26 - 06 - 2024

اليماني للحوثيين "نفوذ ايران يتراجع فلا تنتظروا منها دعم وانتهزوا فرصة السلام "

اليماني للحوثيين

نصح وزير الخارجية اليمني، خالد اليماني، من خلال تصريحات له ادلى بها لوكالة الأنباء الألمانية، بالتوقف عن انتظار الدعم من ايران، واغتنام الفرصة الراهنة للسلام "لأنها قد تكون الفرصة الأخيرة"

وأوضح اليماني للوكالة، أنه "رغم نقضهم لكل العهود والاتفاقيات، إلا أننا لا نزال نمد أيدينا بالسلام ونقول للحوثيين، توقفوا عن انتظار الدعم من الخارج لأنه لن يأتي بعد الآن، وندعوهم للتعامل الجدي مع مقترحات المبعوث الأممي لليمن، مارتن غريفيث، في ضوء قرارات مجلس الأمن بشأن الحديدة، فقد تكون تلك فرصة أخيرة، ونقول لهم قواتنا تتقدم، وإذا كنتم لا تزالون تعولون وتنتظرون الدعم من إيران فهذا وَهم وحلم عليكم الإفاقة منه".

واستطرد موجها خطابه للحوثيين "إيران اليوم غير إيران الأمس، فلم يعد باستطاعتها أن تتقدم خطوة واحدة، فهي تتقلب ما بين التصعيد الأميركي والإقليمي ضدها، وبين نار الاحتجاجات الداخلية المتصاعدة على إثر تدهور الأوضاع المعيشية للمواطن الإيراني، الذي تنفق قياداته المليارات من أمواله على التدخل والتخريب بدول الجوار فضلا عن دعم الانقلابين بها وتسليحهم".

وحول التصريحات الإيرانية بشأن قدرتها إغلاق مضيق هرمز، أمام شحنات النفط، حال مضت واشنطن في إجبار الدول على وقف شراء النفط الإيراني، وصفها بأنها "تصريحات تضر أكثر مما تنفع"، مؤكدا "لا يمكن لأحد أن يتصور أن المجتمع الدولي سوف يسمح بإغلاق ممر مائي تمر به شحنات النفط ، ولا بأي شكل من التعطيل لمسار هذه الشحنات، وإذا نفذوا تهديداتهم فإن هذا قد يكون بداية النهاية الفعلية للقيادة الإيرانية التي لا تهتم إلا بسياساتها التوسعية المذهبية".

وعلق على نتائج مفاوضات المبعوث الأممي مع الحوثيين، قائلا"للأسف، حتى الآن لم تسفر مفاوضاته معهم عن أي طرح جدي يمكن البناء عليه، رغم كل ما يبديه الرجل من تفاؤل، لقد قدم لهم خطة لتجنيب مدينة الحديدة أي معارك مسلحة خلال تقدم قوات الحكومة اليمنية، وقوات دول تحالف، الخطة من أربعة بنود، في مقدمتها وأبرزها ضرورة الانسحاب الكامل لميلشياتهم من المدينة، إلا إنهم تجاهلوا هذا البند وغيره، ووافقوا فقط على بند يقضي بالإشراف الأممي فنيا ولوجستيا على إيرادات الميناء"، موضحا "ميناء الحديدة يعد الرئة والشريان الحيوي الذي يتنفس ويتغذى منه الانقلابيون، فعبره يتلقون السلاح والمساعدات المختلفة من إيران، ما يطيل أمد الحرب، كما أن الميناء يعد قلب الملاحة بمنطقة في البحر الأحمر".

وأضاف أن الحوثيين "لطالما استفادوا من وجودهم بالحديدة بتهديد سير الملاحة بالمنطقة وسرقة واستغلال واحتجاز السفن المارة ونهب المساعدات التي تصل له والمخصصة لكل اليمنيين والمتاجَرة بها بالسوق السوداء، ومن ثَم فإنهم يرفضون مطلقا فكرة التخلي عن وجودهم به، ومع اقتراب قوات الشرعية قاموا بتلغيمه عبر زراعة الآلاف من الألغام البحرية المحرمة دوليا".

