18 - 07 - 2024

غضب فلسطيني بعد قرار ترامب بشأن القدس وحماس تدعو إلى انتفاضة جديدة

غضب فلسطيني بعد قرار ترامب بشأن القدس وحماس تدعو إلى انتفاضة جديدة

عمّ الاضراب الشامل الاراضي الفلسطينية المحتلة الخميس واندلعت مواجهات مع الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية احتجاجا على اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لاسرائيل، ودعت حركة حماس الاسلامية الى انتفاضة جديدة ما يزيد المخاوف من تدهور امني على الارض.
وخرجت تظاهرات في كافة المدن الفلسطينية الخميس احتجاجا على القرار الاميركي، بحسب مراسلين لفرانس برس في مناطق الخليل ونابلس وبيت لحم والقدس الشرقية المحتلة.
وقال البيان ان اصابات سجلت خلال مواجهات اندلعت في مدن قلقيلية وطولكرم (شمال)، وبيت لحم (جنوب) ومدينة رام الله، بالاضافة الى عشرات الاصابات بالاختناق جراء استخدام الغاز المسيل للدموع.
وفي مدينة رام الله مقر السلطة الفلسطينية، بدأ عشرات الشبان الفلسطينيون مواجهات مع الجيش الاسرائيلي بالقرب من حاجز قريب.
واطلق الجيش الاسرائيلي الغاز المسيل للدموع بكثافة تجاه الشبان الملثمين والذين قاموا بالقاء الحجارة باتجاه قواته، بحسب مراسل لفرانس برس.
وأجمعت دول العالم على انتقاد قرار ترامب، باستثناء اسرائيل التي اعتبرت ان اسم ترامب سيدخل التاريخ بعد قراره هذا الذي اقترن ايضا بالاعلان عن بدء التحضير لنقل سفارة بلاده في اسرائيل الى القدس. وسيعقد مجلس الامن الدولي اجتماعا صباح الجمعة للبحث في الموضوع.
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية "هذه السياسة الصهيونية المدعومة أمريكيا لا يمكن مواجهتها إلا بإطلاق شرارة انتفاضة متجددة"، مضيفا "نطالب وندعو بل ونعمل وسنعمل على إطلاق انتفاضة في وجه الاحتلال، لا توجد اليوم أنصاف حلول".
وقال هنية إن ترامب "سيندم ندما شديدا على هذا القرار".
واعلن الجيش الاسرائيلي انه نشر تعزيزات في الضفة الغربية المحتلة تحسبا لوقوع مواجهات مع الفلسطينيين.
واحتلت اسرائيل القدس الشرقية في عام 1967، واعلنتها عاصمتها الابدية والموحدة في 1980 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وضمنه الولايات المتحدة.
في 1995، اتخذ الكونغرس الاميركي قرارا بالاعتراف بالقدس وطلب نقل السفارة الاميركية اليها. لكن الرؤساء الاميركيين عمدوا الى إرجاء تنفيذ القرار بحجة عدم نضوج ظروف تنفيذه.
وقال ترامب في كلمة ألقاها من البيت الابيض مساء الاربعاء "آن اوان للاعتراف رسميا بالقدس عاصمة لاسرائيل"، مؤكدا أن موقفه يعكس "مقاربة جديدة" لهذا الملف الشائك.
ويرغب الفلسطينيون في جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.
وتظاهر عشرات الشبان على الحدود الشرقية المحاذية لاسرائيل في وسط وجنوب قطاع غزة الخميس، وأصيب أربعة شبان برصاص الجيش الاسرائيلي شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، بحسب مصادر طبية في القطاع.
وكانت خرجت مسيرات محدودة ليل الاربعاء في بيت لحم وجنين ورام الله ونابلس، وأحرق مئات المتظاهرين في غزة أعلاما أميركية وإسرائيلية وصورا لترامب.
وسعى ترامب لتبني نبرة مهادنة بعد هذا القرار، فأكد ان "الولايات المتحدة مصممة على المساهمة في تسهيل إبرام اتفاق سلام مقبول من الطرفين"، مضيفا "أنوي بذل كل ما استطيع للمساعدة على ابرام اتفاق من هذا النوع".
لكن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اعتبر أن موقف ترامب يمثل "إعلاناً بانسحاب الولايات المتحدة من ممارسة الدور الذي كانت تلعبه خلال العقود الماضية في رعاية عملية السلام".
ويكون ترامب بهذا القرار نفذ أحد ابرز وعوده الانتخابية، لكنه معزول على الساحة الدولية بفعل هذا الموقف الذي يهدد بتقويض الآمال المتواضعة في استئناف محادثات السلام، وبتأجيج الاوضاع في المنطقة، وقد عمت مواقف التنديد العالم. وانفردت اسرائيل بالترحيب.
واعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي الخميس ان ترامب "ارتبط الى الابد بتاريخ عاصمتنا"، مضيفا "سيذكر اسمه الآن بفخر مع الاسماء الاخرى في تاريخ المدينة المجيد".
واستنكرت السعودية، الحليفة التقليدية للولايات المتحدة، "خطوة غير مبررة وغير مسؤولة" في بيان صادر عن الديوان الملكي السعودي.
ويعقد مجلس الامن الدولي اجتماعا طارئا صباح الجمعة بطلب من ثماني دول منها مصر وفرنسا وبريطانيا.
وعبرت روسيا عن "قلقها الشديد" من القرار الاميركي معربة عن مخاوفها من التداعيات الخطيرة على المنطقة بأسرها.
وتتالت ردود الفعل المستنكرة الخميس بعد مصر والاردن ولبنان وسوريا والاتحاد الاوروبي وبريطانيا وفرنسا وايطاليا وكندا والمانيا، جدد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان التنديد باعتراف الرئيس الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل، محذرا من أن هذا القرار يضع المنطقة "في دائرة نار".
وكانت طهران، العدوة اللدودة لاسرائيل، شجبت بقوة قرار ترامب، معتبرة انه ينذر ب"انتفاضة جديدة".
وأعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي يقوم بزيارة الى قطر الخميس انه "لا يوافق" على اعتراف ترامب، مؤكدا ان هذا الاعلان "يتعارض مع قرارات مجلس الامن الدولي".
واستدعت وزارة الخارجية العراقية الخميس السفير الأميركي في بغداد احتجاجا.
ودانت الحكومة العراقية قرار الرئيس الأميركي، محذرة من "التداعيات الخطيرة" لهذا القرار.
وهددت حركة النجباء العراقية المدعومة من إيران باستهداف القوات الأميركية المتواجدة في العراق، واصفة القرار "الاحمق".
وقالت وزارة الخارجية الاماراتية في بيان إن "مثل هذه القرارات الأحادية تعدّ مخالفة لقرارات الشرعية الدولية (...) وانحيازا كاملا ضد حقوق الشعب الفلسطيني".
كما استنكرت الصين القرار، واعتبرت ان وضع القدس يجب ان يتقرر عبر التفاوض.
وإقرارا منه بأن موقفه لن يحظى بالتأييد في العالم، دعا ترامب إلى "الهدوء والاعتدال ولكي تعلو اصوات التسامح على اصوات الكراهية".