30 - 06 - 2024

تحقيق ميداني لـ "عبدالقادر مبارك" يكشف كيف ينهار "طاعون إرهاب سيناء"

تحقيق ميداني لـ

اتجاه لتمديد عملية سيناء 2018 لاقتلاع الإرهابيين والتكفيريين نهائيا من مصر

شرح تفصيلي لكماشات الجيش والشرطة حول عنق الإرهابيين الفارين

آليه لحل أزمات التنقل ونقص السلع والوقود يشارك فيها رجال أعمال سيناويون

مجاهد من منظمة سيناء العربية يكشف تخليآ فلول الإرهابآ عن أسلحتهم وهروبهم لإسرائيل

آ 

خطفت العملية الشاملة سيناء 2018 التى يقوم بها الجيش المصرى فى سيناء ضد التنظيم الارهابى الأضواء واهتمام الاوساط السياسية والشعبية لما تحمله من أبعاد سياسية واستراتيجية وطنية وإقليميةآ  فى ظل الانجازات التى تحققها قوات الجيش والشرطة فى الميدان وسط انهيار فى صفوف عناصر الطاعون الإرهابيآ وقياداته

سريعا ينهار الإرهابيو نآ آ أمام ضربات القوات المسلحة والشرطة فى العملية الشاملة مما أدى الى منع التنظيم من الدفاع عن مواقعه وسرع فى انهياره، فسقطت جميع معاقله فى مختلف مناطق شمال ووسط سيناء فى عمليات نوعية غير مسبوقة بدأت بوضع خطة استراتيجية للقضاء نهائيا على الارهاب فى سيناء، حيث كان توقيت العمليةآ  الشاملة من اهم عناصر نجاحها، حيث فاجأتآ  التنظيم الارهابى بضربات جوية مركزة ومؤثرة استهدفت جميع المحاور، تزامنا مع اطلاق المدفعية نيرانها لتستهدف اوكار العناصر الارهابية بمناطق العريش والشيخ زويد ورفح ووسط سيناء.

وحسب معنيين بسير العمليات ظهرت عناصر تنظيمات الإرهابآ فى أضعف صورها سواء من جهة تخليهم عن مواقعهم بسرعة وفرارهم من ميدان المعركة، أو فقدان قدراتهم المسلحة آ فلم يبق لهم أثر أو تواجد منذ انطلاق العملية العسكرية، فيما تواصل القوات البرية عمليات التمشيط لملاحقة العناصر الإرهابية التى تبحث عن مأوى تفر إليه من المعركة.

فلقد بدات العملية العسكرية الشاملة باستهداف أوكار الإرهابيين بالقصف الجوى المركز من الطيران الحربى الـ إف 16 والرافال والطائراتآ  المروحية "الأباتشى" والطائرات بدون طيار " الزنانة " بمختلف مناطق شمال ووسط سيناء، حيث قام الطيران الحربى بشن عشرات الغارات فى بداية العملية، استهدفت معاقل الارهاب بمناطق المسمى وأبوطبل وزراع الخير والميدان والعقدة والمزارع جنوب مدينة العريش ومناطق المقاطعة والخروبة واللفيتات والتومة والزوارعة والجورة والجميعى وكرم القواديس والقويعات والطويل جنوب وغرب مدينة الشيخ زويد، ومناطق المهدية وشبانه وقوز أبورعد وك 17 والعجرة والمناطق الحدودية غرب رفح ومناطق بلعا غرب المدينة ومناطق وسط سيناء، وكانت الضربات تأتى فى وقت واحد مما أصاب التنظيم الإرهابي بالشلل التام، وأدت إلى سقوط عدد كبير من العناصر التكفيرية خلال هذه الضربات.

