16 - 08 - 2024

أيام غلاء ومخاوف متبادلة من احتجاجات

أيام غلاء ومخاوف متبادلة من احتجاجات

مواطنون يصرخون : الدخول معدومة والأسعار نار يا حكومة

يعيش المصريون خلال الفترة الحالية أيامًا في غاية الصعوبة، بسبب الغلاء الذي أصبح وحشا مفترسا يلتهم مرتبات المواطنين الضئيلة خاصة من "محدودي ومعدومي الدخل".

السلطة من جانبها مهدت لما هو قادم بزيادة أسعار تذاكر مترو الأنفاق في القاهرة، وتحسبا لردود الأفعال التي بدأت باحتجاجات عفوية وصيحات استهجان وهتافات معادية للحكومة في محطات المترو ، حشدت قوات الأمن في أماكن ظاهرة خارج محطات المترو – كنوع من إظهار العين الحمراء – واقتادت بالفعل عددا من المحتجين، الذين حاولوا إعاقة الركاب ، ولم يعرف حتى مثول المشهد للطبع ما إن كانت قد أطلقت سراحهم، أو قدمتهم للنيابة بتهمة إثارة الشغب.

ويسود تخوف في الشارع المصري من زيادات مرتقبة في الأسعار مطلع شهر يوليو المقبل ، حيث من المتوقع أن يتم رفع شريحة أخرى من دعم الوقود والكهرباء استجابة لروشتة صندوق النقد الدولي ، وهو ما يمكن أن يقود إلى موجة جديدة من ارتفاع الأسعار ، وربما يثير قلاقل وتوترات شعبية.

واستباقا لهذه الموجة التي يخشى الطرفان من آثارها – السلطة والشعب - شهدت أسعار المنتجات والسلع الغذائية والياميش والدواجن واللحوم ارتفاعا كبيرا مع حلول شهر رمضان المبارك.

وأعرب معظم المواطنين عن استيائهم الشديد من ارتفاع الأسعار المستمر، معلنين أنهم يلجأون للشراء من المجمعات الاستهلاكية وسيارات الجيش ووزارة الزراعة لانخفاض أسعارها وتوافر منتجات كثيرة ومتعددة بها.

وأكد الباشا إدريس، عضو مجلس إدارة غرفة القاهرة التجارية، إن التجار يستوردون الياميش من الخارج،ويتحكمون بأسعاره بسبب سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري، منوهاً إلى أن شهر رمضان ترتفع فيه الأسعار مقارنة بباقي شهور العام.

وأكد أن أسعار السلع الغذائية برمضان هذا العام، شهدت ارتفاعات كبيرة مقارنة بالموسم الماضي، والسبب يعود لارتفاعات أسعار الدولار وتسبب ذلك في نقص المعروض من السلع بنسب متباينة وارتفاع أسعارها.

وأكد محمود عسقلاني رئيس مجلس إدارة جمعية مواطنون ضد الغلاء أن ارتفاع أسعار السلع الغذائية هذه الأيام أربك حسابات جميع الأسر المصرية.آآ 

وأكد عسقلاني أن بعض التجار يستغلون شهر رمضان لزيادة الأسعار،وأنه بدلا من الشراء من التجار والمعاناة من جشعهم يطالب المواطنين بالشراء من المعارض والمجمعات الاستهلاكية في كل فروع الجمهورية التي تطرح السلع الغذائية بأسعار مخفضة.

وقالت جيهان محمد، تعمل مدرسة: الأسعار نار يا حكومة والدخول معدومة، الأسعار ترتفع ومفيش حاجة بترجع تقل تانى”.

وأضافت بصراحة بقينا نشترى من السيارات المتنقلة ومنافذ وزارة الزراعة لأن أسعارها أقل ومنتجاتها مضمونة وسليمة، لكن مازالت أسعار اللحوم في ارتفاع وفى حالة عدم وجود سيارات الجيش نشترى من التجار الجشعين وكذلك الخضروات لا تتوافر بالسيارات والتجار متحكمين في أسعارها بشكل كبير.

وتقول الحاجة سميرة – ربة منزل "فوجئت بأسعار السلع الرمضانية، وقررت فى رمضان هذا العام الإقلال من شراء السلع غير الضرورية كالبلح وجوز الهند والزبيب والمكسرات، واكتفى بشراء السلع الأساسية وفقا للاحتياجات الضرورية فقط"

وأضافت "أن الزيادات طالت كل السلع حتى المشروبات الرمضانية .

وقال الحاج كارم الغندور تاجر إن الياميش هذا العام متوفر بكميات مناسبة وأسعارها متفاوتة ومعقولة وهناك منتجات أقل من العام الماضي ،مشيرا إلى أن سبب ارتفاع الأسعار يرجع إلى ارتفاع الجمارك على الياميش المستورد بالإضافة إلى حالة الحرب التي تعيشها سوريا، ولذلك ضعف الإنتاج الذي كان يعتبر مصدرا أساسيا لواردات مصر من الياميش.

وأضاف"أننا لجأنا هذا العام إلى إعداد عبوات قليلة الوزن بداية من الربع كيلو وتغليفها وتجهيزها حيث يمكن للمشترى أن يأخذها ويشترى من كل الأصناف ولكن بكميات قليلة".

-----------

الموضوع منشور في العدد الأسبوعي من المشهد

آ