20 - 10 - 2024

هل ساهم السيسي في فك حصار الحريري ؟

هل ساهم السيسي في فك حصار الحريري ؟

منذ إعلان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالته من العاصمة السعودية الرياض ، أثارت الاستقالة حالة استنكار وغموض إذ تمثل سابقة أن يعلن رئيس وزراء دولة استقالته من عاصمة أخرى ، مما دعا كثيرين بينهم الرئيس اللبناني ميشيل عون إلى التخمين بأنه محتجز بين أيدي السلطات السعودية مع عددمن الأمراء ورجال الاعمال الذين جرى توقيفهم على يد  السلطات السعودية بتهم عدة أبرزها الفساد المالي ، بينما ظل الحريري ينفي ويؤكد أنه يتصرف بحرية وأنه مطلق السراح ، وهذا يتنافى مع تقديمه الشكر لماكرون الذي أسهم في إخراجه من المملكة مع زوجته 

 وتيرة مخاوف دولية تصاعدت بعد هذه الأستقالة من إثارة التوتر في لبنان ، بينما أكد حسن نصر لله زعيم حزب الله ان لبنان هذه الأستقالة لانها صادرة من دولة أخري . ولكن هل لعب السيسي دورا في تهدئة الإجراءات السعودية وتمكين الحريري من الخروج ، وهو مادفعه لزيارة القاهرة كأول محطة عربية بعد زيارته باريس؟

ماكرون يتدخل

استقبل ماكرون، السبت الماضي، رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وأسرته في قصر الإليزيه، بصفته رئيسا للوزراء رغم إعلانه استقالته في إشارة إلى أنها لم تُقبل بعد في لبنان.

وذكرت لوموند أن الزيارة جاءت بمثابة حفظ ماء وجه للملكة العربية السعودية، عبر تدخل دبلوماسي يعيد الدبلوماسية الفرنسية إلى ساحة الشرق الأوسط، بعد شائعة احتجازه بالمملكة.

وقالت إن المستقبل السياسي للحريري وقدرته على استعادة منصبه، بات أمرا غير معروف في هذه المرحلة الجديدة، حتى بعد تصريحات ماكرون الأخيرة في قمة غوتنبرغ القائلة بعودة زعيم تيار المستقبل إلى لبنان،. وقالت صحيفة "لوريان لو جور" إن مبادرة باريس، مثلت "دفعة قوية" لانتزاع الحريري من وضع دقيق، في حين أنها تقدم مخرجا للسعوديين الذين هم أنفسهم في وضع لا يمكن الدفاع عنه.

السيسي على خطي ماكرون 

تقول عدة مصادر إن الرئيس السيسي دخل دائرة التفاوض لفك حصار رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري من قبضة ولي العهد السعودي محمد بن سليمان وهو يستقبله اليوم كرئيس لوزراء لبنان في قصر الاتحادية

وقال المحلل السياسي فادي عيد " السيسي وماكرون قد ينجحان فى اعادة الهدوء للبنان واعادة الحريري لمنصبه ، وهذا هو العنوان المنتظر بعد وصول الحريري اليوم للقاهرة وقبل العودة لبلاده غدا.”

وأضاف عيد في تصريحات خاصة لـ"المشهد" بعد وصول الحريري لباريس اصبحت فرنسا راعية للفريق المسيحي والسني معا، وهي لحظة توقعناها مع بداية الازمة لاسباب عديدة أولها أن السعودية لم تكن يوما راعية للسنة (وهنا يجب أن نفرق بين السنة والوهابية)، والان خسرت السعودية التيار السني وخسر معها تيار المستقبل كثيرا وكثيرا جدا”.

وأردف عيد أن لحظة استقبال ماكرون للحريري (الذي يحمل جواز سفر فرنسي ايضا)  مشهد مفصلي ومحوري، لن يقل أهمية (عن لحظة وصول الخميني لطهران قادما من باريس) وفق تقديره.

وحول أستقبال فرنسا للحريري قال "أن الرئيس الفرنسي الذى أستقبل  الحريري بصفته كرئيس للوزراء فى رسالة واضحة، مضيفا أن " تحرك الدبلوماسية المصرية فى ذلك المشهد كان رائعا، فبعد الأنحياز لاستقرار لبنان ودور قوي فى تغيير المعادلة، جاء رد مندوبها في لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة على القرار الذى يدعو لاحالة المتورطين بجرائم حرب في سوريا إلى محكمة الجنايات الدولية (وفي حقيقته توريط للجيش السوري) وتم اعداده بين الرياض وتل أبيب، قائلا : "إن القرار ذلك القرار مسيّس ويفتقد التوازن"، وبالتزامن كانت المخابرات العامة المصرية توجه صفعة جديدة بالتخصص فى حربنا تجاه الجنوب، عندما تم التوقيع على وثيقة "إعلان القاهرة" لتوحيد الحركة الشعبية لتحرير السودان بحضور رئيس أوغندا يوري موسيفني.

يشار أن رئيس الوزراء البناني سعد الحريري يغادر مساء اليوم بعد لقائه مع الرئيس السيسي الي لبنان للمشاركة  غداً في أحتفالات عيد الأستقلال بالعاصمة اللبنانية بيروت بحضور الرئيس اللناني القائد ميشيل عون وعدد من المسئولين ويعقبه لقاء مع الرئيس اللبناني لطرح أسباب الأستقالة