27 - 06 - 2024

ايام من العزلة... (يوميات ضابط شرطة)

ايام من العزلة... (يوميات ضابط شرطة)

كلاكيت جامعة القاهرة .. تانى مرة..

اثناء ممارستى لهوايتى السيئه وهى التقاط ريموت الريسيفر والمرور على كل القنوات الفضائيه الواحده تلو الاخرى، توقفت كالعاده عند احد الافلام وكان مشهد من فيلم الحرافيش اثناء هتاف اهل الحارة للفنان محمود ياسين او "سليمان الناجي" وفرحتهم بشخصه وهم يرددون "سليمان الناجى اسمالله عليه" واكتشف فى هذا المشهد مدى حب المصرى لدور الفتوه العادل، اللى يفترى على المفترى عشان يجيب حق الغلبان، اللى بيستخدم قوته وسلطانه لاجل نصرة الضعيف.....

وبعد انتهاء البرومو، غيرت وجهتى لاحدى القنوات الاخبارية لارى خبر يتناول انفجار بمحيط جامعة القاهرة، وتبادر لذهنى من الوهلة الاولى انه خبر قديم مر عليه اكثر من 6 شهور وهو الخاص باستشهاد العميد البطل طارق المرجاوى ،ولكن انتابتنى الصدمه عندما رايت كلمة مباشر وتاكدت ان هذا الحادث "طازه" !!!!،اخترت قناة اخرى لاتاكد اكثر ووجدت نفس الخبر وبمتابعة تفاصيلة رايت ان الانفجار الجديد الذى حدث تم تقريبا فى نفس توقيت الحادث الاول من 6 شهور الذى كان بعد اذان العصر والاغرب انه تم ايضا فى يوم الاربعاء وفى نفس المكان وبنفس الطريقة !!!!! 

ومن بعض الملابسات الموجوده مثل تعود الجماعات الارهابية النجسه الرد على كل حكم يصدر فى حق احد اعوانها الخونه، وتكرار نفس الجريمة بهذا الشكل بنفس الصورة وفى نفس المكان ونفس التوقيت الزمنى واليومي، تجد نفسك "مبلم" امام هذه المعطيات....وكيف تصل الجرأه لهؤلاء الخونه معدومى المله او الانتماء ان يفعلوا ما اقترفوه من غشم وقتل إبان تصريح للداخلية بجاهزيتها التامه والاستنفار فى محيط جامعة القاهرة تحسبا لاى اعمال عنف...!!!!!

اذن كان هناك معلومات مؤكده تجزم بوقوع شىء تخريبي يستهدف المدنيين او القوات ،فما الذى حدث؟؟؟ والمدنيين يتساءلوا....وضباط وافراد الشرطة ايضا فى حيرة مما حدث لانهم يتحركون وفق خطة صاحب القرار... ولماذا الكبر فى الاعتراف بان هناك نقص فى وسائل تكنولوجيه تواكب ارهاب نجس وغاشم؟؟؟؟ وان هناك احتياج ان تتحول الشرطة التى تضحى يوميا الاف المرات وتبذل مجهود ايجابى جبار يصل لحد الانتحار وتقدم خيرة شبابها وضباطها فداء للبلد الى شرطة تقنية حديثة تواكب الوضع الحالى وحربها مع الارهاب....ففى ظل الامكانيات الحالية وتنجح الشرطة فى ضبط الخلايا الارهابيه وصامده فى وجه الخونه...فما بالك لو تم تزويدها بوسائل تقنيه حديثة وبشكل لن يكلف الدولة مليم ، فكيف ستكون النتيجة !!!!

