16 - 08 - 2024

اقتراح بتطوير التعليم في استراليا بتدريس الموت في المناهج الدراسية

اقتراح بتطوير التعليم في استراليا بتدريس الموت في المناهج الدراسية

قدمت الجمعية الطبية الأسترالية، مشروع اقتراح الى السلطات التعليمية، في ولاية كوينزلاند، الاسترالية، يحث على تطبيق منهج دراسي يساعد الأطفال على التآلف مع فكرة الموت، واستقبالها والتعامل معها بشكل أكثر راحة، فيكون جدول الحصص محتوي على مواد كالعلوم والتاريخ والرياضيات والموت.

وتهدف الجمعية أن يألف الشباب أكثر الحديث عن نهاية الحياة، يقول الأطباء أن التطور في علوم الطب والذي أدى إلى شريحة كبيرة من كبار السن، سبب زيادة في عدد الأسر التي تواجه أسئلة صعبة بشأن أقاربها من كبار السن، وكيف سيواجهون أيامهم الأخيرة.

ومن المعلوم أن الحديث عن الموت، حديثا غير مألوف وغير محبب للنفس، بل وقد تتحفظ كثير من الأسر على فكرة تعليم اطفالها منهج الموت، لكن الأطباء يقولون إنه إذا درست القوانين والقيم التي تتعلق برعاية الكبار، وبالموت الرحيم، في فصول التعليم، فسوف تخفف من "صدمة" مثل تلك القضايا، وقد تساعد الناس على اتخاذ قرارات مبنية على معلومات صحيحة.

ويقول دكتور ريتشارد كيد، الممارس العام في كوينزلاند، إن الشباب وصغار السن قد يجدون أنفسهم في مواقف يضطرون فيها إلى اتخاذ قرارات تتعلق بكيفية علاج أقاربهم في أيام موتهم، وهذا الأمر يتطلب أن يتأهب الصغار والشباب لموضوع الموت، موضحا "رأيت أناسا في سن 21 وضعوا في هذا الموقف الذي يجب فيه قانونيا أن يقرروا مصير ذويهم، ونقص المعرفة عاملا يزيد من الحاجة إلى تعليم هذه الأمور، خاصة فيما يتعلق بكيفية التصرف بطريقة تكون في صالح ذويهم، وفيها التزام بالقانون".

وأشار إلى أن المحرمات حول الموت تجنب الأسر مناقشة الموضوع حتى يفوت الأوان، ولا يعرف معظم الناس كيف يريد أقاربهم أن يعاملوا إذا وقع سوء، "لهذا نريد أن نبدأ في إعداد الشباب ونعينهم على إجراء مناقشات صعبة مع ذويهم".

وقد تتضمن "دروس الموت" الجانب القانوني لما تعنيه "القدرة" العقلية والجسمانية، وكيف تكتب وصية، وخطة رعاية مسبقة، والعمليات البيولوجية للوفاة والموت.

ويقول دكتور كيد إن دروس الموت ستساعد بلدانا مثل أستراليا، والولايات المتحدة، وبريطانيا، في اتباع نموذج المكسيك، حيث يعد الموت عنصرا مهما في الثقافة، بلويتم الاحتفال به في مناسبة تسمى "عيد الموتى"، وهناك دعاوى إلى أن يكون الحديث عن الموت جزءا من الثقافة العامة، ومثال ذلك إيرلندا، حيث تكون التجمعات التي تتم عقب الوفاة "مناسبات سارة".

ويقضي معظم الأستراليين نحبهم في المستشفيات، لكن كثيرا من الناس يقولون إنهم يفضلون الموت في البيت بجانب أسرهم، ويقول دكتور كيد "هناك 15% فقط يموتون في منازلهم، لكن حالة الأغلبية هي الرغبة في الموت في منازلهم، وليس في المستشفى، إذا تمكنوا فقط من الإعداد لذلك".

كان من الطبيعي قبل 100 عام أن يموت الشخص في بيته، لكن التقنيات الطبية الحديثة سمحت بإطالة المدة التي قد يقضيها البعض في المستشفيات، وإن كان المريض لا يتمتع بحياة جيدة، ويقول كيد "قد يقرر الناس ذلك في مرحلة من حياتهم، يريدون فيها الموت في منازلهم براحة، بدلا من أن يظلوا في المستشفى".