وحسب مصادر بدوية بالمنطقة، فإن العملية الشاملة هى من أهم العمليات التى نفذت منآ  خلال الثلاث سنوات الماضية، لأنها الأقوى والأشمل بعد أن تم تعزيز المنطقة بقوات من الجيش والشرطة على محتلف المحاور وسيطرت القوات على كل شبر من شبه جزيرة سيناء، وهذا يحدث لأول مرة، مما أدى إلى تضييق الخناق على الإرهابيين فى جميع المناطق بعد أن تم قصف معاقلهم وأماكن تمركز قيادتهم مما أدى لقطع التواصل فيما بينهم، وأصبحت قيادات التنظيم منعزلة عن بعضها فى سيناء بسبب الحصار والتضييق عليهم من قبل قوات الجيش والشرطة.

وأضافت المصادر أن أبناء المنطقة المشاركين فى العملية الشاملة كان لهم دور بارز بسبب الخبرة فى قص الأثر لملاحقة العناصر الإرهابية، بالإضافة إلى مد الأجهزة الأمنية بالمعلومات والإحداثيات لمناطق تمركز العناصر الإرهابية.

وكان العامل الأول فى تسريع انهيار التنظيم الإرهابى فى سيناء وإفقادهم عنصر الدفاع الفعال هو الضربات الجوية المركزة بعد أن تم تحديد أوكار الإرهابيين بشكل دقيق وتحديد الإحداثيات للطيران لتتم عمليات قصف معاقل الإرهاب بدقة متناهية ، أصابت مباشرة عددا من مقرات قيادة التنظيم ومخازن أسلحة وذخيرة وأنفاقا أرضية خاصة بالعناصر الإرهابية مما أدى لهروب عدد من القيادات بحثا عن ملجأ من الغارات الجوية المكثفة.

دقة القصف الجوى فىآ  بداية الحملة أفقد عناصر التنظيم الارهابى توازنه وأربك قياداته فهربت من المعركة وتخلت عن مواقعها خاصة قيادات الصف الاول والثانى للتنظيم ، كما فر العشرات من عناصر التنظيم ، مما مكن من خروج عدد من المختطفين المدنيين من سجونآ  التنظيم ولجوئهم إلى قوات الأمن، وقال أحد المختطفين إن عناصر التنظيم الارهابى كانوا فى حالة ارتباك شديد وفروا مع سماع أزيز الطائرات وكان أغلب الفارين من الفلسطينيين ومن محافظات الوادى.

هذا الإنجاز العسكرى غير المسبوق لم يكن ليحصل بهذه السرعة وبهذه التكلفة المقبولة نسبيا من الخسائر البشرية فى صفوف قوات الجيش والشرطة، لولا نجاح الخطة التى تم وضعها من قبل القيادة الموحدة بشرق القناة ونجاح الأجهزة الاستخبارية فى توفير المعلومات والإحداثيات لمعاقل الارهاب بمساعدة أبناء القبائل الذين جندوا أنفسهم للحصول على المعلومات ومد الأجهزة بها قبل انطلاق العملية وأثناء سير العمليات العسكرية

لا إرهابي يظهر

مصادر قبلية أكدت للمشهد أنه لأول مرة لم يتم مشاهدة أى عنصر ارهابى فى منطقة سيناء بسبب الملاحقات الأمنية، كما آ لم تشهد العملية أى أخطاء باستهداف مناطق المدنيين ولم يتم إصابة أى مدنى خلال العملية برغم كثافة الطلعات الجوية، وكان الاستهداف دقيقا ومركزا ومؤثرا أسفر عن سقوط المئات من العناصر الإرهابية

وأضافت المصادر أن العملية الشاملة تمكنت من استهداف مقرات التنظيم الارهابى ومخازن الأسلحة والذخيرة وسيارات الدفع الرباعى، بالإضافة الى المركز الاعلامى الخاص بالتنظيم وعمود الارسال الذى يربطآ  اتصال العناصر الارهابية بعضهم البعض بواسطة أجهزة اللاسلكى.

