30 - 06 - 2024

كيف استباحت الدولة الاسلامية دم قبيلة سنية لتسطو على النفط

كيف استباحت الدولة الاسلامية دم قبيلة سنية لتسطو على النفط

كشفت وكالة "رويترز" في تقرير مطول من سوريا عن أن  حقيقة ما حدث في محافظة دير الزور السورية، الغنية بالنفط، بعد ان سيطر عليها متشددي تنظيم الدولة الاسلامية، موضحة أنه لم يكن امام من قاوم تقدم المتشددين سوى خيارين، إما التوسل من أجل الرحمة، أو مواجهة الموت المحتم، واضافت الوكالة ان التنظيم المتطرف سوغ هذين الخيارين بمسوغات دينية لا لبس فيها من جانب المتشددين الإسلاميين، حيث طلب من المقاتلين المهزومين إما التوبة أو الموت، وهو خيار مبني على قواعد إسلامية تنطوي على أن مقاومة حكم الدولة الإسلامية كفر بالله.

وفي سبيل ترسيخ التنظيم لقدامه على المنطقة البترولية، بدأ سيطرته بواحدة من أوسع موجات القمع الدموية، تضمنت إعدامات جماعية وتهديدات وإزالة منازل بينما تركز اهتمام الدول الغربية على دحر تقدم الجماعة في العراق المجاور.

وحصل البعض على عفو وفقا لشروط تنظيم الدولة الإسلامية التي تتضمن الولاء التام بينما لم تكن هناك أي رأفة بالبعض الآخر، وخص التنظيم عشيرة الشعيطات تحديدا بالاضطهاد، بعد أن رفضت قبيلتهم أن تدين بالولاء للدولة الإسلامية، واعتبر التنظيم العشيرة بأسرها "مرتدة ومعادية".

ويقول الأهالي إن قتل أفراد العشيرة مثال على أن كثيرا من ضحايا الدولة الإسلامية ليسوا من الأقلية الشيعية أو اليزيديين أو المسيحيين، بل ومن السنة ايضا، ولكن على الجهة الأخرى معايير التكفير التي تطبقها الدولة الاسلامية جعلتها تبيح شرعا القتل في عشيرة الشعيطات أقتلا جماعيا رغم انهم من السنة.

ويفيد تقرير المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يرصد أعمال العنف في الحرب السورية إن الدولة الإسلامية أعلنت أن عشيرة الشعيطات طائفة غير مؤمنة ينبغي مقاتلتها كما لو كانت كافرة، حيث أفاد المرصد في 16 أغسطس أن ما لا يقل عن 700 من أفراد العشيرة جرى إعدامهم، بينما لايزال 1800 غيرهم مفقودين بعد أن احتجزهم مقاتلو الدولة الاسلامية، ثم قوبلت مساعي العشيرة لمبايعة الدولة الاسلامية بالرفض.

وقال رامي عبد الرحمن مؤسس المرصد إن صور جثث الرجال الذين قتلهم مقاتلو الدولة الإسلامية في مناطق الشعيطات تتكرر يوميا، وأضاف "عبرنا مرارا عن مخاوفنا بشأن الإبادة"، موضحا أن "هذه أول مرة تستخدم فيها الدولة الإسلامية هذه المفاهيم الدينية ضد عشيرة بأكملها."

وبذلك يكون التنظيم قد سوغ مبرراته الدينية لسحق العشيرة التي كانت حتى وقت قريب تسيطر على عدة حقول نفط في دير الزور، والآن صارت العوائد تصب في يد الدولة الإسلامية بالكامل.

وقال شهود عيان في المنطقة إن مقاتلي الدولة الإسلامية سيطروا على ثلاث قرى للشعيطات وجعلوها منطقة عسكرية. وصودرت ممتلكات العشيرة وثروتها الحيوانية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تنظيم الدولة الإسلامية أعلن أن من غير الممكن إبرام هدنة مع الشعيطات وأن بالإمكان قتل أسراهم وسبي نسائهم.

وقال شخص من المنطقة "ما زلنا نرى شاحنات الدولة الإسلامية محملة بالأثاث والسجاد من منازل الشعيطات في هذه القرى التي باتت الآن مهجورة تماما."

وبدأ مقاتلو الدولة الإسلامية استخدام إزالة المنازل كإجراء عقابي. ويظهر فيديو وضع على الإنترنت مطلع الأسبوع ما بدا أنه تفجير لمنزل ريفي بينما كان المعلق على الفيديو الذي عرف نفسه بأنه من الدولة الإسلامية يشرح كيف أن المنزل يخص "كفارا" من الشعيطات.

ويقول المعلق إن هذا تحذير لكل العشائر كي تستسلم وتدين بالطاعة للدولة الإسلامية.

وأوضحت الوكالة أن معاملة التنظيم لأبناء الشعيطات رادعا قويا لأي  مقاومة أخرى في دير الزور، وهي محافظة تحد العراق في الشرق وتقطنها أغلبية عربية سنية تنتمي بالأساس إلى عشائر تمتد عبر الحدود في العراق.

وبعيدا عن عشيرة الشعيطات التي يعتقد أن عدد أفرادها نحو 150 ألفا فقد قبل مقاتلو الدولة الإسلامية باستسلام عشائر أخرى مؤثرة في المنطقة أعلنت استسلامها للجماعة.






اعلان