17 - 07 - 2024

يقتلون أنبل ما فينا !

يقتلون أنبل ما فينا !

ماذا تريدوننا أن نعلم أبناءنا !! هل نعلمهم الندالة والخسة أم نعلمهم الوفاء والعزة ؟

ماذا تريدون أن تعلموا شباب مصر !!  الخيانة والغدر أم الأمانة والعدل ؟

أنبل ما فينا الشباب الغاضب المطالب بتحرير زملائه المقبوض عليهم فى السجون منذ عام مضى بتهم ملفقة من نظام لا يعرف سوى حديث البندقية أو السجن.

أنبل ما فينا شباب لم ينس زملاءه الذين قتلوا أمامه منذ عام مضى، ويطالب بحقهم والقصاص لهم بعد أن مر عام دون أن يقدم متهم واحد، ممن قتلوا عشرات الشباب داخل الحرم الجامعى .. 

أنبل ما فينا يوصف فقط هذه الأيام بأنه إرهابى أو إخوان أو مثير للشغب، إنها صناعة الإعلام الأمنجى الذى لم يعد يلجأ إلى التعتيم على الخبر بل تطور مؤخرا رغم أن هناك مسئولين فى الإعلام ما زالوا يفضلون المدرسة القديمة فى التعتيم وعدم تغطية الحدث لأنهم لم يتعلموا درس 25 يناير، عندما كان عبد اللطيف المناوى رئيس قطاع الأخبار وقتها ووزيره أنس الفقى يسلطون الكاميرات على النيل، ويؤكدون أنه لا توجد مظاهرات فى مصر حتى فضحتهم الثورة تماما.

الإعلام الأمنجى انطلق على الطلاب المتظاهرين حيث يخصص كل منهم يوميا فترة للهجوم على الطلبة والتحريض عليهم وتشجيع الداخلية فى الفتك بهم وإهدار دماءهم فهم إرهابيون ومثيرو شغب ويريدون هدم الدولة!!

أى دولة يتحدثون عنها الدولة ليست انتم فقط ايها المضللون، الدولة ليست أنتم فقط أيها الكاذبون أنتم فقط تمثلون السلطة أما الدولة فهى الشعب بكامل طوائفة وألوانه، الدولة ومستقبلها هى هؤلاء الشباب الأوفياء النبلاء الأنقياء أما دولتكم فهى تخدم السلطان والسجان وتطيح بالدستور الذى  ملأتم الدنيا صراخا بأنه أعظم دساتير العالم، وبعد أن أقررتموه بتدليسكم كنتم أول من تطيحون به، وما اكثر انتهاكات دولتكم للدستور فهل يتيح الدستور ان يحتجز نحو 60 طالبا فى مكان مجهول لأيام لا يعرف عنهم اهاليهم اى شيء ،، هل يتيح اى دستور لدولة الوحوش ان تهدر دماء الناس فى الفضائيات ويكون خطاب الكراهية والتحريض هو الخطاب الرسمى للصحافة والاعلام ،، هل يتيح الدستور لكم اصدار قوانين ضد حرية الرأى والتعبير !؟

كم كان حكم قضاء مجلس الدولة قاسيا على سلطة اللاقانون واللادستور عندما رفض قانون السيسى بمنح رؤساء الجامعات الحق فى فصل الأساتذة والطلبة فهذه السلطة لا تفكر فقط سوى فى القمع ولا تراجع دساتير ، إن لجان التشريع فى النظام الحالى تعمل تحت شعار واحد هو "" الورق ورقنا والحكومة بتاعتنا  ""

بصراحة نظام السيسى العبقرى المفكر السياسى لم يقصر فى دوره مع الطلبة وقام بكل ما يمكنه ان يفعل قبل انطلاق العام الدراسى فقام بالآتى .. 

اولا - زاد من ارتفاعات اسوار الجامعة .. تفكير عميق!

ثانيا - تعاقد مع شركة أمن (فالكون ) بملايين الجنيهات بفلوس الطلبة / خطوة رائعة!

ثالثا - اصدر قوانين لتشديد العقوبات على الأساتذة وقمع اى تحرك للطلبة/ إبداع!

رابعا- اعتقلت الشرطة نحو 60 طالبا قبل يوم واحد من الدراسة / نعم التصرف!

