30 - 06 - 2024

بعد 100 يوم من انطلاقها|"شاملة سيناء" تقترب من الإجهاز على الإرهابيين

بعد 100 يوم من انطلاقها|

- انحسار كامل لنشاط الجماعات المتطرفة والاكتفاء بالمواجهات غير المباشرة

- طلعت مسلم: الجيش لن ينهي العملية إلا بعد تحقيق أهدافها

بينما لا تزال تحقق (العملية الشاملة 2018) في سيناء نتائج مقبولة على الأرض منذ أطلقتها القيادة العامة للجيش في فبراير الماضي، إذ نجحت في محاصرة الإرهاب وتضيق الخناق على الجماعات المتطرفة وقطع خطوط الإمداد البرية والبحرية، ظل التساؤل الأهم للجميع متى يعلن الجيش تطهير سيناء من تنظيم "داعش" الإرهابي.

الناطق العسكري العميد تامر الرفاعي قال خلال إحدى المؤتمرات الصحفية عن نتائج العملية شاملة، "قواتنا على الأرض تسيطر على كل شبر في سيناء. لكن من المتوقع أن تقع عمليات إرهابية".

العميد طلعت مسلمآآ  قال لـ"المشهد": "العملية الشاملة تشارك فيه جميع أفرع القوات المسلحة. إنها ممتازة وتحقق نجاحات غير مسبوقة على الأرض"، وتابع: "أنظر إلى تناغم القوات على الأرض والقدرة على التنسيق وتبادل المعلومات وسرعة الحركة والتعامل مع الأهداف المعادية".

أضاف العميد المتقاعد، أنه قد يكون سابق لأوانه الحديث عن انتهاء المعركة، لكون القيادة العامة تضع جملة من الأهداف التي تسعى لتحقيقها من العملية، ولن تسحب القوات إلا إذا تحقق جميع تلك الإهداف. ولفت إلى أن صعوبة العملية تكمن في كون العدو الإرهابي غير واضح على الأر ض ويتخفى بين المدنيين. وقال: "لولا تلك الاستراتيجية الجبانة لأنهى الجيش الأمر في أيام لكنه يتحسب بشدة خوفا على المدنيين الأبرياء".

أما خبير حركات الراديكالية، القيادي السابق في تنظيم "الجهاد"، نبيل نعيم قال لـ"المشهد": "الجيش وحده هو من يملك إعلان انتهاء فعاليات العملية الشاملة. لا يجب استعجاله الأمور الميدانية في سيناء تتحسن والإرهاب ينحسر".

لفت نعيم أن التنظيمات الإرهابية النشطة في سيناء هما "ولاية سيناء الفرع المصري لتنظيم داعش" و"جند الإسلام الذي يتبع القاعدة". وتابع: "الأخير نشاطه محدود ويكاد لا يذكر وتعداد عناصره لا تتجاوز 300 شخص. منذ أعلن الجيش انطلاق العملية الشاملة وهو متواري عن الأنظار حتى توقف عن إصدار البيانات ".

أوضح نعيم أن تنظيم "ولاية سيناء" لم يعد قادراً على القيام بأي عمليات على الأرض في الوقت الحالي. أضاف: "خطوط الإمداد مقطوعة والدعم اللوجستي الذي كان يأتي للتنظيم من غزة تلاشى. التنظيم في أشد فترات ضعفه لكن لا يمكن الجزم بانتهائه على الأرض".

أشار خبير الحركات الإسلامية إلى أن دليل انتهائه هو حل التنظيم والتوقف تمامًا عن القيام بأي عمليات إرهابية، والاكتفاء بإصدار بيانات كل حين وآخر من بعض العناصر الشاردة كمحاولة لإثبات الوجود.

وعن نشاط التنظيم الميداني حاليًا، قال نعيم التنظيم يكتفي بالحرب غير المباشرة. تقوم على سياسة زرع الناسفات في طريق سير المركبات وكذلك القيام بعمليات قنص للجنود، موضحًا أن التنظيم لم يتمكن من القيام بعمليات كبيرة مثل التي قام بها في وقت سابق، والتي قام بها أخيرًا تمكن الجيش من صدها.

ناشط سيناوي قال لـ"المشهد" الأوضاع على الأرض من الناحية الأمنية تتحسن تدريجيًا لكن لا يمكن القول أنها في ذروتها، وتابع: "الأوضاع المعيشية في العريش والشيخ زويد ورفح ووسط سيناء صعبة للغاية الكهرباء تنقطع لساعات طويلة إلى جانب شح السلع من الأسواق والمتاجر".

وبحسب معنيين بسير العمليات ظهرت عناصر تنظيمات الإرهاب فى أضعف صورها سواء من جهة تخليهم عن مواقعهم بسرعة وفرارهم من ميدان المعركة، أو فقدان قدراتهم المسلحة فلم يبق لهم أثر أو تواجد منذ انطلاق العملية العسكرية، فيما تواصل القوات البرية عمليات التمشيط لملاحقة العناصر الإرهابية التى تبحث عن مأوى تفر إليه من المعركة.

تمكنت العملية الشاملة من استهداف مقرات التنظيم الارهابى ومخازن الأسلحة والذخيرة وسيارات الدفع الرباعى، بالإضافة الى المركز الاعلامى الخاص بالتنظيم وعمود الارسال الذى يربطآآ  اتصال العناصر الارهابية بعضهم البعض بواسطة أجهزة اللاسلكى.

ومن أهم نتائج العملية الشاملة هو اعتمادها على إحداثيات دقيقة لأماكن تجمع العناصر الإرهابية، فضلاً عن القيادات الخطرة، الأمر الذي أمكن من استهدافهم.

خلال منتصف أبريل الماضي أعلن الجيش قتل القيادي الداعشي ناصر محمد أبوزقول ، من مواليد ١٩٨٠، في منطقة "نخل" فى وسط سيناء، وأحد المتهمين فى قضية "هجمات طابا وشرم الشيخ"، التى وقعت فى ٦ أكتوبر ٢٠٠٤.

في ديسمبر 2006 ، حكمت محكمة مصرية على ناصر أبو زقول بالسجن لمدة 10 سنوات غيابيًا بتهمة التورط في تفجيرات طابا.

خلال هذه الفترة أيضًا، تعرف أبوزقول على القيادى شحتة فرحان خميس المعاتقة، أحد قيادات ما يعرف باسم "أنصار بيت المقدس"، وظل في التنظيم لفترة حتى تم تعيينه قاضيًا شرعيًا للتنظيم، ثم مسئولًا عن الدعم اللوجستى والتمويل.

اختفى بعدها عن الأنظار، ولم يعد يلتقى به أى من العناصر التى تتحرك بشكل مستمر أثناء المواجهات الامنية، وظل مجهولًا للجميع، نظرًا لحرصه الكبير فى تحركاته، وقلة المعلومات الواردة عنه، حتى ظهر مع خبر مقتله على يد القوات المسلحة، ولعل ذلك ما جعل حسابات التنظيم الإرهابى على مواقع التواصل الاجتماعى بإطلاق لقب "الشهيد الخفى".






اعلان