17 - 08 - 2024

تعرف على العالم المصري الذي نعاه علماء العالم ولم يسمع به المصريون

تعرف على العالم المصري الذي نعاه علماء العالم ولم يسمع به المصريون

قبل أيام رحل العالم المصري الكبير الدكتور عادل محمود، ونعاه العالم بسبب إنجازاته التي قدمها للبشرية وأنقذت الملايين، لكن رحيل الرجل عن عالمنا لم يكن له أي صدى في مصر المشغولة بنقاش حاد حول رحلة الفنانين والإعلاميين لمساندة منتخب مصر في كأس العالم

ونعت كتير من الشخصيات المؤثرة حول العالم الدكتور عادل محمود ، وربما كان أشهر من نعوه بيل جيتس الذي كتب يقول إن "العالم فقد أحد أعظم صناع التطعيمات في عصرنا"

فما قصة ذلك العالم الفذ الذي لا نعرفه؟

- ولد فى القاهرة في 24 أغسطس 1941 لأب يعمل مهندسا زراعيا، توفي الأب حين كان ابنه يبلغ من العمر عشر سنوات بسبب التهاب رئوي، وأم لم تكمل تعليمها بسبب رفض أخيها في ذلك الوقت دخول كليه الطب.

درس في كلية الطب جامعة القاهرة، وتخرج فى سنة 1963.

بعد هزيمة يونيو 1967 حصلت موجة من هجرة الشباب المصري، فهاجر د.عادل سنة 1968 إلى لندن حيث درس فيها وحصل على دكتوراة من كلية لندن للصحة وطب المناطق الحارة

بعد ذلك انتقل إلى أمريكا وأكمل عمله البحثي في جامعة كيس ويسترن ريزيرف Case Western Reserve ، وترقى حتى ترأس قسم الطب في الجامعة في الفترة من 1987 إلى 1998

شغل منصب رئيس الجمعية الدولية للأمراض المعدية من 1990 إلي 1992، وعمل مستشارا لأكبر مؤسسات وشركات الأبحاث الدوائية فى العالم، كما عمل كمستشار لمنظمة الصحة العالمية.

عمل كرئيس لشركة ميرك أحد أكبر واقدم شركات الأدوية العالمية من 1998 إلى 2006، وأثناء عمله فيها حقق انجازاته الشهيرة .. حيث طور لقاحا (تطعيما) ضد" فيروس الورم الحليمي البشري – hpv " المسبب لسرطان عنق الرحم، وهو أحد اخطر الأمراض التى كانت تهدد حياة الأمهات حول العالم، كما طور لقاحا يمنع عدوى فيروس الروتا – Rota virus ، وهو فيروس يصيب الأطفال الرضع ويسبب الموت

كما ساهم فى تطوير عدد من اللقاحات لمكافحة أمراض الحصبة، النّكاف، الحصبة الألمانية، جديري الماء، القوباء المنطقية

بعد تقاعده فى عام 2006 تفرغ للتدريس فى جامعة برينستون وعمل محاضرا فى قسم البيولوجيا الجزئية فى الجامعة.

كما عمل في مجال السياسات الصحية وكتب فيها أبحاث مهمة، وعمل كأستاذ للسياسات الصحية فى كلية ودرو ويلسون للسياسات العامة والدولية.

شارك الدكتور عادل مع زملائه في السعي لإيجاد تمويل عالمي لمكافحة فيروس الايبولا الذى ظهر فى غرب افريقيا فى عام 2014.

ويمثل البروفسير عادل محمود واحدا من نماذج مصرية استطاعت أن تصنع لها مكانة عالمية مما يدل على أن توفير البيئة المناسبة والامكانات، وزيادة الانفاق على البحث العلمي فى مصر يمكن أن يحافظ على الكفاءات، لكن البيروقراطية وسوء الادارة وغياب إرادة سياسية للاهتمام بالبحث العلمي يعوق الاستفادة من أغلى ثروات مصر وهي ثرواتها البشرية 

رحل هذا العالم الجليل فى صمت دون أن يحصل على التقدير من بلده، لكن عزاءنا انه حصل على تقدير العالم كله.

------------------------

نقلا عن صفحة الموقف المصري.