17 - 07 - 2024

أهالى شبرا الخيمة: الموت ينتظرنا بإنشاء مصنع "أجريوم"

أهالى شبرا الخيمة: الموت ينتظرنا بإنشاء مصنع

على نهج "تمرد" حملات ضد شركة "القلعة"


حالة من الإستياء والغضب إنتابت أهالى شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية وذلك لبدأ العمل فى تشغيل مصنع البتروكيماويات "أجريوم" الذى يكون فى قلب الكتلة السكانية بمنطقة مسطرد التابعة لحى شرق والذى وصفوه السكان بأنه "مصنع الموت".

وعلى نهج "تمرد" أعد العديد من الشباب حملة لملء إستمارة جمع توقيعات الأهالى لرفض تشغيل هذا المصنع الذى سيتسبب فى تهديد بيئي لأكثر من 3 مليون مواطن لأنه سيعمل على إستهلاك 155 الف متر مكعب يومياً من ترعة الإسماعيلية إضافة الى ذلك انه سيلقى مركبات عضوية تؤثر على مياه الشرب وإنبعاثات المصنع تصل لأكثر من 40 ألف طن من الغازات السامة التى تؤدى لأمراض الكبد والكلى.

أراء الأهالى

وقال وليد طاحون مؤسس الحملة إن الوضع ينذر بالخطر حال تشغيل هذا المشروع خاصةً وأنه تم إنشاؤه فى كندا واستمر أكثر من 35 عاماً واكتشفوا بعد ذلك انه تسبب فى تشويه الأجنة فى بطون الأمهات وله أضرار كثيرة وتم وقفه بعد ذلك.لكن تم إنشاؤه داخل مسطرد بحجة انه سيقوم بتشغيل أكثر من 30 الف عامل مقابل موت الأهالى.

وأكد طاحون على انه ذهب للمهندس عبدالسلام الخضراوى والحاجة ثريا الشيخ أعضاء مجلس الشعب عن دائرة شبرا الخيمة لمناقشة تلك الكارثة معهم وأكدوا على انهم سيأخذون خطوات فى الفترة المقبلة لكنهم يريدون مستندات أولاً مع العلم ان إنشاء مصنع بتروكيماويات فى منطقة سكنية لا يحتاج لمستندات لأنه اذا تم تشغيله فى الأيام القليلة المقبلة ستنهار شبرا الخيمة بأكملها.

وأضاف طاحون أن الحملة بدأت بالفعل فى توزيع الإستمارة على المواطنين لرفض هذا المصنع الذي انتفض وثار عليه مواطنو محافظة دمياط قبل ذلك لكن المسئولين أرادوا الدمار لأهالي القليوبية فوافقوا على إنشائه على أرضها.

ومن جانبه أكد محمد سلامة رزق أحد الأهالى المتضررين انه اذا تم تطبيق هذا المشروع سيموت أكثر من 2 مليون مواطن مصري بأمراض مختلفة.

وأضاف ان هناك رشاوى تم دفعها لكبار عائلات شبرا الخيمة للموافقة على هذا المشروع وإخفاؤه عن وسائل الإعلام ومع الأسف الحكومة متواطئة مع الشركات ضد مصلحة الشعب وقامت بإنشاء كوبري خاص لهذا المشروع لأنه ممول من البنك الدولى لصالح شركة "القلعة".

أضرار المصنع

وحصل أهالى المنطقة على مستندات من وزارة البيئة تؤكد حدوث أضرار بيئية جسيمة نتيجة إنشاء مصنع للبتروكيماويات فى منطقة سكنية وكشفت عن دراسة تقييم الأثر البيئي للشركة المصرية لتكرير البترول صادرة من معهد الدراسات والبحوث البيئية تبين حجم البيانات المغلوطة التى ذكرتها دراسة لمركز البحوث البيئية فى جامعة القاهرة للمشروع والتى تقلل من حدة التأثيرات الضارة للمصنع.

وتبين دراسة الأثر البيئي لجامعة عين شمس أن المشروع المزمع إنشاؤه يبعد عن القاهرة بحوالى 14 كيلو متر أى حتى ميدان العتبة بخلاف ماذكرته دراسة جامعة القاهرة التى أوضحت انه يبعد عن وسط القاهرة بحوالى 40 كيلو متر وأستندت دراسة عين شمس الى خريطة لشرق القاهرة صادرة عن الهيئة المصرية العامة للمساحة.

