17 - 08 - 2024

أصحاب مصانع الغزل والنسيج : الحكومة "خربت بيوتنا"(تحقيق)

أصحاب مصانع الغزل والنسيج : الحكومة

بسبب استيراد بلا ضوابط .. صناع النسيج يهددون بإغلاق المصانع .. ودفع الصناعة للانهيار

نطالب الرئيس بسرعة التدخل وحماية المنتج المصري وإنقاذ العمال من التشرد

حكومة وراء حكومة ومازالت مصانع "الغزل والنسيج" فى إهمال مستمر، ومازال أصحابها يؤكدون على أن الحكومة خربت بيوتهم. في منطقة "المؤسسة" التابعة لمحافظة القليوبية يوجد أكثر من 200 مصنع "للغزل والنسيج" كلها تشكو وتئن من الحال الذي وصلت إليه

يدخل محمد سيد، صاحب مصنع نسيج، في الموضوع مباشرة ويقول: "مشاكل جميع أصحاب المصانع تتلخص فى ان الحكومة تعمل على استيراد نسيج من الخارج مع العلم ان النسيج المصري من أجود أنواع النسيج ولسنا بحاجه للاستيراد"

ويستطرد: "الحكومة تقوم بشراء النسيج من الخارج مبررة ذلك بأنه أرخص من المحلي، علما بأن حكومات الدول التي نستورد منها لاتفرض على المصانع دفع كهرباء بالسعر العالمي ولا تشغيل عدد كبير من العمال ولا دفع ضرائب للدولة"

وهذا دليل على أن الحكومة المصرية لا يهمها حمايه المنتج المصري، أو فرض رسوم على المنتجات المستوردة مما يجعلنا نخسر يومياً ويتسبب فى إغلاق العديد من مصانعنا وتشريد عمالنا"

ويضيف إن صناعة الغزل والنسيج هى التى لعبت دورا كبيرا في مساعدة مصر أثناء حرب 73 وهي الآن كفيلة بأن تعمل على تسديد ديون مصر، خاصة وأن تلك المهنة تمثل كنزا، لكن الحكومة يجب أن تتعاون مع أصحاب المصانع وسوف نعبر بمصر إلى بر الأمان"

كما يؤكد على أن هناك العديد من المنتجات المستوردة تدخل البلاد بطرق غير مشروعة، وتدخل في منافسة غير عادلة مع المنتج المصري، دون أن تفعل الحكومة شيئا.

ويقارن بين التصرف إزاء المنتجات المصرية والأجنبية اذا لم تكن مطابقة للمواصفات، "فالأولى نستطيع إعادتها للمصنع مرة أخرى، بينما المستوردة لن نتمكن من إرجاعها مرة أخرى لأنها تأتى بدون مواصفات"

ويضيف " "إذا قامت بالتعاون مع أصحاب مصانع الغزل والنسيج، بدلاً من الإستيراد من الخارج، سنقوم بتوفير الدولار للسلع الإستراتيجية الهامة" وبنبرة ملؤها الأسى يقول:"جميع الأموال التى تؤمن مستقبل أولادي وضعتها بأكملها فى شراء ماكينات النسيج واذا لم تستطيع الحكومة الفترة القادمة إعادة تشغيل مصانع النسيج سوف تنهار أسرتى".

ويكمل: "نعانى فى قطاع النسيج منذ بداية تدهوره عام 2005 والآن زادت معانتنا أكثر، بعد مرورنا بثورتين على التوالى ، وأنا أطالب الرئيس عبد الفتاح السيسي بسرعة التدخل لحل أزمة صناعة الغزل والنسيج وحمايتها من الإنهيار"

ونسأله ما هو البديل إذا لم تستجب السلطة لصرخات المضارين في القطاع؟ فيجيب: "إذا لم يتم وضع حلول لهذه المشكلات سيقوم أصحاب المصانع بعمل إضراب تام عن العمل وستغلق المصانع جميعها نهائياً وتنهار الصناعة بأكملها، فالعمال على انه لم يعد لديهم مايفعلون، سوى الجلوس بجانب الماكينات المتعطلة يبكون حالهم، بعدما أصبحوا لا يجدون قوت يومهم ولا يجدون عملا بديلا فهم لايعرفون من الحياة سوى أن يكونوا عمال غزل ونسيج وتحولوا الآن إلى عاطلين لايستطيعون سد إحتياجات أسرهم من مأكل ومشرب وملبس وعلاج وتعليم، كما أن التوقف لايضر فقط  بصاحب المصنع أو العامل بل يضر بالماكينات أيضا، فكلما تعطلت لفترات أطول كلما صعب إعادة تشغيلها مرة أخرى"

نقص العمالة المدربة

من جانب آخر يقول: محمد أحمد، صاحب مصنع، "إنه من ضمن ما تعاني منه صناعة الغزل والنسيج، نقص العمالة المدربة، وحل هذة المشكلة يكمن في التوسع في نظام التعليم الفني، والتدريب المزدوج بمعنى أن يكون الطالب موجودا في مدرسته يومان في الأسبوع و4 أيام في المصانع يتدرب عمليًا، كما يجب أن يتم تقسيم التعليم الفني في المحافظات على حسب إحتياجاتها".

ويتحدث إسماعيل محمد ، عامل بأحد مصانع الغزل، قائلا: "إنه واحد من ضمن آلاف العمال الذين لم يعد لهم عمل سوى الجلوس بجانب الماكينات المعطلة، وذلك بجانب آلاف العمال الذين أصبحوا لا يجدون قوت يومهم ولا يجدون عملا بديلا

ويضيف السيد عطا الله، أحد العمال، : "لا نستطيع أن نلوم أصحاب المصانع عندما يقومون بغلقها وقطع أرزاقنا حيث أن العمال يعلمون جيدا أن صاحب المصنع مضار هو الأخر، وليس في يده شىء سوى غلق المصنع وليس من المعقول أن يظل المصنع مفتوحًا ليجلب الخسائر، نستنجد بالمسئولين أن ينظروا إلى حالنا برأفه وينقذوا أبناءنا من التشرد".

-------------

تحقيق :بسمة رمضان