وردا على تساؤل حول ما يتردد عن عدم وجود موافقة كاملة من قبل الحكومة اليمنية على خطة غريفيث بشأن الإشراف الأممي إلى جانب الحكومي على الميناء، أجاب :"لا نمانع بوجود نوع من الحضور الأممي في الميناء للإشراف والمساعدة الفنية لتشغيله واستعادة طاقاته التشغيلية التي عطلها الحوثيون منذ السيطرة عليه عام 2014، فهذا من شأنه أن يسهم في إيصال المساعدات، ونحن بالطبع ندعم وصولها لجميع اليمنيين حتى المتواجدين منهم بمناطق سيطرة الحوثيي، المهم هو ألا يظل الميناء معبرا لوصول السلاح للحوثيين".

وحول ما الذي تريده الحكومة من الحوثيين في هذه المرحلة تحديدا، قال "نطالبهم بالانسحاب من الميناء والمدينة وتسليم الصواريخ الباليستية التي تمدهم بها إيران، وتسليم كامل السلاح للدولة قبل أي ترتيبات سياسية"، مضيفا "قواتنا تسيطر حاليا على 83% من كامل الأراضي اليمنية، ولا يمكن بأي حال أن نقبل بأن يكون لدينا باليمن ذراع عسكري تابع لإيران على غرار دول بالمنطقة، كما لن يقبل جيراننا بالخليج بأن توجد في اليمن قوة مرتبطة بدولة معادية تستمر في تهديد أمن وسلامة دولهم".

وعما إذا كان سيتم تقديم تنازلات للحوثيين إذا ما جنحوا للسلام، ومدى إمكانية تخصيص نصف مقاعد الحكومة لهم، قال مشدد "بالطبع لا، كيف نعطيهم نصف الحكومة وهم لا يمثلون سوى 10%  فقط من السكان، كما أننا لا نتحدث الآن عن تدابير سياسية وإنما تركيزنا الأساسي حول التدابير العسكرية والأمنية، ربما فيما بعد قد يكون هناك حديث عن تفاهمات سياسية تضمن لهم أن يظلوا جزءا من مستقبل اليمن ومنظومة الحكم".

واستنكر ما يقال بأن انضمام قيادات عسكرية جديدة وتحديدا من أسرة الرئيس الراحل على صالح للمقاومة هو ما أدى لتحقيق الكثير من الإنجازات مؤخرا، وقال"هذا طرح غير منصف، فخلال السنوات الماضية حققنا الكثير على كل الجبهات، ربما كان البعض لا يلتفتون كثيرا لما يصدر عن التحالف من بيانات حول التقدم بمناطق معينة بمختلف المحافظات، ولكن الآن، ومع اقترابنا من الحسم بسيطرتنا على 83% من الأراضي، شعر الجميع بأن ساعة النصر باتت قريبة".

واختتم الوزير تصريحاته بالتأكيد على متانة العلاقات التي تربط الحكومة اليمنية بدول تحالف دعم الشرعية، الذي تقوده المملكة العربية السعودية والذي تشاركه فيه دولة الإمارات العربية المتحدة بفعالية كبيرة، مشددا على  أن التلميح لوجود خلافات بين حكومته ودولة الإمارات ليس إلا "أحلاما يصيغها فقط من يريد أن يدق إسفينا بالعلاقة بين البلدين، التحالف وجد ليستمر وينتصر كما يحدث اليوم في كل جبهات المعارك باليمن"، مذكرا أنه "من الطبيعي أن تكون هناك بعض الاختلافات والتباينات في وجهات النظر أثناء أداء هذه المهمة النبيلة من أجل تحقيق غاية النصر"






اعلان