16 - 08 - 2024

صلاح العبيدي لـ"المشهد": التيار الصدري ليس طائفيا واستمرار"الحشد الشعبي غير مقبول

صلاح العبيدي لـ

 

دول عربية أدارت ظهرها للعراق بعد الاحتلال وأتاحت فرصة لأمريكا وإيران وتركيا للتدخل بالشأن العراقى

"التيار الصدرى" أكثر القوى العراقية رفضاً للفساد والطائفية وعلاقة "الصدر" بالسعودية قديمة ومستمرة

الضرر أصاب الجميع عندما ابتعد العراق عن محيطه العربى..

 

أكد صلاح العبيدى، المتحدث الرسمى باسم "التيار الصدرى" فى العراق، أن الحكومة العراقية تسعى للانفتاح على المحيط العربى والدولى، والتوسع فى الجوانب العملية المختلفة، وأن تعاون بغداد مع أشقائها العرب كفيل ببناء الثقة مع العراق، بحيث لا يكون تحت سيطرة دولة محددة، أو جهة بعينها، كإيران أو أمريكا.

 وأضاف العبيدى، فى حوار مع "المشهد"، أن مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدرى، حريص على التنسيق مع كافة الأطراف الحكومية فى بغداد، والتأثير في العلاقات الرسمية بإيجابية، لافتاً إلى تلقيه عدة دعوات من دول عربية، إلا أنه لم يتمكن من التجاوب معها، نظراً لأن الحكومة السابقة لم تكن تشجع هذا المسار، وتطرق المتحدث باسم التيار الصدرى للعديد من الإشكاليات التى تواجه العالم العربى فى الوقت الراهن، وفيما يلى نص الحوار:

- بداية نود التعرف على طبيعة "التيار الصدرى"، وما هو الدور الذى يضطلع به، سواء فيما يخص تحرير الأراضى العراقية، وفى العملية السياسية؟

التيار الصدرى هو جهة شعبية، ترتبط بمؤسسة شرعية دينية مكتب المرجع السيد محمد الصدر، بعد سقوط نظام صدام حسين، تولى التيار الصدرى، بقيادة مقتدى الصدر، منهج المقاومة للمحتل، إعلامياَ وسياسياَ وعسكرياَ وثقافياَ، بحيث كان الجهة العراقية الوحيدة من المقاومين، فضلاً عن غيرهم، التى رفضت اللقاء بالمحتل، كما أنه الجهة الأكثر مواجهة ورفضاً للفساد والطائفية والمحاصصة فى عموم الوضع العراقى.

- وما هى أبرز المعوقات التى حالت دون إقامة علاقة تكاملية بين العراق والدول العربية، فيما بعد الاحتلال الأمريكى، وحتى اللحظة؟

المعوقات عديدة، بعضها بسبب الاحتلال، وبعضها بسبب اعتبار الدول العربية أن كل الأطراف الداخلة فى العملية السياسية في العراق أطراف عميلة للمحتل، كما أن بعض القوى الإرهابية تستهدف كل أبناء الشعب العراقى، ظلماً، بهذه الحجة، وكذلك فإن الكثير من الجهات التى كانت معارضة لنظام صدام، لم تلق ترحيباً فى الدول العربية حينها، ولا تأييداً بعدها، بل تم التعامل من قبل الدول العربية مع طائفة محددة، أو جهات معينة، وهذا ما ترك الباب مفتوحاً لدول أخرى، كإيران وتركيا، ودول الاحتلال، أن تعمل لمصالحها داخل العراق.

- مثلت زيارة الزعيم العراقى مقتدى الصدر للسعودية والإمارات بوادر انفتاح بين العراق والدول العربية، وأعادت الأمل في استعادة الدور العراقى الهام بالمنطقة، كيف يمكن تقييم نتائج الزيارة على الصعيدين السياسى والشعبى؟

بعد زيارة وزير الخارجية السعودى، عادل الجبير، للعراق، تلتها زيارة رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادى، إلى المملكة، وبعدها قرر زعيم التيار الصدرى تلبية الدعوة المقدمة اليه من المملكة،  كشخصية دينية وشعبية، وهو من عائلة علمية معروفة، لأنه أراد لهذه العلاقة أن تستمر على مختلف الأصعدة، ولا تكون حبيسة غرف الساسة ومجاملات الإعلام، بل أراد لها أن تكون مبنية على الثقة المتبادلة، وفى مختلف الأصعدة، كى يستشعرها أبناء الشعبين، وكانت الصراحة ورحابة الصدر هى السمة المميزة للقاءات فى المملكة والإمارات، وكذلك تم الإقرار، خلال تلك اللقاءات، بوجود أخطاء فى سير العلاقات الدبلوماسية، مما أعطى مجالاً للتشدد والإرهاب أن يسود فى المنطقة، وأوضحت الزيارة وجود نوايا جدية لتصحيح ما سبق، والشروع بمستقبل جديد في العلاقات.