ومن واقع خريطة القاهرة المساحية فإن هذا المصنع يبعد عن مستشفي المطرية التعليمي بمسافة 3.72 كيلو متر وعن مستشفي حميات بهتيم بحوالى 3 كيلو متر وعن مستشفي بهتيم العام 3.5 كيلو متر.

وبجانب قرب المشروع من المناطق السكانية بكيلو مترات قليلة فيلتصق المصنع بمناطق عمرانية متمثلة بمساكن ملتصقة فى سور الشركة ومدارس مجاورة لموقع الشركة بالإضافة الى مجاورة المشروع لمناطق عشوائية بالخصوص والتى يقطن بها حوالى 2 مليون نسمة.آآ 

آآ ووفقاً للتقديرات العلمية لدراسة الأثر البيئى تصل نسبة بعض إنبعاثات الغازات الى 40 ألف طن مثل غاز ثانى أكسيد الكربون بينما يصل إنبعاث غاز أول أكسيد الكربون الذى يعد غازا ساماً الى 28 طن بالإضافة إلى 33 طن من أكاسيد الكربون و الذى يعد من غازات المطر الحمضى .

و لن تقتصر التأثيرات البيئية على الإنسان كما تذكر الدراسة، بل تشمل النباتات حيث يلتصق بالمشروع مساحات زراعية تقدر بحوالى 282 فدان جنوب شرق الشركة, والأراضى الزراعية المتخمة للمصنع تمثل جانبا كبيراً من الإنتاج الزراعى لمنطقة الخصوص و مسطرد التى تستهلكها القاهرة وقد تم رصد زراعات الأرز شرق الشركة المزمع إنشائها وذلك من واقع زيارة ميدانية قام بها الفريق العلمى للدراسة.

أما عن الموارد المائية المتأثرة بمخلفات المشروع ذكرت دراسة الأثر البيئى أن الشركة ستقوم بسحب ما يقدر ب 155 ألف متر مكعب من مياه ترعة الإسماعيلية و الذى سيؤثر حتما على منسوب المياه كما تذكر الدراسة و يزداد حدة فى فصل الشتاء بالإضافة الى أن مياة التبريد التى ستعود الى الترعة مرة أخرى ستؤثر على الكائنات الحية فى الترعة التى تعد مصدرا لمياه الشرب للعديد من المحطات على ترعة الإسماعيليه فى بعض المحافظات من بينها الجيزة والقليوبية.

وتوضح الدراسة أن محطات مياة الشرب ليست مصممه لمعالجة المواد العضوية بل تقوم فقط بإزالة العكارة ثم قتل البكتريا بالكلور, بجانب أن تلوث المياة بالمواد العضوية و التى قد تتسرب الى مياة الترعة يؤدى الى زيادة تركيز المواد العضوية المكلورة بعد المعالجة بالكلور مما قد يؤدى لمشاكل صحية.

وأوضحت دراسة تقييم الأثر البيئى للمشروع لمجموعه من النقاط يجب مراعاتها أثناء تنفيذ المشروع تبدأ بضرورة العمل على تحويل استخدامات المازوت كوقود إلى غاز طبيعي في منطقة الدراسة "مسطرد ,بهتيم, الخصوص" وهذا يتطلب خطة بالتنسيق مع جهاز شئون البيئة حيث يجب ضرورة التحول من استخدام المازوت إلى غاز طبيعي مع التأكيد على لزوم إسترجاع ثاني أكسيد الكربون الناتج من عمليات الإحتراق المختلفة.

ونظراً لإرتفاع تركيزات المركبات العضويه الكلية والمتطايرة عن الحدود المسموح بها فى القوانين العالمية حسب قياسات جهاز شئون البيئة كما تذكر الدراسة قبل تشغيل الشركة الجديدة مما يستلزم إيجاد طرق لمعالجة هذه الإنبعاثات لإعادة تأهيل المنطقة بيئيا حتى لا يزداد الحمل العضوى الغازى بالمنطقة بعد تشغيل المصنع.

آ