم أبدوا استعدادهم لدعم ليالي التلفزيون لأنهم يدركون قيمتها كنافذة لهم علي الجمهور المصري والعربي، ومن هنا أيضا أطالب كل نجوم الغناء في مصر المشاركة في الحفلات دعما لهذا المشروع القومي الذي نستعيد من خلاله موقع مصر في هذا المجال، لأن ليالي التليفزيون ومهرجان قرطاج وجرش كانت أهم المهرجانات الغنائية في الوطن العربي، وغيابها خسارة كبيرة للتليفزيون المصري.##

يردد البعض أن القنوات الإقليمية سيتم إلغائها أو دمجها لعدم جدواها؟

لم أسمع عن هذا الأمر بشكل حاسم، ولكن كلها أفكار خاضعة للدراسة وليس لدي أدني فكرة عن الإلغاء أو الإبقاء للقنوات الإقليمية،ولكنى أقول للزملاء في هذه القنوت لماذا التخوف فالمهني لا يخاف من شيء طالما أنه محترف في عمله وهذه أفكار سابقة لأوانها.

ما هي الرسالة التي تحب أن توجهها ولمن؟

رسالتي الأولي لزملائي في ماسبيرو وخاصة قطاع التليفزيون أقول لهم أنه ملقي علي عاتقكم مسئولية كبيرة خلال هذه الفترة الانتقالية من عمر بلادنا ومطلوب من كل واحد منا أن يبدع من أجل إعادة بهاء شاشة التليفزيون إلي سنوات زمنها الجميل ليكون رائداً كما كان.

أما رسالتي الثانية والأخيرة هي للشعب المصري الذي أطلب منه أن يعيد ثقته بنفسه وإعادة الشخصية المصرية مع العمل الجاد لبناء بلدنا بضمير واستغلال الطاقات الايجابية بداخلنا كبيرة وعلى أي مسئول في أي مكان في مصر تحفيز العاملين معه ،وما حدث في مصر خلال الثلاث سنوات السابقة لم تكن معاناة بل هي طبيعة ما بعد الثورة التي  يحدث فيها تخبط، واعتقد أنها لم تكن مرحلة طويلة ولو تتبعنا الثورات في العالم كله سنجد أنها عانت فترات أطول من ذلك ،وساعدنا في ذلك أننا شعب لدينا حضارة عميقة لأننا لدينا أساس حضاري،مما يدل على ثبات الشخصية المصرية وبسرعة جدا يمكن ننتظم وسهل ندخل كلنا في الصف ونعمل لصالح هذا الوطن وهو المطلوب في هذه المرحلة القادمة.##






اعلان