17 - 07 - 2024

هآرتس تعتبر القدس العاصمة الموحدة "بريتوريا اسرائيل"

هآرتس تعتبر القدس العاصمة الموحدة

تباكت الصحف الاسرائيلية على مقتل الرضيعة الاسرائيلية في عملية الدهس أمس، وطالبت بالرد القاسي على العرب، وتوسيع عمليات الاستيطان وتكثيفها .

وانفردت صحيفة "يديعوت اوحرونوت" بالقول أن عملية الدهس التي وقعت أمس بـ"جفعات هاتحوميشيت" بالقدس على خلفية قومية دفعت بجهاز الامن العام الاسرائيلي، الشاباك، ليبدأ عملياته بشرقي المدينة للعثور على مثيري الشغب واعتقالهم.

ومن جانبها نصبت الشرطة الاسرائيلية وحدات رقابة بين الحيين العربيين "شعفاط" و"بيت حنينا" لاعتقال من يقوم  برشق الحجارة والزجاجات الحارقة نحو القطار الخفيف، كما سيبث المنطاد للشرطة لحظة بلحظة كل ما يجري في المنطقة.

وقالت الصحيفة ان العرب يشعلون من جديد موجة عنف قومية في القدس، وكان العرب قد بدأوا مثل تلك العمليات في اعقاب مقتل الفتى "محمد ابو خضير" ثم تصاعدت بالتوازي مع حملة "الجرف الصامد" ولاتزال مستمرة حتى اليوم من دون أن يرى سكان القدس النور في نهاية النفق.

ومن جهته قال الكاتب اليساري الاسرائيلي "غدعون ليفي" بصحيفة "هآرتس"، أن عملية الدهس التي راح ضحيتها طفلة بعمر الثلاثة اشهر لا يجب ان تفاجئ احد، ففي "بريتوريا التابعة لدولة اسرائيل، القدس، يعيش شعبان، على عكس مناطق الاحتلال الاخرى، ولذلك كان يجب على دولة اسرائيل ان تطبق بين الشعبين، العربي واليهودي، مساواة بشكل ما، كأن يتمتع الشعبين ببطاقات هوية زرقاء، وبحرية حركة، وبضريبة المسقفات، وبتأمين وطني، وأن يكونوا كلهم اسرائيليون، ولكن القدس التي تحيطها الاكاذيب تحولت الى عاصمة الابرتهايد الاسرائيلي".

 واضاف أن القدس الموحدة عاصمة فقط في نظر نفسها، فالمدينة الموحدة هي الأكثر انقساما بين مدن الكرة الارضية، فالمساواة فيها فكاهة والعدالة غائبة، فحرية الوصول للاماكن المقدسة مكفولة لليهود، فقط، وايضا للمسلمين كبار السن، وحق العودة محفوظ لليهود فقط، واحتماليات تعرض فلسطيني مقدسي للانتقام من اليهود أكبر بكثير من تعرض يهودي لأمر مشابه في باريس، ولكن في القدس ليس هناك من يرفع الصوت ليسمع العالم المظلومية، على عكس اليهودي بباريس.

فبعد احراق الفتى "محمد أبو خضير" حيا،  وبسبب موجة الاحتجاج من العرب، اعتقلت اسرائيل 760 فلسطينيا في المدينة، 260 منهم أحداث، وكالعادة اللغة الوحيدة التي تتعامل بها اسرائيل هي القوة، ومزيد من القوة، فتتحول معارضة الفلسطينيين الى العنف ومزيد من العنف، ثم نقول نحن اليهود وبكثير من الأسى "أنظروا كيف يدمرون القطار الخفيف الذي أقمناه من اجلهم."

وحذر قائلا ستجبرنا ممارسات الحكومة باعتقالاتها في القدس وزيادة انتشار المستوطنين في الأحياء العربية بغطاء من الدولة على جميع المستويات بما في ذلك المستوى القضائي، على دفع الثمن، فإلى متى سيرون اولادهم وبناتهم يخافون الخروج من البيت بسبب تعرضهم للهجوم من قبل صبية المستوطنين في الشوارع، الى متى سيتعرضون للاعتقال بسبب كل حجر يطير، والاهمال لأحيائهم، الى متى سيوافقون على طردهم الصامت من المدينة: بين 1967 – 2013 صادرت اسرائيل بطاقات الهوية لـ 14.309 من سكان المدينة بذرائع مختلفة لا تنطبق أبدا على المواطنين اليهود سكان الابارتهايد، وعندما يأتي رد الفعل في صورة عنف وتسميه اسرائيل ارهاب، تحلق طائرات بدون طيار فوق سماء شعفاط، ويخرج الجيش للقتل في شوارع العيزرية وبيت حنينا، ويقام جدار فصل آخر بين جانبي المدينة لمزيد الأمن.