تمر ساعة العصارى والكل مغموم مما حدث، وتاتى ساعات التوك شو والهري الصريح، وتشاهد بنفسك اكبر ملتقى للكلام الذى يصل لحد "الفتي" ،فاغلب معدين التوك شو بدون اى تردد او تفكير يستخرجون ارقام الخبراء الامنيين استعدادا لعمل سلسلة من المداخلات او استضافة بعضهم.. وده ليه؟؟؟ لاننا بنشتغل فى الاعلام بالحدث والموقف...يعنى نصحى نقول عندنا ايه النهارده...لو انفجار يبقى هاتلى خبراء امنيين...ولو عمليات فى سيناء هاتلى خبراء استراتيجيين...ولو اضراب للاطباء هاتلى دكاترة وغيره وغيره....وتلاقى بقى كل برنامج بيقول حاجه غير اللى جنبه..يعنى تلاقى مذيع بيتهم الداخلية بالتقصير ،طب تيجى تساله ايه اوجه التقصير يقولك مفيش كاميرات...طب انت مين اللى بيركب الكاميرات..يقولك الحكومه...تقوله طب الداخلية مالها..تلاقيه سكت..يبقى حضرتك تقول ان الحكومه بما فيها وزارة الداخلية تتجه للامن التكنولوجى والتقنى والمسئولية على الاتنين لان الاولى بتطلب والتانية بتوفر، وبعدين فى 31490318 طريقه نقدر بيها ندخل الامن التكنولوجى والتقنى بدون ان تتكبد الدولة شيء، يعنى مش هيبقى فى اعذار ان الميزانية لاتسمح...فى وسائل كتير نقدر بيها نعمل منظومة للامن التقنى الحديث لان ضباطنا هما اللى سافروا الخليج عملوا بنية اساسيه وخطوط عريضه لانظمة البوليس هناك، وبعدين بوليس سكوتلاند يارد هو اللى جه نفذ فى الخليج النظام اللى المصريين وضعوه...فميبقاش عندنا كل دول ونقول مينفعش...وبالتالى لما يتم تناول موضوع زى ده يبقى يتناقش من كل الجوانب....مش نرمى المشكله او الاتهام وشكرا.

تدخل على برنامج تانى، تلاقى المذيع عامل مداخلة مع شاهد عيان على الحادث بيقوله انه كان معدى ساعة الانفجار وشاف قبل الانفجار مباشرة الضباط واقفين بيهذروا مع بعض...!!!! وهنا قلت لنفسى ياخى اتقوا الله..ده لما الواحد كان بينزل خدمة تشكيلات عند الجامعه عشان فى قلق ، كنا بننزل من 6 الصبح ونفضل واقفين على رجلينا لحد 9 بالليل ، تخيل انت لو مرمى فالشارع فتره كبيره كده ممكن تخليها تعدى ازاى بقرفها ومشاحناتها وعنفها ؟؟؟ هتلاقى نفسك بتهون الساعات الصعبه دى انك ممكن ترسم ضحكه على وش ضابط او عسكرى ممكن يموت بعد ثانيه واحده ومتشوفهوش تانى، اللى ميعرفش يقول عدس، وانتو متعرفوش اللحظات دى بتعدى شكلها ايه على قوات الامن المركزى والامن العام اللى اقل ما يوصف عنهم انهم ناس كل شغلهم انهم بيضحوا فقط من غير اى مقابل ومن غيرهم كانت البلد وقعت....بس عمرها ماهتقع طول مافيها ضباط وعساكر للشرطة المصرية بيشتغلوا بدافع واحد بس، هو الوطنية والانتماء.

ومن الاخر، الشرطة تصمد وستنتصر بالاراده فقط وبدماء الشهداء

*الضباط والافراد مستمرين فى حربهم برغم من نقص الامكانيات والتقنيه

*لابد من تفعيل مبدأ ضبط الجانى بدلا من مبدأ ضبط النفس، لانه فى الحروب لا تضبط الانفاس بل تذأر وتنشر نارها على الارهاب حتى تحمى الضعيف من بطش الاغبياء الموتورين....

*حتما يجب القاء بعض الاعلاميين الفارغين ذوى العقول الصماء بمبيد حشرى من نوع معين.

*الشعب فى انتظار شخص سليمان الناجي فى صورة ضابط شرطة او مدرس او طبيب او قاضى.....المهم انه يبقى شخص يقضى على الظلم المتمثل فى الارهابيين...

*عنصر الشرطة هو الافضل فى الشرق الاوسط واقول هذا على مسئوليتى ،فما بالك لو تم اقحامه فى منظومة الامن التقنى والتكنولوجى فستكون النتيجه مضاعفه لما هى عليه وان كانت جيده حتى الان بالطرق البلدى فستكون افضل امتيازا بالتقنيه وترك السبوره والتباشير والامساك بالليزر والماوس.

##

 

مقالات اخرى للكاتب

ايام من العزلة... (يوميات ضابط شرطة)





اعلان