30 - 06 - 2024

هل كشفت أحداث فيرجسون عن الوجه الآخر للولايات المتحدة الأميركية ؟

هل كشفت أحداث فيرجسون عن الوجه الآخر للولايات المتحدة الأميركية ؟

Martin Luther King

"بهذا الإيمان سنكون قادرين على شق جبل اليأس بصخرة الأمل.. بهذا الإيمان سنكون قادرين على تحويل أصوات الفتنة إلى لحن جميل من الإخاء.. بهذا الإيمان سنكون قادرين على العمل معا والصلاة معا والكفاح معا والدخول إلى السجون معا،والوقوف من أجل الحرية معا عارفين بأننا سنكون أحراراً يوماً ما...عندي حلم بأنه في يوم ما ستنهض هذه الأمة وتعيش المعني الحقيقي لعقيدتها الوطنية بأن كل الناس خلقوا سواسية".

تلكم فقرات من خطاب " لدي حلم" الذي ألقاه داعية حقوق الأنسان الشهير الأميركي مارتن لوثر كنج عند نصب لنكولن التذكاري في الثامن والعشرين من أغسطس عام 1963، أثناء مسيرة بواشنطن كانت تطالب بالحرية والمساواة بين البيض والسود، وتشاء الأقدار أن تتزامن ذكرى رحيل مارتن مع أحداث تشهدها مدينة فيرغسون الأميركية ذات الأغلبية السوداء بعد ما أقدمت شرطة المدينة –التي يغلب عليها البيض- على قتل الشاب الأسود "مايكل براون" بست رصاصات استقرت اثنتان منها في رأسه، وهو ما أحيا هواجس السود الأميركيين من أنهم ما زالوا يتعرضون للتمييز العنصري في دولة تحاول إقناع العالم أنها هي من تحمي المثل العليا الإنسانية، وقام سكان المدينة من الأقلية السوداء بمظاهرات عارمة للمطالبة بتقديم قاتل الفتى الأسود إلى المحاكمة دون أن تلوح بارقة أمل في تحقيق هذا الحلم، نظرا لعدم محاكمة أي شرطي ممن قتلوا مواطنين سودا طوال العقود الماضية، ما حدى بخبراء القانون إلى الاستغراب من وضع الولايات الأميركية شرطتها فوق القانون عندما يتعلق الأمر بقتل مواطنيها.

 

خيبة أمل رغم تحقيق الحلم

وقد أبدى الأميركيون السود استغرابهم من تجاهل الرئيس الأميركي للحادث وهو المنحدر من نفس الأقلية التي تعرضت للظلم سابقا ولا زالت تتعرض لبعض مخلفات التمييز العنصري رغم تحقيق حلم مارتن لوثر كنج بوجود أحد أبناء الأقلية السوداء على هرم السلطة في الولايات المتحدة، ففي موجة من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي استغرب الأميركيون –خصوصا من ذوي الأصول الإفريقية- تجاهل أوباما لمقتل الشاب الأسود في الوقت الذي نعى فيه الفنان "روبن وليامز" في تصريحات خاصة، بينما اكتفى بذكر الشاب الأسود مايكل براون ضمن خطابه عن وضع القوات الأمريكية في العراق بعد وقوع الحادث بأيام، مما جعل البعض يقول إن أحداث فيرغسون كشفت عن وجه أميركا الآخر الذي لا يختلف – من حيث الممارسات العنصرية وظلم الأقليات- عن أي حكومة من حكومات العالم الثالث المتخلفة.

ورغم وجود الدستور الأميركي الذي يعتبر أفضل دستور في عالم اليوم -من حيث الحريات والحقوق- ما زالت الولايات المتحدة تضع شرطتها فوق القانون والمساءلة عندما يتعلق الأمر بقتل المواطنين السود الذين أثبتت بعض الدراسات أن الشرطة الأميركية تقتل منهم سنويا 100 شخص دون أن يقدم شرطي واحد ممن قتلتهم للمحاكمة.

 

رغم هذه الأحداث ستظل أميركا بلاد الحريات والحقوق

بناء على ما تقدم ورغم هذه الحوادث التي تتكرر في الولايات المتحدة من حين لآخر يرى بعض الباحثين والمهتمين بالشأن الأميركي أن الولايات المتحدة لا زالت تتربع على قائمة الدول المتقدمة من حيث الحريات وتطبيق القانون وتحقيق العدالة والمساواة بين مواطنيها، بدليل أن مثل هذه الحوادث آخذة في التراجع منذ تحقيق حلم داعية حقوق الإنسان مارتن لوثر كنج حتى الآن، ويأمل الخبراء أن تختفي مثل هذه الممارسات خلال سنوات معدودة نظرا للتطور المستمر والحركة الدؤوبة لمنظومة القوانين الأميركية التي تسير في اتجاه كل ما من شأنه تحقيق حلم الأمة الأميركية بغض النظر عن لونها وعرقها ودينها.

 

 

The post هل كشفت أحداث فيرجسون عن الوجه الآخر للولايات المتحدة الأميركية ؟ appeared first on IslamOnline اسلام اون لاين.






اعلان