- هل تمت الزيارة بالتنسيق مع الحكومة العراقية، أما أنها جاءت كمبادرة شخصية من زعيم التيار الصدرى؟

التنسيق مع الحكومة، والتأثير فى العلاقات الرسمية بإيجابية، هى الغاية الأساسية من الزيارة، رغم أن عدة دعوات قدمت للصدر فى الفترة السابقة، لم يمكنه التجاوب معها أو الاستجابة لها، لأن الحكومة السابقة لم تكن تشجع هذا المسار، مع الأسف، علماً أن علاقة مكتب "الشهيد الصدر" مع الديوان الملكى السعودى مستمرة، ولكن المهم العلاقات الرسمية والشعبية بين البلدين، وليس العلاقات الشخصية.

- كيف ينظر زعيم التيار الصدرى إلى الدول العربية، وما هو الدور المأمول من العرب وبغداد مستقبلاً، لتطوير العلاقة على كل الأصعدة؟

زعيم التيار الصدرى، مقتدى الصدر، أكد أكثر من مرة على أن الانفتاح على المحيط العربى والدولى من قبل الحكومة العراقية، والتوسع فى الجوانب العملية المختلفة، والتعاون على مختلف الأصعدة، كفيل ببناء الثقة مع العراق، بحيث لا يكون تحت سيطرة دولة محددة، أو جهة بعينها، كإيران أو أمريكا.

- إلى أي مدى ترى إمكانية نجاح مشروع إعادة ترميم العلاقات العربية مع العراق، فى ظل الاضطراب السائد وسط تقاطع المصالح الدولية، من خلال الأحلاف الجديدة التى تتشكل فى المنطقة؟

مشروع ترميم العلاقات العربية مضمون النجاح، مع ما نراه من توفر الجدية من قبل الأطراف فى  ذلك، وتحملهم جميعاَ لهذه المسئولية، لأن الضرر أصاب الجميع، عندما ابتعد العراق عن محيطه العربى، وتدرك حكومة العبادى هذه المسؤولية، كما أنها تسعى بجد في مسار التصحيح حتى الآن.

- لماذا يطالب الصدر بحل الحشد الشعبى وضمه للقوات النظامية؟ هل يرى أن هناك خطورة على العراق من بقاء الحشد على حالته الراهنة؟

الحشد الشعبى كان جزءاً مهماً فى حل مشكلة احتلال داعش لمناطق من العراق، والمساعدة فى تحريرها، ولكن هذا لا يعنى القبول بتحوله إلى مشكلة، لإرضاء رغبات ومصالح بعض قادته، بل هناك رأى وطنى يشاطر زعيم التيار الصدرى فيه المرجعية والحكومة وجهات سياسية أخرى، أن يكون الحشد مؤسسة تابعة للوزارات الأمنية، يعمل بأوامر القائد العام للقوات المسلحة، أو قبول المنضبط من أفراده في الجيش والشرطة، بحيث يثاب المحسن، ويعاقب المسىء

- هل يمكن أن تلقى بعض الضوء على خطط التيار الصدرى لاحتواء الخلافات القائمة بين النخب السياسية فى الداخل العراقى قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة، وعلى ماذا يراهن التيار للفوز بتلك الانتخابات؟

الهدف الذى نسعى إليه هو المعالجة الواقعية للفساد ومافياته، والطائفية وتجارها، واستبعاد من يرعى هؤلاء عن مصادر القرار فى البلد، ويعول على الوعى الشعبى الرافض علناً للفساد والطائفية، بأن تتحقق تغيرات جذرية لمصلحة خدمة أبناء البلد، وليس المهم أن تكون الغلبة للصدريين، بل الأهم أن تكون الغلبة للوطنيين المصلحين، بصرف النظر عن الطائفة أو العرق أو الحزب أو الجهة.