30 - 06 - 2024

"الوحوش النبيلة" تروي حصار الإرهاب ودحره.. وتنظيف سيناء من الأفاعي وخفافيش الظلام

  • "المشهد" في ساحة القتال لرصد معركة الوطن ضد قوى التطرف والإرهاب
  • الإرهاب تحت مقصلة قواتنا المسلحة.. وسيناء تطهر من "الأنجاس"
  • الإرهاب يدخل مرحلة الموت "الإكلينيكي".. و99% نسبة التطهير بوسط سيناء
  • أبطال الكمائن: أرضنا عرضنا وشرفنا مش ها نسيبها إلا لما نطهرها من الخونة
  • أهل عروس يرفضون زواج أبنتهم قبل انتهاء العملية الشاملة.. وقالوا: بلدنا أهم
  • جندي مقاتل بطل: نفسي أكل الإرهابيين بأسناني وأموتهم لكن التعليمات تجبرنا على التعامل معاهم بشكل إنساني
  • الجيش ينتشر في ربوع سيناء ويصطاد الإرهابيين من الجحور

المراسل الحربي - رامي إبراهيم

فى واحدة من أهم الجولات الميدانية لنا "المشهد" تخترق الأسلاك الشائكة في المعركة الشاملة سيناء 2018، بنطاق الجيش الثالث الميادني، والتي من خلالها رصدنا قصصا بطولية لمقاتلين قواتنا المسلحة في هذه المنطقة، ضد قوى التطرف والإرهاب الإسود الذي يسعى للنيل من أمن واستقرار وسلامة البلاد، وبدأت رحلة العمل التي كانت أشبه بالمغامرة بزيارة الكمائن الثابتة والمتحركة، لنعرف من خلالها مدى استعدادها للمواجهات مع العناصر التكفيرية وجاهزيتهم القتالية.

وعند زيارتنا لبعض الأكمنة في قطاع وسط سيناء، وجدنا وحوشاً من ابطال قواتنا المسلحة تسيطر على الطرق والمدقات والممرات تلتهم الأعداء، وتقضي عليهم، وتتمتع هذه الوحوش بنبل الأخلاق والتعامل بإنسانية مع المارة من المواطنين ويحمون ممتلكاتهم سواء كانوا مترجلين أو بعرباتهم، وهناك كان لنا لقاء مع الجنود والضباط، وفوجئنا خلال محاورتهم بروح معنوية وقتالية عالية، ويباشرون عملهم كخلية نحل.

كما وجدنا جنود مقاتلين أبطال لا يهابون الموت سعداء بوجودهم في العملية الشاملة، وللحقيقة كانت الدموع تنهمر من يعني وأنا أسمع أولاد مصر البسطاء من الجنود يقولوا يا أستاذ "أرضنا عرضنا وشرفنا، مش ها نسيبها إلا لما نطهرها"، اطمأن قلبي أن النصر حليفنا لا محالة وليس في معركتنا ضد الإرهاب فحسب بل في أي حرب نخوضها ضد أي عدو، لأن لدينا أبطال مستعدين للشهادة في سبيل الوطن.

وفما رأيته من حياة قاسية لأبطالنا هناك حيث لا وسائل تواصل اجتماعي ولا أنترنت ولا تليفونات، ولا غيرها من مباهج الحياة التي يتمتع بها أهل الوادي في مختلف محافظات مصر، فكل شئ نهاك بحساب وبمواعيد وبضوابط واحكام، النوم المأكل الحركة، ما رأيناه هناك يؤكد أن لدينا أبطال يبذلون الكثير ويضحون بكثير من مباهج الحياة حتى ننعم نحن.

بدأنا بـ كمين ثابت غرب جبل الحلال بمنطقة الحسنة بوسط سيناء، كان وجهتنا في اليوم الأول يصل إلى جبل الحلال، تعايشنا مع أبطال الكمين، قادة وجنود وضباط وصف ضباط، وجميعهم على قلب رجلا واحد وفي يقظة تامة مستعدين، لأمرين لا ثالث لهما اما النصر والقضاء على الإرهاب أو الشهادة في سبيل الوطن.

بداية قال أحد القادة بنطاق عمليات الجيش الثالث، إنه يتم إعداد الضابط والجندي كمقاتل وليس مجند عادي، من خلال تدريبة وتأهيله بدنيا ونفسيا على جميع أنواع القتال وكيفية استخدام الأسلحة الحديثة والمتطورة والتعامل معها، إضافة الى كيفية التصدي لجميع الموجهات مع العدو، والقيام بمهامه المكلف بها على أكمل وجه.

