20 - 10 - 2024

الإمارات تحتفل بمرور مائة سنة على مولد الشيخ زايد مؤسس الدولة

الإمارات تحتفل بمرور مائة سنة على مولد الشيخ زايد مؤسس الدولة

تقرير : حورية عبيدة

تحت رعاية سلطان بن زايد ممثل رئيس الدولة؛ وفي افتتاح فعالياته لعام 2018-والذي سُمّي بعام زايد- دشَّن مركز سلطان بن زايد أُولى ندواته الثقافية؛تحت عنوان: "زايد الأثر والتأثير"، شَملَت عدة محاور منها: دور القيم والتصورات في صنع القرار، زايد والشعر، دوره في دعم وتطوير الإمارات قبل الاتحاد، صورته في عيون الإعلام العربي والغربي،المنظومة التربوية والخلاقية في فِكره.

شارك في الندوة من سوريا د.نايف على عبيد أستاذ السياسة الدولية، ومن العراق د.رسول محمد رسول أستاذ الفلسفة الألمانية، د.سيف محمد البدواوي أستاذ التاريخ المعاصر، د.حمد بن محمد بن صراي أستاذ التاريخ والأثار، ومن السودان الدكتورة غادة صالح أستاذ الإعلام، أدار الجلسات عبد الله بو بكر مدير تحرير مجلة "بيت الشعر"، ود.محمد فاتح زغل مدير تحرير مجلة "الإمارات الثقافية".

افتتح الجلسات منصور سعيد المنصوري نائب مدير المركز بقوله:"زايد مأثرةُ الخليجالعربي الذي عانَى الفُرقةَ والتشتت اللتان زرعهما المستعمر؛ فجمع زايد الشتاتوجسّد اتحادًا واقعاً ملموساً، لترتقي على يديه دولةُ الإمارات إلى مَصَافِّ الدول المتقدمة، وتصبح مَضربَ الأمثال بين البلدان، كما كان ذا بصيرةٍ وحِكمة، ساعة حقق فكرة إنشاء مجلس التعاون، الذي عُقِدَ أوَّلُ اجتماعٍ له بأبوظبي في فبراير 1981م برئاسته.

قال عنه ويلفريد تسيثجر: "زايد رجلٌ قوي البنية، وجههُ ينم عن ذكاء شديد،عيناه ثاقبتان، قوي الملاحظة يتميز بسلوكٍ هادئ وشخصية قوية، بسيط في لباسه،مُحاط بحب كبير من أبناء شعبه"، وعنه الكاتب السياسي مالكوم بيك في دراسة عن الشرق الأوسط: "تعتبر سيرةُ الشيخ زايد أطولَ السِّيَر امتداداً في الحُكم وأكثرَها تميزاً بين القادة العرب، حيثُ قام بالدور الرئيسي في قيام اتحاد الإمارات، وحقق ذروةَ تاريخه السياسي في قمة رؤوساء الدول العربية 1987م في عمان، حيث لعب الدور البارزمع دول مجلس التعاون الخليجي في تجسيد الواقعية المعتدلة، ونجح الرأيُ الذي تَبَنَّاه بضرورة وقف الحرب العراقية الإيرانية، وهو مَن أكَّد ضرورة عودة مصر إلى الجامعة العربية، وكان أوَّلَ من أعاد العلاقات معها عشية انتهاء المؤتمر، كما كان يُعد مِن أهم المدافعين عن الشعب الفلسطيني".

في الجلسة الأولى تناول د.نايف علي عبيد تأثير القيم والتصورات الخاصة بالحاكم في صنع القرار خاصة في السياسة الخارجية،وباستقراء وتحليل الفلسفة السياسية للشيخ زايد وجد أن قرارته نابعة مِن فلسفة تستمد جذورها مِن الثقافة الإسلامية والعربيةوالتقاليد البدوية الأصيلة؛ فقد كان يؤمن بعدم وجود الانفصام بين العروبة والإسلام، وتمثَّلت أخوته لأشقائه العرب في مقولته الشهيرة إبان حرب أكتوبر 1973 حين قطع البترول مُعلناً أن النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي، كما كان ينبذ التعصب، ويدعو إلى الحوار البنّاء بين الأديان من أجل سلام البشرية ورفاهيتها، وقد اكد ذلك في لقاءاته مع الزعماء الغربيين وبابا الفاتيكان يوحنا بولس الثاني،وكان داعماً لفكرة الحوار الإسلامي المسيحي لكون المسلمين يقدسون الديان السماوية جميعها.