فيما واصلت القوات البرية للجيش تمشيط جميع مناطق شمال سيناء على عدد من المحاور وتم تضييق الخناق على تحركات العناصر الفارة ، وقد انطلقت القوات من عدة محاور: -الأول جنوب العريش حيث انتشرت القواتآ  من الطريقآ  الدولى ( القنطرة - بئر العبد ) فى اتجاه جنوب منطقة بئر العبد وحتى محيط مدينة العريش، وانتشرت القوات بمناطق المسمى والسبيل والميدان وزارع الخير وابوطبل ومنطقة المزارع جنوب العريش تزامنا مع اطلاقآ  قذائف المدفعية على تلك المناطق لاستهداف البؤر الارهابية بتلك المنطقةآ آ  مما افقد التنظيم الارهابى قدراته، وتهاوت مواقعه دفعة واحدة.آ 

- المحور الثانى شرق العريش حيث واصلت القوات البرية للجيش انتشارها بمناطق شرقآ  مطار العريش ومحاصرة القوات عند محور الطويلآ  الذى يمتد بطول المنطقة من العريش وحتى قرية الروضة جنوب الشيخ زويد، واستهدف تضييق الخناق ومحاصرة التنظيم بمناطق اللفيتات والزوارعة والطويل والجورة وكرم القواديسآ  حتى قرية القريعهآ  جنوبا، وأصبحت المنطقة التى تمثل مربعا أضلاعه مدينة الشيخ زويد الخروبة القريعىآ  الجورة، وهى منطقة تركز بها قيادات التنظيم الارهابى فى المرحلة الاخيرة، وأصبحت الآن تحت السيطرة الكاملة للقوات المسلحة

- محور " بلعا "وهذا المحور يضم القرى التابعة لمركز رفح وتقع تلك المنطقة غرب مدينة رفح وهى تضم اشرس عناصر داعش بالمنطقة حيث يتركز بها عناصر مسلحة من فلسطينيى قطاع غزة، وقد وقعت بها اشتباكات عنيفة بين القوات والعناصر الارهابية وتمكن الجيش من محاصرتهم بالمنطقة الواقعة غرب رفح وشمال منطقة السادات على الطريق الدولى وأصبحوا محاصرين فيما بين مناطق الاحراس وقرية ابوشنار والحسينات ومنطقة السادات وأسفرت الاشتباكات عن سقوط عدد من القتلى فى صفوف العناصر الإرهابية، وتزامنا مع الحصار تم فرض السيطرة الكاملة على الحدود مع قطاع غزةآ  لمنع تسلل أى عناصر من وإلى قطاع غزة

- محور جنوب رفح وهى المنطقة التى يتركز بها مجموعة من عناصر داعش حيث تمكنت القوات من محاصرتهم بقرى شبانة والمهدية والمقاطعة ومنطقة العجرة مع اتنتشار لقوات الجيش من الجهة الشمالية والجنوبية لمنع تسلل أى عنصر إرهابى بعد أن فر الكثير منهم ناحية الحدود.

وقد تمكنت قوات من سلاح المهندسين بالجيش المصرى من تفكيك المئات من العبوات الناسفة بمناطق شمال ووسط سيناء والتى تركها التنظيم الارهابى بعد اندحاره، وكانت عناصر داعش قد زرعت آلاف العبوات الناسفة بمحيط المناطق التى يتركزون بها بالعريش والشيخ زويد ورفح ووسط سيناء وقد اكتسبت قوات المهندسين خبرة فى التعامل بسهولة مع هذه العبوات.