وتابع للجندي في الكمين حياة تختلف عن غيرها من المدنيين، لأن عمله متصل، منذ الاستيقاظ على مدار اليوم بجدول خدمة الحراسة، والطوابير الرياضية وغيرها من الأعمال بالإضافة لصيانة سلاحه بشكل دورى.

ولفت إلى أن تكمن أهمية الأكمنة، في السيطرة على الطرق وتأمينها وإخضاعها لعدة إجراءات أمنية لقطع الإمداد والتموين عن العناصر الإرهابية، بالإضافة لمنعهم من محاولات زرع عبوات ناسفة على الطرق.

كما أن التدريب والتطوير المستمر للفرد المقاتل، والمعدة، والأسلحة وتغيير أسلوب الكمائن على الطرق ساعد في حصار العناصر التكفيرية، بالإضافة إلى المساعدة في عمليات المداهمة والتمشيط، إضافة الى عملية المراقبة والمتابعة الدقيقة ليلا ونهارا.

جندي مقاتل بطل، من محافظة سوهاج، يقول إن خدمته كانت في نطاق محافظة السويس، وطلب من قادته أن يسمحوا له بالانضمام للعملية الشاملة سيناء 2018، لمحاربة الإرهاب، مؤكدا أنه يشعر بالفخر والعزة منذ انضمامه لصفوف القوات المسلحة، كما أنه استفاد الكثير منذ قدومه.

يضيف البطل المقاتل : أنا مش أقل من زملائي اللذين استشهدوا في المواجهات مع التكفيريين، ومنهم من هو دفعتي وايضا من هو صديق لي، وأتمنى أن انتقم لهم جميعا، قائلا: أتيت للمنطقة وعارف أن ممكن ما أرجعش، لكن مستعد للشهادة بكل فخر وعزة، وأهلي ليهم ربنا يتوالهم، فهو رحيم بعباده ونحن نجاهد في سبيلة نحن في طريق الحق.

ويتابع اول لما بستلم السلاح باقسم بالله، أني ما اتركه حتى الموت، وبنام وسلاحي في أيديا، مضيفا أنه شارك في عمليات مداهمة واشتبك ضمن القوات مع العدو، وكان ضمن عملية تم فيها القبض على ٤ تكفيريين، مؤكدا كان نفسي أكل الإرهابيين باسناني وأموتهم لكن التعليمات تجبرنا على التعامل معاهم بشكل إنساني، وحسب تعليمات الإسلام، بالإضافة الى أن هناك قضاء يحدد مدى أدانتهم.

ومن المواقف الصعبة التي مرت علىه يقول الأصعب هي تحويل الفرد الملكي إلى جندي مقاتل مفكر، يلتزم بتعليمات ومواعيد محددة في النوم والاستيقاظ، والتحمل والصبر، مؤكدا أنه منذ دخوله الجندية أصبح إنسان مختلف تماما عما كان عليه قبل انضمامه لصفوف القولت المسلحة.

ووجه المقاتل البطل كلمة للعالم قال فيها "لسنا قوما مغرورين لكن حكم علينا الزمن أن نكون سادة العالم كله كما وجه نداءا لشباب مصر قال فيه شاركونا الأحساس الجميل بالخدمة في الجيش، واللي ما يغيرش على بلده وجيشه، ما يغيرش على عرضه.

وفي نفس السياق، يقول رقيب مقاتل بطل، بدأت خدمتي في القوات المسلحة منذ اكثر من 10سنوات، واسعدني الحظ بالمشاركة في العملية الشاملة سيناء 2018، وأنا ضمن القوات المسئولة عن تأمين المنطقة لمنع تسلل العناصر الإرهابية منآآ  الوسط إلي الشمال أو الجنوب، مؤكدا أنه يتم التفتيش الدقيق للسيارات والاستعلام عن المارة حتى نمنع الدعم عن التكفيريين.

مواقف صعبة..

وأبدى المقاتل البطل استعداده للبقاء في الخدمة حتى يتم القضاء على الإرهاب والثأر لزملاءه اللذين استشهدوا، قائلا: جميعا هنا أخوة ونتعامل كرجل واحد لأن جيشا يختلف عن كل جيوش العالم فهو من الشعب وللشعب.

