17 - 07 - 2024

ليست لعبة

ليست لعبة

بدلا من أن تسحب الدولة "الذرائع" من كل معارضيها بما فيهم "الإخوان" نجدها تقدم كل يوم ذريعة جديدة ، خذ عندك:

مايجري في الجامعات من اعتقال للطلاب ومواجهتهم على أنهم "أعداء" وإطلاق أبواق الإعلام المنافق للسلطة ضدهم ، وذلك بدلا من أن نعتبرهم "أبناء صغار" يجب ان نقدم لهم النصح ، ونتيح لهم مالا نتيح لغيرهم من أساليب اعتراض سلمية ومشروعة ، فقد كانت الجامعات طوال تاريخها تجليا للضمير الوطني منذ انتفاضتهم في 1968 وحتى اليوم ، ولم تعرف مظاهرات الجامعات عنفا وإتلافا للمال العام ، إلا في ذروة الصراع مع "الجماعات الإسلامية" في السبعينيات ثم مع "الإخوان" خلال العام الماضي . نعم يجب التصدي لهذا العنف ومنعه ، أما تتحول أسوار الجامعة إلى قضبان سجون ، فتلك جريمة يرتكبها النظام في حق الوطن ، ينبغي ألا يبيت طالب في سجن أو معتقل تحت أي ظرف مالم يكن مدانا بعنف حقيقي ، وليس عبر اتهامات مرسلة تضمها "تقارير أمنية" يعرف الجميع كيف تكتب.

استمرار حالة التعتيم الإعلامي على كل صوت معارض ، وكأن السلطة الحالية من "ملائكة لا يخطئون" ، مع أن النقد ينير الطريق ويقطع كل أصوات الخارج المتدخلة في شؤوننا. نحتاج بعد موجتين ثوريتين أن نحتفي بالنقد ليصحح خطى السلطة التي ترتكب كل يوم أخطاء ، ومالم نكشف الأخطاء سنظل ندور في دائرة مفرغة من الفساد والتخبط الإداري ، في الظلام تنتشر الوطاويط ، وتمرح الثعابين ، لكن حين تضاء الأنوار يعرف كل مسؤول أنه سيحاسب حسابا عسيرا أمام الرأي العام ، فيحترس.

إهمال التجاوزات التي ترتكبها الشرطة في التعامل اليومي مع الناس ، حيث عادت الإتاوات ، وعاد شبح الانتهاكات ضد حقوق الإنسان في الأقسام ، عادت الأقسام أيضا لإغلاق الشوارع ، دون ان تكون هناك مبررات مقبولة ، كما عادت التقارير الأمنية للتحكم في مصائر الناس ، لست ضد ان يطبق جهاز شرطة محترف القوانين بصرامة ليحمي أمن الوطن ، لكني ضد أن تكون الشرطة أول من "يغتال" روح القانون مستغلة فترة عدم الاستقرار السياسي ، نحتاج مكافحة حقيقية للإرهاب ، وليس "دجلا" وما يحدث أن هناك شرطة فاشلة تغطي فشلها بالتجاوزات ، رغم أن بعض ضباطها وجنودها يقدمون أرواحهم فداء لاستقرار الوطن.

ما يجري في سيناء من تخبط ، فلا معرفة بقبائلها وشرفائها ، ومن لهم سابقة كفاح ضد الاحتلال الصهيوني لها ، بل مواجهة عمياء لخطر حقيقي متمثل في "الإرهاب والتكفير" .. ملف سيناء كله يحتاج إلى مواجهة واعية وشجاعة ، لا تطفيء نيران الإرهاب لتشعل نيرانا أخرى.

مصائر الوطن ليست لعبة ، وتحتاج إلى حكمة كبيرة ، وصبر طويل حتى نخرج من هذا النفق المظلم .

##

 

مقالات اخرى للكاتب

ومتى يعتذر بقية الأحياء من تحالف كوبنهاجن وجمعية القاهرة للسلام؟