جهود الشرطة في ملاحقة الخلايا النائمة

تزامنا مع العملية العسكرية لقوات الجيش خارج المدن قامت قوات الشرطة بجهد كبير لملاحقة العناصر الارهابية والخلايا النائمة داخل مدن بئر العبد والعريش والشيخ زويد ورفح حيث انتشرت قوات من الأمن المركزى والأمن العام والأمن الوطنىآ  وقوات مكافحة الإرهاب بمدن المحافظة، وقامت بعمليات تفتيش دقيقة للمنازل بشكل راقى شهد به أبناء المنطقة حيث ألقت القبض على العشرات من المشتبه بهم وعمل التحريات حول علاقتهم بعناصر التنظيم الارهابى.آ 

ففى منطقة بئر العبد قامت قوات الشرطة بتمشيط جميع المنازل بأحياء المدينة وتفتيشها تفتيشا دقيقا والقاء القبض على عدد من داعمي العناصر الإرهابية، وفى مدينة العريش بذلت قوات الشرطة جهدا كبيرا فى محاصرة أحياء المدينة حيث قامت القوات بمحاصرة حى الصفا والسلايمة والعرارجة والكشاف جنوب وسط المدينة لمدة ثلاثة أيام فى بداية العملية العسكرية وفتشت منازل الاهالى وألقت القبض على المشتبه بهم ، كما ضبطت بعض الأسلحة الخفيفة داخل تلك الاحياء واكتشفت خنادق ومخازن أسلحة بمنطقة حى الصفا، وقد قام رجال الامن الوطنى خلال عمليات التفتيش بأخذ التليفونات الخاصة بالمواطنين والكشف عليها، وقد تمكنت القوات من خلال التليفونات بالتوصل الى خيوط مهمة تكشف الخلايا النائمة الداعمة للإرهاب وقد طلب الامن من الاهالى استلام تليفوناتهم من دائرة القسم التابعين له.آ آ 

كما واصلت الشرطة محاصرتها لحى الفواخرية غرب وسط المدينة وضبطت عددا كبيرا من الأسلحة الخفيفة داخل المنازل تم إخفاؤها بأماكن يصعب الوصول إليها، إلا أن عمليات التفتيش الدقيقة نجحت فى التوصل إلى تلك الاسلحة ، وتم القاء القبض على عدد من المشتبه بهم لعمل التحريات ويجرى حاليا محاصرة حى آل جرير والسمران وشارع اسيوط ومنطقة البطل وصلاح الدين وتشهد المنطقة عملية تمشيط وتواصل القوات عمليات المداهمة لملاحقة العناصر الارهابية والخلايا النائمة بمدينة العريش.

وفى مدينتىآ  الشيخ زويد ورفح قامتآ  قوات الشرطة بتفتيش جميع المنازل فى حملة ماهمات استمرت لأكثر من أسبوع وتم تمشيط المدينتين وإلقاء القبض على بعض المشتبه بهم وكذلك مدينة الحسنة ونخل بوسط سيناء، هذا بخلاف انتشار قوات من الجيش والشرطة بالمناطق الجبلية بمناطق الحسنة ونخل بعض قطع جميع الطرق المؤدية إلى مدن المحافظة

حصار شمال ووسط سيناء

آ حصار محافظة شمال ووسط سيناء وإغلاق الطرق المؤدية الى مدنها أدى إلى قطع الإمدادات عن عناصر التنظيم الإرهابى، خاصة ما بين المدن والمناطق المحيطة بها، حيث تم قطع الطرق ما بين القنطرة ومدينة بئر العبد على الطريق الدولى وكذلك ما بين مدينة بئر العبد وقرية الميدان شرقا، وتم إحكام حصار مدينة العريش من كمين الميدان الأمنى الواقع على مدخلها الغربى وحتى الكمين الأمنى بالريسة الواقع على مدخل المدينة الشرقى وجنوبا حتى كمين لحفن الأمنى على المدخل الجنوبى بالإضافة إلى إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى وسط سيناء بمركزية الحسنة ونخل.