ومر البطل، بعدة مواقف بعضها صعب والأخر إنساني وطريف، ويدل على مدى وعي الشعب، حيث قال: كان معايا عسكري خاطب، وعندما طلب من أهل العروسة عقد قرانه وزفافه وهو في الخدمة، رفضوا أهل العروس وقالوا له بلدك أهم خلص جيشك واخدم بلدك على أكمل وجه وأبنتنا ها تستناك.

وايضا مرت عليا مواقف صعبة منها كنت مكلف بمهمة في جبل الحلال قمت بتنفيذها مع القوات، وبعد عودتي، علمت أنه العناصر التكفيرية فجروا مركبة كان يستقلها ستة من زملائي بعبوة ناسفة أسفر التفجير عن استشهادهم جميعا، وكان هذا من أصعب المواقف التي مرت عليا، إضافة إلى موقف إنساني أخر زميل صف ضابط توفى والده، فبدلت أجازتي معه، حتى يحضر الدفنة والجنازة.

وطالب، المقاتل البطل، الشباب بالتفكير والإدراك الجيد لكل ما يحيك لمصر من مؤامرات المخاطر كبيرة وعليهم أن يقفوا بجوار بلدهم، وعدم الاستجابة للأفكار الهدامة.

من جهته يقول جندي آخر، حاصل على بكالوريوس تربية نوعية : أنا في الخدمة منذ أربعة أشهر، وأشعر أن وجودي في الجيش سيكون علامة ميزة في حياتي تدفعني إلى الأمام، من خلال تعلم الكثير منها التحكم بالنفس والصبر والانضباط.

يؤكد عريف مقاتل بطل أخر من المنصورة، انه في الخدمة منذ سنة ونصف، وأن الجيش كان بالنسبة له مدرسة جديدة تعلم منها الكثير، من خلال المواقف التي مر بها الصبر وعدم الخوف، والتحمل،آآ  وكيفية الاعتماد على النفس، إضافة الى الصحبة والمحبة والتعاون مع زملاء الخدمة.

عريف مقاتل بطل أخر، أنا بخدم في الجيش منذ عامين ونصف العام وهو أحد أفرد تأمين الكمين، مؤكدا أن القوات غلى استعداد وجاهزية للتعامل مع أي عداءيات، ولا نهشى الموت في سبيل الوطن.

وتابع نشتبك مع العناصر الإرهابية بكل روح فداءية، فلن نترك لهم شبرا من أرضا ولن نجعلهم ينعمون بعيشتهم، قاءلا إن العناصر التكفيرية حبانة وتخشى المواجهة المباشرة وبعضهم بيتخفى في زي النساء، أو سط الأهالي، ولكن سرعان ما يتم اكتشافهم والتعامل معهم.

جندي مقاتل آخر من الجيزة، يعمل على المدفعية، يقول أتيت ألى سيناء لأخذ ثأر شهداء الوطن، من التكفيريين، ولن نعود قبل ان نطهر هذه الأرض من الإرهاب، مضيفا أنا سعيد بالمشاركة في العملية الشاملة سيناء 2018.

وأعلى تبة عالية بها كمين مجهز بأحدث الأسلحة والمعدات للتصدي لأي عداءيات أو هجوم إرهابي، التقينا مع جندي بطل مقاتل، في الخدمة منذ عام ونصف، يعمل بسلاح المدفعية، قال سعيد بمشاركتي في العملية الشاملة، واعتبرها من اهم الأعمال التي قمت بها حيث ستكون معركة مشرفة للتاريخ.

وأوضح أنه مستعد للشهادة في سبيل الوطن، ولأجل زملاؤه في اللذين استشهدوا في العمليات الإرهابية والتي يعتبرهم بمثابة الأخوة، قائلا : أنا زعلان عليهم ونفسي اجيب حقهم.

وعند سؤاله، هل أنت متجوز ولا لسه؟ رد قائلا: جواز أيه أنا مش متجوز ومش عايز اتجوز قبل ما أخلص خدمة علشان أعرف أجيب حق زملاءي، وانا لو متجوزتش في الدنيا ها اتجوز في الأخرة، يا أستاذ "مصر أبدى".

يوضح جندي مقاتل بطل في العملية الشاملة أنه سعيد بمحاربة الإرهاب والمشاركة في القضاء عليه لما يشهده في الجماعات التكفيرية من عدوانية وجبن وغدر، قائلا الإرهابيين عدوانيين لأقصى درجة.






اعلان