خامسا - لم يقدم متهم واحد بقتل اى طالب منمن توفوا العام الماضى / يحيا العدل!

سادسا - رفض تنفيذ حكم المحكمة الادارية بإعادة 120 طالب مفصولين /دولة قانون!

سابعا - اعلن عن تجنيد طلاب ليكونوا جواسيس على زملائهم / دولة البصاصين!

النظام السيساوى يفكر فقط بالطريقة "الأمنجية " .. نظام سياسى فاهم جدا كيف يتعامل مع الشباب  !!!

اقسم بالله العظيم ان عددا كبيرا من الشباب المتظاهرين لا علاقة لهم بالإخوان بل منهم من شارك فى 30 يونيو لإسقاط نظام الإخوان.

**كيف يمكن ان نطلب من الطلاب شباب مصر ان ينسوا الضحايا من زملائهم فى العام الماضى رغم وعود الجميع لهم بالقصاص ولا انسى ابدا ما أعلنه  الدكتور جابر جاد نصار رئيس جامعة القاهرة الذى نسى كل وعوده لأنه عاجز عن مواجهة السلطة رغم انه رجل قانون ، الدكتور جابر وعد الطلاب فى العام الماضى انه لن يهدأ وسوف يتابع قضية قتل الطالب محمد رضا بنفسه ولن يسكت حتى يقدم الجانى للعدالة!!

لا حول ولا قوة الا بالله ،، هل قدمت يا دكتور جابر الجانى ؟ هل ما زلت تتابع قضية مقتل محمد رضا ؟

هل أساسا تذكر الطالب محمد رضا شهيد كلية الهندسة ؟

هنا سأذكرك يا دكتور جابر يا رجل القانون بأسماء القتلى من الطلبة الذين نحتسبهم شهداء للوطن عند الله والله حسيبهم سأذكرك بقتلى جامعة القاهرة وعدد من الجامعات الأخرى كما اهدى هذه الأسماء لهؤلاء اللى " بيستعبطوا " يوميا ويسألون "هما الطلبة بيتظاهروا ليه !؟"

ضحايا حرم جامعة القاهرة..

مقتل الطالب بكلية الهندسة محمد رضا فى 28 نوفمبر 2013

** مقتل الطالب بكلية التجارة عمر أسامه  فى 16 يناير 2014.

**مقتل الطالب بكلية دار العلوم  محمد عادل فى 14 ابريل 2014.

ـــــــ

ضحايا حرم جامعة عين شمس..

مقتل الطالب بكلية التجاره عبد الرحمن يسرى فى 12 يناير بطلق نارى فى الصدر.

مقتل الطالب بكلية الحاسبات والمعلومات محمد ايمن فى 14 مايو بطلق خرطوش فى الرأس

ضحايا حرم جامعة الأزهر..  

20 نوفمبر 2013 -الطالب عبد الغنى محمد حمودة الفرقة السادسة بكلية الطب مات متأثرا بطلق خرطوش فى الرقبة.

28 ديسمبر 2013 مقتل الطالب خالد محمد الحداد الفرقة الثالثة بكلية التجارة وفى نفس اليوم مقتل الطالب طلعت محمد عيسى طالب بالفرقة الثانية بكلية التجارة.

30 مارس 2014 مقتل الطالب عبد اللطيف خليفة عبد اللطيف كلية الزراعة نتيجة رصاصة فى الرأس ،، وفى نفس اليوم مقتل الطالب عبد الله احمد عبد الحميد الفرقة الرابعة بكلية التجارة وفى 30 مارس ايضا مقتل الطالب احمد محمد عبد الحافظ الفرقة الاولى لغات وترجمة بالمدينة الجامعية.

وفى 8-يناير 2014 اصيب حسين حسنى احمد علام الطالب بكلية الشريعة والقانون الفرقة الثالثة برصاص حى فى الرأس بالمدينة الجامعية بالأزهر ومات متأثرا بالاصابة فى 11-يناير.

فى 3 يونيو 2014 اصيب طه ابراهيم محمد بصل الطالب بكلية اللغات والترجمة بقنبلة غاز فى رأسه فقد على إثرها البصر فى العين اليمنى ثم مات متأثرا بالاصابة فى 1 سبتمبر 2014.