كان يرفض الإرهاب بكافة أشكاله، وتجلى ذلك في موقفه مِن أحداث سبتمبر 2001 منادياً بالتضامن الدوليشرط عدم الكيل بمكيالين؛ مطالباً الولايات المتحدة والمجتمع الدوليالعمل على وقف أعمال الإرهاب الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة لكي لا تشعر شعوب العالم بالظلم والإجحاف، معتبراً أن القضية الفلسطينية قضية العرب أجمعين، وأمانة مُقدسة في أعناقهم، وكان يتمسك بمبدأ عدم الانحياز موقناً ن العرب عليهم أن يعتمدوا على أنفسهم، وفي الوقت ذاته كان تأكيده المستمر على مساعدة دول العالم الثالث من منظور إسلامي إنساني.

أما د.سيف محمد البدواوي فقدتناول تطوير زايد الإمارات مِن قبل نشأة الاتحاد حين كان حاكماً للمنطقة الشرقية فقط،، وكيف ذكر المعتمد السياسي البريطاني في دبي السير ديفيد روبرتس أن الشيخ زايد قام بتطوير المناطق المحتاجة من "الإمارات المتصالحة"،وفي أول اجتماع بعد إعلان الاتحاد أعلن عن حزمة مساعدات لتطوير الإمارات الشمالية-والتي تعاني فقر الموارد- واهتم بإنشاء الطرق للربط بينها وتحمل تحكومة أبوظبي لتكلفة الخدمات كالماء الكهرباء عن تلك الإمارات.

وتناول حمد بن صراي الجانب التربوي لشخصية زايد؛ من خلال زياراته ولقاءاته بالطلبة وأولياء الأمور، وتتبّعه للواقع التربوي بناءً وعمارةً وتدريساً،وتبع ذلك قيامه بغرس القيم الأخلاقيّة في نفوس الأجيال، وتصريحه الدائم بأنّ الأخلاقضرورة لتحيط المجتمع بسياج الخير والفضيلة، وكان شديد الاهتمام بتنشأةالأجيال مواطنين صالحين،وحرصه مشاركة الناس أفراحهم وأعيادهم والاهتمام ببعثات الحج وعمارة المساجد والتمسك بقيم الدين الحنيف، وكان شديد الحرص على الزي الوطني والتمسك بالتقاليد الأصيلة.

 

 وتطرقت د.غادة صالح إلى اهتمامه بالإعلام باعتباره أحد خطوط دفاعه الأساسية لتحقيق الاتحاد،وكيف وفر له كل أنواع الدعم حتى يتم بكل مهنية وحرية؛ فلم يقصف قلما أو يسجن كاتباً أو صاحب رأي،مؤمناًبأن الحرية الإعلامية امتداد لحرية الانسان وحقه في التعبير عن رأيه، وكيف ظلت جريدة "الاتحاد"توزع مجاناً مدة ثلاث سنوات، وحين سئل قال أن الإعلام كالعلم والنور والماء فكيف نبيع الجريدة؟! ثم عرجت الباحثة على صورة زايد في الإعلام العربي والغربي؛ وذكرت ما أوردته صحيفة لوموند الفرنسية في فيلمها الوثائقي الذي عرضته القناة الفرنسية الألمانية "آرتي" عن مراحل حياته، وما تحلّى به من حنكة سياسية ودبلوماسية؛ الى جانب شخصيته الانسانية المميزة.

  وتحدث د.رسول محمد رسول عن موهبة زايد الشعرية وعلاقته بالشعراء لخلق مزيد من التواصل الإنساني والأدبي مع مجتمعه، واهتمامه اللافت بالقصيدة الشِّعريَّة الإماراتية خاصة الشِّعر النبطيّ -باللغة المحلية-كما خصَّ الشّاعرات الإماراتيات بالرعاية والتشجيع مما كان له أكبر الأثر في تبوء مكانة متميزة.