هذا الحصار أدى إلى سرعة انهيار التنظيم الإرهابى بعد تضييق الخناق على عناصره بمختلف المناطق، ولم تشهد المنطقة أى اشتباكات مع الإرهابيين، باستثناء منطقة بلعا غرب رفح حيث تقع اشتباكات بين عناصر إرهابية من قطاع غزة وسيناء وبين قوات الجيش حيث يتحصن هولاء الارهابيون بخنادق تحت الارض، ومازالت المنطقة تشهد اشتباكات عنيفة، وحسب مصادر معنية فإن تلك العناصر أصبحت تتهاوى مع الضربات العنيفة للمدفعية وقذائف الدبابات.

وقد أفادت مصادر قبلية للمشهد أن المرحلة القادمة من العملية الشاملة ستشهد انهيارا تاما لتنظيم داعش فى مناطق شمال ووسط سيناء، موضحة أن قوات الجيش والشرطة تسيطر على كل شبر من أرض شبه جزيرة سيناء، وأن المنطقة بالكامل تحت سيطرة قوات الجيشين الثانى والثالث، وأن العناصر الإرهابية أصبحت محاصرة بين الجيش الثالث بالجنوب والجيش الثانى بالشمال تحت القيادة الموحدة لشرق القناة.

ولفتت المصادر أن التنظيم الإرهابى كان لديه من الامكانيات والذخائر والعناصر الكثير إلا ان حجم قوات الجيش والشرطة أدى إلى انهيار واستنفاد هذه الامكانيات بسرعة غير متوقعة مؤكدين أن داعش فى سيناء فى حالة انهيار كامل.

فيما أكد معنيون من أبناء القبائل أنآ  الجيش ينفذ خطة عسكرية على عناصر التنظيم الارهابى عبر " فكى كماشة " على محاور جنوب العريش وبئر العبد وشرق العريش وجنوب مدينة رفح وغربها

متى تتوقف العملية؟

العملية الشاملة حسب مصادر معنية بالشأن السيناوى لن تتوقف إلا بالقضاء على كل جيوب الإرهاب وهناك أنباء تحدثت عن هروب عدد من العناصر لداخل الأراضى الفلسطينية المحتلةآ  واللجوء الى الاحتلال الصهيونى هربا من جحيم العمليات العسكرية للجيش المصرى

الحصار كان ضمن خطة المواجهة ، فالإرهابيون كانوا يهربون مع أى عملية عسكرية خاطفة خلال الثلاث سنوات السابقة، ولهذا تم إغلاق مدن العريش والشيخ زويد ورفح إغلاقا تاما ومنع الدخول والخروج منها باستثناء الحالات الانسانية والمرضية وطلبة الجامعات، وتمآ  الحد من وجود الوقود من بنزين وسولار بتلك المدن، وقد اعلنت السلطاتآ  تعليق الدراسة بشمال سيناء الى إشعار اخر.

بدأ الحصارآ  قبل ساعات من انطلاق العملية الشاملة، حيث تم إغلاق جميع المعديات على قناة السويس والطرق المؤدية الى مدن المحافظة، وتوقفت الحركة تماما على الطريق الدولىآ  وتدريجيا تم فتح المعديات لعدة ساعات والسماح بالحركة ما بين البر الغربى والشرقى لقناة السويس للأفراد عبر معدية نقل الافراد، وتحلحل الوضع نسبيا فى حركة السير ما بين القنطرة وبئر العبد ولكن بصورة قليلة جدا لعدم وجود مواصلات نظرا لنفاد الوقود بالمنطقة، وقد شهدت آ مدينة العريش العاصمة والتى يقطنها حوالى 150 ألف مواطن أزمة خانقة فى المواد الغذائية والمحروقات والمواصلات لمنع وصول الوقود الى المدينة بشكل كبير باستثناء السماح لسيارات الحكومةآ  بالتموين من محطات تم تخصيصها لتموينها، وقد أصيبت المدينة الساحلية بالشلل مع امتداد العملية العسكرية الشاملة، وقد تعرضت المدينة الى نقص حاد فى الخضروات والفاكهة والعلاجآ  وأصبحت خالية من حركة المواطنين بسبب أزمة المواصلات وقد استغل بعض التجار الأزمة وقاموا برفع الأسعار إلى 4 اضعاف سعرها الطبيعى وكذلك سائقو الميكروباص والتاكسيات مما أدى إلى قيام محافظة شمال سيناء بالدفع باتوبيسات المحافظة لنقل الموظفين والمواطنين على خطوط العريش المساعيد والعريش الضاحية والعريش العبور