--

مقتل الطالب عمر خلاف بطلق نارى فى الرأس بجامعة الاسكندرية فى 23 يناير 2014

--

مقتل الطالب محمد عبد المنعم أبوالسعود بكلية دار العلوم بالمنيا فى 3يناير 2014

---

وهنا اذكر فقط من لقوا حتفهم داخل الحرم الجامعى واعتذر إن لم اذكر اسم اى طالب سقط ضحية فى أى جامعة . إن دعاة النظام الجديد يريدون للطلبة ان ينسوا زملاءهم ويصبح شعارهم "الحى ابقى من الميت " كيف ننسى القتلى ونترك المجرمين كيف ننسى المدافعين عنا هل كان يجب ان ننسى شهداء مصر فى نكسة 1967 ونترك اسرائيل تحتل ارضنا والله لو فعلنا ذلك لما انتصرنا فى اكتوبر 1973 ،، اعرف ان هناك فارق بين ان تقتل اسرائيل وبين ان يقتل المصرى مصرى آخر لكنها فى النهاية عملية قتل وإجرام تتطلب اتخاذ العدالة مجراها والقصاص لان فى القصاص حياة كما قال الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم بينما الطرمخة والسماح للقتلة والجناة ان يظلوا احرارا فهذا تهديد للمجتمع فالقاتل الذى لا يعاقب حتما سيكرر فعلته فمن أمن العقاب أساء الأدب.

وبمناسبة انتصارات اكتوبر وشباب الجامعات هل تعلمون انه بعد هزيمة 1967 استعان قادة القوات المسلحة وعلى رأسهم الفريق سعد الدين الشاذلى بخريجى الجامعات لأول مرة حيث كان يتم اعفاء اصحاب المؤهلات العليا ليتم تجنيد نحو 34 الف خريج جامعة انضموا إلى جيش العبور ليساهم شباب الجامعة فى النصر حيث كانوا الاقدر على التدريب واستيعاب الخطط العسكرية المتطورة انهم شباب مصر عمادها فى استعادة كرامتها وارضها المحتلة مع انتصار اكتوبر 1973..

انهم الشباب عماد الأمة الذين ينتصرون لنا ثم يأتى علينا زمان نحبطهم ونقتلهم بدنيا ومعنويا لتصبح مصر رقم 24 من بين 25 دولة طاردة للشباب وهو ما كشفه استطلاع للرأى أجراه مركز الدراسات الأمريكى "بيو ريسيرش" احتلال مصر للمركز 24 بين 25 دولة ناشئة حول فرص البقاء بالوطن، والتفضيل بين بقاء الشباب داخل بلدهم أو مغادرته، بحثا عن مستقبل أفضل.

*قبل ان اختم اكتب لكم عبارة كتبتها زميله إعلامية شاركت معنا فى ثورة 25 يناير ورافقتنى يوم جمعة الغضب 28 يناير إلى ميدان التحرير كتبتها على صفحتها على الفيس بوك تقول فيها : " من اوجاع الحياة انك تقول لبنتك اوعى تعبرى عن رأيك مع حد من زمايلك لانه ممكن يكون مخبر ولا تثقى فى حد منهم لانها ممكن تبقى امن اسمعى ومتعلقيش ...يا ترى هل ده اللى كنا عاوزينه لولدنا حتى حرية التعبير بالكلام يتحرموا منها ؟؟؟ هو ده اللى هيجيب الاستقرار ؟؟؟ هو ده االى هيخلى بلدنا قد الدنيا انك تحرم ولاد عمرهم 17 او 18 سنة من رأيهم تحرمهم من ابسط اشكال الحرية ؟؟؟ للاسف ما يحدث هو الغباء بعينه. "

بينما اكتب هذا المقال اتمنى الا يسقط طالب جديد قتيل فى اى جامعة واتمنى ان يترك رؤساء الجامعات الطلاب ليتظاهرون فى جامعاتهم فى سلمية تامة دون اى تدخل كما اطالب الطلاب بعدم الخروج من الجامعة بمظاهراتهم.

"احذروا الشباب فإنهم نار تندلع وماء ينقطع"

##