19 - 10 - 2024

أجدع من عتريس !

أجدع من عتريس !

(1)

تحكي الأسطورة عن رئيس الوزراء الذي ذهب لافتتاح عربة كشري في ميدان الرمل، عند أول خط الترام، العربة في موقع إستراتيجي والهوا فيه يرد الروح، المهم أن رئيس الحكومة صال وجال حول العربة، وأخذ "سيلفي" مع طبق الكشري، مطلقاً سلسلة من التعهدات بتوفير أجدع رغيف عيش بلدي لكي ينعم كافة سكان المنطقة بخدمة 7 نجوم، تبدأ من الوقوف باحترام أمام العربة، وتنتهي عند التعامل اللائق الحضاري الإنساني المتواضع الأخلاقي بين صاحب العربة والسادة المواطنين.

المهم... مصر يا دوب صالة وطرقة وعفشة ميـّـة، الخبر انتشر سريعاً، صاحب العربة يقدم عدس حامض للمواطنين، أيضاً لا يوجد دقـَـة أو ملح، بمعنى آخر الكشري مش وصاية يا معالي سيادة رئيس الوزراء.

ألو وزير... ألو معالي رئيس الوزراء، محافظ الإسكندرية ينزل بنفسه يطمئن على عربة الكشري، حاضر يا فندم.

ألو محافظ... ألو معالي الوزير، تنزل بنفسك تطمئن على عربة الكشري، حاضر يا فندم.

ألو مدير مكتب... ألو معالي المحافظ، تنزل بنفسك تطمئن على عربة الكشري، ركز على الحمص، أطلب دقـّـة، حاضر يا فندم.

اليوم تطالعنا الصحف بخبر عن محافظ الإسكندرية الذي ذهب للتفتيش على عربة الكشري، فلم يجد الدقـَـة والملح والحمص والأرز، ومن هول الصدمة ظل يصرخ قائلاً: "أنا المحافظ... أنا المحافظ، فين الدقـَـة والملح والحمص والأرز، لو فيكم راجل يطلعلي، إنتوا مش خايفيين ولا إيه، إنتوا مابتخافوش إلا من عتريس، أنا أجدع من عتريس، أنا بلوة سودا، أنا سفاح، أنا شرّاني".

(2)

بدأ صرف علاج سوفالدي يوم الخميس الماضي، العلاج الذي يحقق نسبة شفاء تصل إلى 90%، على عكس العلاج السابق، مما قد ينهي أزمة مرض فيروس إلتهاب الكبد الوبائي الذي تحتل فيه مصر المركز الأول عالمياً، شر البلية ما يضحك، سبب إنتشار المرض في مصر كان أسلوب العلاج الخاطئ من مرض آخر كان منتشراً أيضاً، ألا وهو البلهارسيا وما حدث نتيجة التطعيم بحق ملوثة، يعني بالبلدي الفصيح "من نقرة لدحديرة".

لكن ربنا كريم، مصر أم الدنيا ستصبح قد الدنيا، وذلك عندما يشفى الغالبية العظمى من ذلك المرض اللعين، ويستعيد العجائز صحتهم، وعندما نكبر هنضرب الكل على قفاه، فقط عندما يشفى الغالبية من أمراض السرطان التي إنتشرت بغزارة بفعل فاعل، ويستعيد الشباب عافيتهم.

وهذا سيحتاج أمرين، أولاً العمل ثم العمل ثم العمل بفكر سليم وواضح ومطلع، نظام "مشّي حالك وأحمد زي الحاج أحمد" لن يصلح لبناء دولة، ثانياً أن يتوقف هؤلاء عن العمل في منصات إطلاق الشائعات الممنهجة الهادفة لافقاد الثقة في كل بادرة أمل.

عقار السوفالدي مجرب عالمياً وحاصل على براءة إختراع، وحاصل على إجازة، لذا لا داعي لتصديق شائعات أننا فئران تجارب، أو أن العقار غير فعال، أو أن الذين تعاقدوا مع الشركة في الجانب المصري هم أساساً يعملون في الشركة المصنعة.

كل هذه الشائعات لا تدل إلا على أن أصحابها يعانون سواداً داخلياً وغل وحقد لا مثيل له، وهذا يعني أنهم ربما لو بلعوا ريقم سيموتون والطب الشرعي سيؤكد أنها حالة تسمم، والعزاء قاصر على رجم المرحوم في النار.

##

مقالات اخرى للكاتب

أجدع من عتريس !