وأصبح الدخول والخروج من المحافظة إلى محافظات مصر يتم بالتنسيق مع قيادة القوات بالمنطقة، حيث قامت محافظة شمال سيناء باستقبال أسماء طلبة شمال سيناء بالجامعات المصريةآ  لتنسيق خروجهم فى أفواج إلى غرب القناة للالتحاق بالجامعة، وكذلك طلبة جامعة سيناء الخاصة من المقيمين بالمحافظات، بالإضافة إلى تلقى أسماء المرضى المراد تحويلهم إلى مستشفيات الاسماعيلية والقاهرة، ليتم تنسيق سفرهم عبر أفواج تحت إشراف المحافظة وقد نجحت المحافظة فى تسفير جميع الطلبة والمرضى بعد توفير أتوبيسات لنقلهم من شمال سيناء إلى الاسماعيلية.

كما وفرت المحافظة أتوبيسات لنقل العالقين من أبناء شمال سيناء فى الاسماعيلية، ونقلهم إلى مدينة العريش بعد أن انطلقت العملية الشاملة أثناء تواجدهم خارح المحافظة.

ومع الاسبوع الثالث للعملية العسكرية ارتفعت صرخات الاهالى بسبب أزمة المواد الغذائية مما أدى إلى قيام بعض رجال الاعمال السيناويين بالقاهرة بإرسال شاحنات من الخضروات للعريش بعد التنسيق مع قيادة القوات بسيناء، إلا أن فشل إدارة الأزمات بمحافظة شمال سيناء أدى لتفاقم الأزمة، وتكاتل المواطنين على سيارات الخضروات بمجرد وصولها الى العريش لعدم وجود تنظيم فى توزيع الخضروات، مما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بمنطقة المساعيد نظرا لتهافت الناس على شاحنات الخضروات.

ويرى الأهالى أن محافظة شمال سيناء ومسئولى المحافظة عجزوا عن إدارة الأزمة داخل مدينة العريش وطالبوا المحافظة بإدخال المواد الغذائية والوقود بشكل طبيعى إلى الأسواق وسد العجز،آ  فى حين أبدى الأهالى ترحيبهم بسيارات القوات المسلحة التى تقوم بتوزيع كراتين المواد الغذائية على المواطنين بالأحياء الفقيرة فى مشهد حضارى، وكذلك انتشار سيارات الخدمة الوطنية لبيع اللحوم المجمدة والمواد الغذائية إلا أنها لم تتمكن من سد العجز وحلحلة الأزمة

فيما طالب أهالى شمال سيناء تحديد موعد للانتهاء من العملية الشاملة للاطمئنان على مستقبلهم وكذلك موعد عودة الدراسة والاطمئنان على المستقبل الدراسى لأبنائهم، وخاصة طلبة الثانوية العامة

أما مدينة الشيخ زويد فإنها تشهد حصارا كاملا مع نقص حاد فى المواد الغذائية والوقود وشلل تام فى الحركة، مما دفع بعض رجال الأعمال إلى إرسال شاحنات محملة بالخضروات إلا أن الأزمة ما زالت سارية ، وعجزت المحافظة عن توفير المستلزمات الرئيسية للمواطنين، وقد دفعت القوات المسلحة بسيارات بيع البقوليات واللحوم المجمدة إلا أنها نفدت دون حصول كثير من المواطنين على احتياجاتهم، وفى جنوب الشيخ زويد يتعرض بعض الأهالى بقرى الجورة والعكور والعرارجة إلى أزمة حادة فى المواد الغذائية بسبب توقف الحركة تماما بينهم وبين مدينة الشيخ زويد، حتى أنهم لا يجدون سوى الدقيق ويعيشون عليه بعد نفاد كل شى بمنازلهم.

