19 - 10 - 2024

"ويبقى عطرها" مجموعة قصصية بحبر روح حورية عبيدة

"ويبقى عطرها" مجموعة قصصية جديدة للأديبة المصرية حورية عبيدة ، مكتوبة بحبر الروح على حد ماتصف.

تقول حورية عن مجموعتها إنه "لن يعيها إلا مَن يقرأها هو الأخر بعَين رُوحه، أُهديها إلى مَن يُصرِّون على الحياة بإنسانية وبهاء مهما ناوشهم الحزن والفناء، قصص مستلهمة من واقع يفوق الخيال حبكةً وإتقاناً، فالواقع وكما أقول دوماً: أرْوَعُ حَكَّاءٍ وأمْهَرُ رَاوٍ، في قصصي آخُذُ بناصية المريد والمرتد؛ المرتد حقاً عن الجهل والتوحش والغباء؛ الراغِب فيمن يساعده ليصبح إنساناً،استدعي فراشات السعادة كي تتنزلُ على أكتافنا، أفتحُ حقائب النفس الداخلية وأنقيها من الأوجاع، لأربِتَ على الروح، وأشَرّعُ نوافذ الأمل والتفاؤل".

وتضيف الكاتبة : "للعشق والجمال والرومانسية والأنوثة وسِحر الحب أكتب؛ أُسائِل نفسي: لمَ نستحي من إظهار مشاعر الحب ولا نستحي من التعبير عن الكراهية بل ونجيد التعبير عنها بمهارة عالية؟! عن المرأة؛ خلجاتها ومشاعرها -فهي الأجدر في التعبير عن مشاعرها واحتياجاتها- ونظرتها لنفسها ونظرة المجتمع لها، عن بعض العلل المجتمعية التي نئنُّ منها، عن مجتمع يمارس الظلم على المستضعفين ويقيدهم بأغلاله وأصفاده،مجتمع يحملنا أفكاره الظلامية  ويسطر سطوراً مِن القهر والجهل، عن الفئات البسيطة التي لا تكاد تجد قوت يومها ومع ذلك تمتلك أحلاماً بحجم الجبال ملؤها الرضا والأمل".

وتشير إلى أنها تكتب "عن زهور ربيعٍ مُلقاة تحت الكباري وبين الشقوق والجحور، في الخرابات وداخل مكبات النفايات؛ عن أحلامٍ صغيرة صارتْ تقتات فضلات أطعمة تأباها الحيوانات والقوارض، عن وُجوهٍ هزيلة، وعيون مطفأة يصرخ فيها صمت الكلام، عن أيد مرتعشة، وقلوب وَجلة ظمأى لمن يحنو عليها، عمَّن ضاقت عليهم الدنيا بما رحبت فتجلَّلت الأرض بأقدامهم العارية".

 تكتب حورية "عن الاغتراب الذي يحياه المصريون بالخارج؛ وهل اعتادوه أم يظل الوطن هاجسهم الذي يقض مضاجاهم؟ عن الوطن الذي يسكُننا ونسكنه وكيف نوده، عن نفوسٍ خَرِبَة ألْقَتْ على ذواتها الحقيرة  أقنعة الوطنية والإنسانية بُهتاناً وزُوراً وكانت سبباً في هجرة شبابنا – وهم أحلام الوطن- مرغمين.. عاد الكثيرون منهم بعد أن باتوا عظاماً نَخِرَة؛ تركوا بٍضْع مئاتٍ من الريالات ـحَصاد غربتهم وثمناً لقيمتهم المُهانة في وطنهم وخارجه- لتذروها الرياحُ، وصورةَ زوجة وطفل ينتظران مَنْ لن يعودَ إليهما أبداً".

هي كما تقول "تحلّق مع من يبحثون عن السعادة فلا يجدونها حولهم؛ فيفتشون في أنفسهم ليطلقوا طاقات وقدرات كامنة كانت سبباً في إسعاد أرواحهم، عمّن يلتقون بلحظتهم الفارقة أو كما أُسميها "لحظتهم السحرية"، حين يُقبِلون بكل همّة ليكتبوا أسطورتهم الشخصية، فقد تتوتر النَّفس ويعتريها اليأس لمُضِي قطار العمر، ويُهَىء لنا أنه يتوجّب علينا استقبال نهايات العمر، فإذ بنا -من حيث لا نحتسب- تأتينا لحظتنا الفارقة، لنبدأ من جديد، ولنحيا كل سَنَة في حياتنا بقدر سنوات خَلت، فنكفّ عن اجْترار الندم، ونتشبث بما هو آت، فنهزم خوفنا، ونمتطي شجاعتنا".

تسطر في مجموعتها الثرة "عن العلاقات الزوجية مايفسدها ومايصلحها، وكيف تنهار زيجات كثيرة بسبب انقطاع قنوات التفاهم بين الطرفين وقد كان من الممكن رأب الصدع؛ لكن التربية الخاطئة في مجتمعاتنا العربية -خاصة للرجل- تزيد الهوة اتساعاً حتى يتسع الرتق على الراتق،ومع ذلك ساعة نفشلفي اقتسام رغيف الألفة فلا مَناصمن التخلص من بعض العلاقات الفاشلة،وخلْع ثوب اليأس الذي ترتديهأرواحنا مُرغمة، ونقرر بحزمٍ وعزم الرحيل إلى أرض أخرى خصبة  يُثمر فيها العطاء، مُدركين أن العجز الحقيقي في المشاعر وليس في البدن".

وتنهي حديثها قائلة " أكتب عن أمتنا العربية وجيل عانى مِن ويلات الحروب والتشرد واليُتم والحرمان؛ وهل هم قادرون على أن يستعيدوا توازنهم بمساعدة مجتمعاتنا أم هم مشاريع إرهابية مؤجلة؟ أتساءل كيف يحمل الإنسان بين جنباته كل فيوضات مشاعر الحب والعشق والأحاسيس السامية؛ والتي تؤهله ليعيش إنسانيته بنبلٍ؛ ومع ذلك نجد من البشر من يُهين تلك المشاعر الراقية، ويحل محلها الكراهية والعنف والذبح! تُراه هو الإنسان نفسه أم أننا نعيش بين نوعين مختلفين من البشر، أحكي عن أوطان أَضحت الدماء والكراهية حدوتة أطفالهم كل يوم".

المجموعة صدرت عن دار النخبة بالقاهرة في 166 صفحة من القطع المتوسط ، وتضم 70 قصة قصيرة وصمم غلافها الفنان حسين جبيل ، كما أقيم أول حفل توقيع لها بمعرض الشارقة الدولي للكتاب .