17 - 07 - 2024

غرفة العمليات ...بلا كهرباء

غرفة العمليات ...بلا كهرباء

جدل مستعر  فى الاوساط الطبية  المصرية  بعد تسرب صورعمليات تمت على أضواء الهواتف النقالة فى إحدى مستشفيات مصر الحكومية التى تعانى من أعطال المولدات الكهربائية ... ورغم أن الخبر  فى مثل هذه الايام لا يعد مثيرا مقارنة بواقع المواطن المصرى الذى يعيش معاناة انقطاع التيار الكهربائى ، وبدلا من أن يلعن الظلام ، بات الأمر مادة للسخرية  وأصبح يؤلف النكات على حاله.

وربما ايضا يكون تعليق الطبيب الذى قام بهذه المغامرة - مضطرا بالطبع -...أن الطب فى مصر قائم على قاعدة أساسيه ذهبية هى " الشاطرة تغزل برجل حمار " ...وخاصة فى المستشفيات الحكوميه التى عرف عنها أن الداخل مفقود والخارج مولود ودائما لها السبق فى الاخبار المثيرة ، وعلى الطبيب أن يعتمد على مهارته الشخصية وامكاناته الفردية فى هش القطط والأحتفاظ بهاتف به كشاف حتى يكون جاهزا لمواجهة اى ظرف طارىء!!!

ولا تتعجب عندما تعرف أن الأطباء تم تحويلهم الى التحقيق بعد هذه الواقعة... والحادثه تثير عدد من التساؤلات منها ...هل دخول الهواتف النقالة الى غرفة العمليات مباح  بالرغم من أن استعمال الهواتف ممنوع فى أغلب مستشفيات العالم خارج مصر ؟؟ كيف يتصرف الطبيب فى ظل الأمكانيات العرجاء وماهو المطلوب منه  حتى يحسن التصرف ويحافظ على حياة المريض ؟؟

ودعونى أتخيل معكم موقف السيدة التى تلد ..ورد فعلها بعد انقطاع الكهرباء وموقف أهلها الذين ينتظرون خروجها هى والطفل ؟؟ربما يكون هذا السؤال مختلفا لو حدث ذلك فى مستشفى خاص ..وسؤال أخر من قام بتسريب الصور الى مواقع التواصل الاجتماعى وماهو الغرض من نشرها ...وهل جاء الضغط بنتائج سريعة للتدخل وإصلاح المولدات ...ولماذا نريد دائما عدم مواجهة أخطائنا ، وايجاد حلول سريعة للحفاظ على الانسان ؟؟ بالطبع فى مستشفى حكومى لن نسأل عن رأى المريضة التى ظهرت فى الصور وهل وافقت على ذلك ام لا...

كيف تتعطل مولدات الكهرباء فى المستشفى فى وضع  أصبح فيه الظلام عادة يومية ؟؟؟ والسؤال الأهم الذى يطرح نفسه فى ظل هذه الأوضاع الغريبة لماذا يصر الناس على أن يدخل اولادهم كليه الطب ولماذا يصر الاطباء على مبدأ التوريث فى مهنتهم ؟؟

كلما ظهرت مشكلة على سطح المجتمع المصرى بدت مثل جبل الجليد  ما يختفى منه أكثر مما يبديه   ...ولابد لنا من وقفة طويلة وجهود جبارة حتى نتمكن من الرؤيه فى ظلام فرضه علينا واقع هذا البلد.

مقالات اخرى للكاتب

إكسسوارات جديدة تحمل اسم بول سميث ومانشستر يونايتد