كما تتعرض مدينة رفح إلى نفس الأزمة، فهناك نقص حاد فى المواد الغذائية والوقود وشلل تام فى الحركة وقد استغل التجار الأزمة وقاموا برفع أسعار الوقود إلى أضعاف سعره.

وعن هذه الأزمة يقول النائب إبراهيم أبوشعيرة عن دائرة رفح والشيخ زويد: أهالى سيناء يرحبون بالعملية الشاملة لتطهير المنطقة من الإرهاب، وفى نفس الوقت يصبرون على هذه الأزمة ويشاركون قواتهم المسلحة فى محاربة الإرهاب، ونحاول من خلال الاتصال مع المسئولين توفير الاحتياجات المهمة لأهلنا بالمنطقة، ولهذا قمنا بالدفع بسيارات الخضار للأهالى وكذلك توفير الدقيق والمواد التموينية بعد التنسيق مع قواتنا المسلحة للوصول الى الأهالى بالشيخ زويد ورفح ، وهم متفهمون لهذا الوضع الاستثنائى لكن فى سبيل الخلاص من الإرهاب وعودة الاستقرار سنتحمل أى أزمة وأى إجراءات تفرضها القوات المسلحة.

بينما يقول النائب حسام رفاعى عضو مجلس النواب عن دائرة العريش: " نحن لا ندافع عن أنفسنا ولكننا نذكر بعض المغيبين والمشككين والمزايدين بمن هم أبناء سيناء المصريين، فهم أهل البطولة والصمود والتحدي والرباط والنضال والجهاد في سبيل الوطن الغالي مصر ، والذين قدموا الغالي والنفيس مع قواتهم المسلحة ولازالوا من أجل تحرير سيناء والحفاظ عليها ورغم كل المعاناه والتي أتحدي أن يستطيع غيرهم تحملها إلا أنهم مصرون علي الصمود والتحدي، فليسع الجميع لتوفير كل وسائل الحياة لأبناء سيناء والذين يعيشون علي أرضها الطاهرة في تلك الظروف ليتمكنوا من استمرارهم في الصمود "

واضاف " لقد اتفقنا أنه لا توزيع مجاني لأي سلع ونعمل جاهدين لدخول كل السلع بكثافة للأسواق وتوفيرها بصوره طبيعية حتي تنتهي الأزمة وتوفير منظومه محترمه وآدميه وعادله ومنصفه لبيع السلع ومراقبة الأسواق ، وعقاب قانوني لمن يتعمد إخفاء السلع واستغلال حاجات الناس، وأما من يحتاج لتلك السلع مجانا فسنتكاتف جميعا لمساعدته لشراء احتياجاته وبكرامة.

