17 - 07 - 2024

ستراتفور:"ماذا لو قررت امريكا الاعتراف بجولان اسرائيلي؟"

ستراتفور:

تساءل تقرير صادر عن مركز ستراتفور الأمريكي للدراسات الأمنية الاستخباراتية، حول "ماذا إذا قررت الولايات المتحدة الاعتراف بمطالبة إسرائيل بمرتفعات الجولان، الأمر الذي سيجبر امريكا على تغيير مسارها بشكل جذري".

وأوضح التقرير أن هذا القرار سيكون له معنى مختلف عن القرار الدبلوماسي الأخير الخاص بنقل سفارتها إلى القدس، حيث سيمثل هذا القرار تقويضا للمعايير الدولية المعترف بها والمتمثلة في "عدم تزكية الأرض المنتزعة بالقوة"، وهي الخطوة التي سيكون لها تبعاتها الكبرى ليس فقط حول كيفية التعامل مع الأراضي المتنازع عليها، ولكن أيضا حول ماذا يمكن للبلدان انتظاره من بعضها البعض عند هذه لمرحلة من التاريخ.

لن يذهب المجتمع الدولي إلى تأويل الاعتراف الأمريكي بمرتفعات الجولان على أنه بمثابة دعوة للعودة إلى زمن ما قبل معاهدة وستفاليا لسنة 1648، عندما كان الملوك والأباطرة يستولون على الأراضي التي يقدرون عليها بحد السيف، لكن قرار واشنطن سيعقد النزاعات الحدودية القائمة الأخرى، فروسيا تتمنى لو استطاعت إضفاء الشرعية على احتلالها القرم من خلال مساومة دبلوماسية كبرى مع الغرب، وسترى بأن تلك المقاربة أقرب إلى النجاح إذا مضت الولايات المتحدة قدما في الاعتراف بمرتفعات الجولان.

 كما رفضت الصين الأحكام الدولية الصادرة ضد بنائها لجزر في بحر جنوب الصين، معللة ذلك بأن المؤسسات الدولية تخضع لتأثير قوى معادية لصعود الصين، ولكن باعتراف امريكا بجولان اسرائيلي سيشجعها ذلك على الاعتقاد بأنها إذا انتظرت مدة كافية في بحر جنوب الصين سيتم الاعتراف بمطالبها.

وستتشجع بعض البلدان على إجراء تحركات عسكرية أكثر عدوانية لأنها ستكون أقل تخوفا من تدخل الولايات المتحدة. والفرصة في تفادي التورط الأميركي تتمثل في مناشدة الزعماء الذين يعتقدون في قدرة القوة العسكرية على حل نزاعاتها أو الإلهاء عن المشاكل الداخلية.

ويؤكد خبراء ستراتفور أنه إذا استمرت الولايات المتحدة في تبني الموقف القائم على الانحياز من خلال الاعتراف بأن مرتفعات الجولان "أرض إسرائيلية"، سيعني ذلك أن الأرض يمكن بيعها ومقايضتها مثلما تقتضي الوضعية، وهذا يعني أن حرمة الحدود ليست مبدأ له عائد قوي كفاية.