16 - 08 - 2024

الغموض يتزايد حول سعد الحريري .. تضارب معلوماتي ووزيران لبنانيان يتهمان الرياض باحتجازه

الغموض يتزايد حول سعد الحريري .. تضارب معلوماتي ووزيران لبنانيان يتهمان الرياض باحتجازه

ساعة بعد ساعة يتزايد الغموض حول الظروف الفعلية التي يعيشها رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري ، وذلك بعد تضارب أنباء تحدثت عن إقلاع طائرته من الرياض صباح الخميس ، غير أنه لم تتأكد أي معلومات تفيد حدوث ذلك ، ويمتد الغموض إلى الظروف والملابسات الفعلية التي دفعته للاستقالة .

ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية قوله إن المملكة طلبت من رعاياها عدم السفر إلى لبنان ، كما طلبت من المتواجدين هناك المغادرة في أسرع وقت ممكن. ونسبت الوكالة إلى المصدر قوله ”بالنظر إلى الأوضاع في الجمهورية اللبنانية فإن المملكة تطلب من رعاياها الزائرين والمقيمين في لبنان مغادرتها في أقرب فرصة ممكنة، كما تنصح المواطنين بعدم السفر إلى لبنان من أي وجهة دولية“.

وكان الحريري قد أعلن استقالته يوم السبت من السعودية واتهم إيران وحزب الله اللبناني ببث الفتن في العالم العربي قائلا إنه يخشى من اغتياله. ولم يعرف ما إن كان قد أجبر على الاستقالة من عدمه ، بينما اتهم مسؤولان بارزان بالحكومة اللبنانية الرياض باحتجاز الحريري. وقال مصدر ثالث لرويترز إن السلطات السعودية أمرت الحريري بتقديم استقالته ووضعته تحت الإقامة الجبرية. ونفت السعودية وأعضاء من تيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري ما تردد عن وضعه قيد الإقامة الجبرية.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول لبناني كبير القول، بأن السلطات اللبنانية تعتقد بأن رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري محتجز بالسعودية. وأوضح المصدر أن لبنان يتجه إلى الطلب من دول أجنبية وعربية الضغط على السعودية لفك احتجاز “الحريري”. وكانت تقارير متواترة ذكرت أمس أن طائرة “الحريري” غادرت الرياض إلى بيروت، وتوقعت بعض المصادر أن الحريري متوجه إلى لبنان لتوضيح الملابسات التي دفعته إلى إعلان استقالته من العاصمة السعودية الرياض. ونقلت صحيفة “الجمهورية” اللبنانية عن مسؤولين بحركة المطار أن الطائرة نقلت عدداً من معاوني الحريري وأنه لم يكن من بين ركابها. وأضافت المصادر أن بيروت ستكون محطةً قصيرة للطائرة قبل أن تغادرها. 

وكانت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، قد تداولت شائعات تزعم، أنه “معتقل في السعودية، وأن استقالته تمت في إطار مخطط من الرياض، يهدف إلى اعتقاله، على خلفية ملفات داخلية، لم يكن بالإمكان متابعته فيها، باعتباره رئيس حكومة دولة أخرى”. ونفت مصادر مجهلة في المملكة صحة الأنباء، معتبرة أنها مجرد إشاعات، تطلقها أذرع إيران في المنطقة؛ لـ”التشويش على حملة محاربة الفساد، التي تقوم بها السلطات في البلاد”. وقالت المصادر، “إن هذه الإشاعة، ليست الأولى من نوعها التي تستهدف صورة المملكة، التي طالما قدمت يد العون للبنان، في مواجهة التدخل الإيراني”.

في غضون ذلك قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الخميس إنه أجرى اتصالات غير رسمية مع رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري ولكنه لم يتلق طلبا لاستضافته في فرنسا. 

وقال ماكرون أيضا في مؤتمر صحفي قبل توجهه إلى السعودية للاجتماع مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في الرياض في وقت لاحق اليوم الخميس إنه لن يدلي بأي تصريح علني بشأن موجة من عمليات الاحتجاز في السعودية قائلا إنه ليس من أسلوبه التدخل في السياسات الداخلية للدول الأخرى.

وفي بيروت قال المتحدث باسم بطريرك المارون في لبنان إن البطريرك بشارة الراعي سيزور السعودية الأسبوع المقبل وإنه تلقى ردا إيجابيا من مسؤولين سعوديين بشأن احتمال الاجتماع مع سعد الحريري، وقال المتحدث وليد غياض إن البطريرك سينقل إلى المملكة رسالة مفادها أن لبنان لن يتحمل أي صراع. وأضاف أن اجتماعا سيعقد ”من حيث المبدأ“ بين الراعي والحريري. والخبر بهذه الصيغة يعني أن البطريرك لم يتواصل بشكل مباشر مع سعد الحريري وإنما تحادث مع مسؤولين سعوديين بشأنه .

من جانبه قال تيار المستقبل وهو الحزب السياسي الذي يقوده الحريري يوم الخميس إن على الحريري أن يعود إلى بيروت للحفاظ على نظام الحكومة في لبنان. وأوضح بيان تيار المستقبل إن عودة الحريري ضرورية ”لاستعادة الاعتبار والاحترام للتوازن الداخلي والخارجي للبنان في إطار الاحترام الكامل للشرعية اللبنانية“.