آ 

المحافظ يتحدث

وأكد اللواء عبدالفتاح حرحور محافظ شمال سيناء أن جميع أطياف المجتمع السيناوي تقف بجوار قواتها المسلحة، مؤكدا أن كافة الإجراءات المتخذة من خلال الدولة تهدف لحماية المواطنين ، وكيفية التعامل مع الطرف الآخر لكي يتم تطهير سيناء من الإرهاب كما هو المستهدف منها، متمنيا الأمن والأمان لمصرنا الحبيبة.
وأشار المحافظ إلى أن المحافظة قامت ببعض اجراءات للتخفيف عن المواطنين ومنها سفر الطلاب العالقين وجاري تنسيق سفر الطلاب الآخرين، ويتم حصر الأعداد من خلال مكتب الاتصال بالمحافظة للتنسيق مع الجهات المعنية لسفر باقي الطلاب قريبا، وعلي الطلاب متابعة مكتب الاتصال بالمحافظة لمعرفة موعد التجمع وسوف يكون قريبا من أجل مصلحة الطلاب.
وبخصوص الحالات الخاصة تم إنهاء الاجراءات الخاصة بسفرهم بالتنسيق مع مكتب الاتصال، وشدد المحافظ علي ضرورة تشغيل الخطوط الداخلية الخاصه بأتوبيسات المحافظة علي خطوط البلد والريسة والعبور والبحر والضاحيه والمساعيد مجانا، وأكد أنه سيتم تشغيل الأتوبيسات من الصباح حتي الساعه الرابعه بالمجان، آ وكذلك أيام العطلات والجمعة والسبت وسوف يكافأ السائقون نظير العمل في عطلتهم الأسبوعية

وبخصوص الموظفين العالقين أعطي المحافظ تعليماته لكل مصلحة حكومية بإعداد كشف باسماء العالقين لديهم ووظيفة كل واحد ورقم تليفونه حتى يتم متابعة الأمر مع أماكن عملهم وإمكانية التواصل لكي يعودوا إلي منازلهم وكذلك العالقين من أبناء المحافظة

آ وبخصوص أبناء رفح والشيخ زويد أكد علي أن الشيخ زويد سوف يتم إدخال سيارات الخضار لها وستأخذ نصيبها من الغاز والمواد التموينية.

احتضان سياسي وشعبي للعملية

وفى تصريحات خاصة للمشهد اكد الشيخ المجاهد حسن على خلف أبرز أعضاء منظمة سيناء العربية التى قاومت الاحتلال الصهيونى "أن العملية الشاملة للقوات المسلحة تؤدى أداء غير مسبوق وأن العمليات تسير بشكل رائع، وأهم إنجازات العملية الشاملة هو الشلل التام الذى أصاب التنظيم الإرهابى، وأن العملية فى نهايتها، وجميع أبناء سيناء يقفون وراء قواتهم المسلحة والشرطة للخلاص من هذا السرطان الداعشي"آ 

وأضاف " سياسيا كان اللافت للنظر هو الاحتضان السياسى والشعبى للعملية الشاملة، وبرز ذلك من خلال إجماع كبير فى المواقف والتى عبر عنها سياسيون وشعبيون واستجابة ابناء سيناء للاجراءات الامنية المشددة التى تقوم بها قوات الأمن، وخاصة تفتيش المنازل بمدن المحافظة رغم تفاقم أزمة إغلاق الطرق على أبناء المدن "

وقال"إذا كانت قيادة الجيش طالبت بمد موعد الانتهاء من العملية العسكرية فإننا نتوقع ألا تستمر طويلا، وأن التمديد يستهدف الخلاص من الإرهاب وعناصره نهائيا وتطهير المنطقة من أى تكفيري، ولكى يصدرآ  القرار بأن سيناء خالية من الإرهاب، وأبشر الشعب المصرى بأن العملية العسكرية سيناء 2018 هى نهاية الإرهاب عن قريب جدا، والمشهد حاليا فى سيناء غاية فى الروعة، حيث يحدث هروب جماعى للعناصر الإرهابية إلى إسرائيل عبر الحدود بعد أن تركوا أسلحتهم، وستنعم مصر بالخير والنماء فى ظل نهاية داعش فى سيناء "

وعبر المجاهد خلف عن سعادته بتواجد كل هذه القوات على أرض شبة جزيرة سيناء وكل شبر منها يقع تحت السيطرة الكاملة لقواتنا المسلحة، مما يؤشر إلى أن اتفاقية كامب ديفيد فى طى النسيان، ولن ننتازل عن هذا القوات فى شبة جزيرة سيناء فى ظل الوضع الإقليمى، وما تشهدة المنطقة من صراعات.

آ 






اعلان