18 - 07 - 2024

"قالت العرب" .. مختارات من شعر الحسين بن منصور الحلاج

هو أبو عبد الله حسين بن منصور الحلاج (858 – 922م) (244 - 309هـ) من أعلام التصوف. يعتبر من أكثر الرجال الذين اختلف في أمرهم، وهناك من وافقوه وفسروا مفاهيمه. وهو من أهل البيضاء وهناك خلاف حولها هل هي البلدة التي بفارس، أم البلدة التي في جنوب العراق وهو ما رجحته الدراسات الأكاديمية، نشأ في مدينة واسط التي تبعد ب180 كيلومترا جنوب بغداد في العراق، وصحب أبا القاسم الجنيد.

يقول الدكتور علي ثويني في الأصل العراقي للحلاج: وبالرغم من اقتران اسم الحلاج ببغداد فإنه لم يولد فيها وإنما ولد في أطراف واسط القريبة من جنوبها عام 858م في منطقة (البيضاء) التي يقال لها (الطور) وربما يكون ذلك الموضع يقع في تخوم (أهوار) العراق التي تدعى (البيضاء) حتى يومنا هذا، ويؤكد مسقط رأسه هذا المؤرخ (الاصطخري) الذي عاصره وذكر ذلك ابن الجوزي في (المنتظم) حيث ذكر(الحسين بن منصور المعروف بالحلاج من أهل البيضاء)، وهكذا فإنه عراقي المولد والمنشأ بالرغم من ادعاء البعض بفارسيته والتي لا يؤيدها منهج البحث التاريخي .ثم انتقل إلى البصرة قبل وروده بغداد وهو في الثامنة عشر من عمره.

لم ترض فلسفته التي عبّر عنها بالممارسة الفقيه محمد بن داود قاضي بغداد، فقد رآها متعارضة مع تعاليم الإسلام بحسب رؤيته لها، فرفع أمر الحلاج إلى القضاء طالباً محاكمته أمام الناس والفقهاء فلقي مصرعه مصلوباُ بباب خراسان المطل على دجلة على يدي الوزير حامد بن العباس، تنفيذاً لأمر الخليفة المقتدر في القرن الرابع الهجري.

صحيفة المشهد الأسبوعية خصصت ترويسة صفحات عددها الجديد لمقتطفات من شعره في زاوية "قالت العرب"

سكنتَ قلبي و فيه منك أســــرار..

فليَهْنِك الدار بلْ فليهنك الجـارُ

ما فيه غيرك من سرٍّ عَلِمْتُ بـــه..

فأنْظُرْ بعينك هل في الدار ديّار

-------

الحبّ ما دام مكتوماً على خطــرٍ

وغاية الأمْنِ أن تدنو من الحـــذر

و أطيب الحبّ ما نمّ الحديث بــه  

كالنارِ لا تأتِ نفعاً و هي في الحجـر

-------

واللهِ ما طَلعتْ شمسٌ ولا غربتْ إلا و حُبُّـكَ مقـرونٌ بأنفاسـي

ولا خَلوتُ إلى قومٍ أحدِّثهــم إلا و أنتَ حديثي بينَ جُلاســي

-----------

ولو قَدرتُ على الإتيان جئتـُكم سعياً على الوجهِ أو مشياً على الرأس

ما لي وللناسِ كَمْ يلحونني سفهاً ديني لنفسي ودينُ الناسِ للناسِ

-------------

عَجِبْتُ منكَ ومنّي يا مُنيَةَ المُتمَنّي

أدنَيْتَني منكَ حتى ظَنَنْتُ أنَّك أنّي

وغبتُ في الوجدِ حتى أفْنَيْتَني بِكَ عنّي

يا نِعمَتي في حياتي وراحَتي بعدَ دَفْني

-----------

كانـت لقلبي أهواءٌ مفرّقــة

فاستجمعَتْ مـُذْ راءَتـْك العين أهوائي

فصار يحسدني من كنت احسده

وصرتُ مولى الورى مُذْ صرتَ مولائي

------------

و أَطْلُبُ منك الفضل من غير رغبةٍ  

فلم أر قبلي زاهدا فيك راغب

كَفَى حَزَناً أنّي أُناديـك دائمـــا

كأنـّي بعيدٌ أو كأنـّك غائب

-----------------

لبّيكَ لبّيكَ يا سرّي و نجوائـــي  

لبّيك لبّيك يا قصدي و معنائـي

أدعوك بلْ أنت تدعوني إليك فهـلْ  

ناديتُ إيّاك أم ناجيتَ إيّائـــي

----------------

إذا دهمَتـْك خيول البعـــاد

ونادى الإياس بقطع الرجـا

فخُذْ في شمالك ترس الخضوع

وشـُدّ اليمين بسيف البكـا

------------------------------------

شعر: الحسين بن منصور الحلاج