30 - 06 - 2024

هل تعمد المحافظ الغضبان تشويه سمعة بورسعيد تمهيدا لإلغاء المنطقة الحرة؟

هل تعمد المحافظ الغضبان تشويه سمعة بورسعيد تمهيدا لإلغاء المنطقة الحرة؟

موظفة العلاقات العامة صاحبة فيديو اطفال التهريب كبش فداء ضحى به عادل الغضبان

حالة من الغضب والاستياء الشديدين سادت الأوساط الجماهيرية والتجارية  بالشارع البورسعيدى، عقب نشر الفيديو الخاص بما سمى (أطفال التهريب) ، الذى تم تصويره بمعرفة العلاقات العامة بالمحافظة، ونشره على الصفحة الرسمية لمحافظة بورسعيد بموقع الفيس بوك، وأحدث الفيديو الذى تناقلته الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعى، موجة عارمة من الغضب لدى ملايين المشاهدين، لرؤيتهم للأطفال هم مقبوض عليهم وفى أيديهم الكلابشات بتهمة التهريب، وقيام إحدى الإعلاميات بالمحافظة بإستجوابهم، وقد صاحب موجة الغضب هذه حملة هجوم شرسة وعنيفة ضد مدينة بورسعيد، عبر وسائل الاعلام المختلفة، وإعتبارالمدينة الباسلة بؤرة للتهريب، وتلحق الاضرار بالاقتصاد القومى للبلد .. 

واتهم أبناء بورسعيد عبر مواقع التواصل الاجتماعى، المحافظ، بأنه يقف وراء هذه الحملة، والتى تهدف إلى إلغاء المنطقة الحرة ببورسعيد عبر تشويهها وتصويرها بلدا للتهريب، وأشاروا الى أن الفيديو الذى تم تداوله متفق عليه وتم الترتيب والاعداد له لتحقيق هذا الغرض. 

وكانت العلاقات العامة بمحافظة بورسعيد وبتكليف مباشر من المحافظ اللواء عادل الغضبان، قد كلفت إحدى الاعلاميات بإجراء حوار مصور مع مجموعة من الصبية المقبوض عليهم على ذمة إحدى قضايا التهريب، وتم إحضارهم الى مبنى ديوان عام المحافظة وهم مكبلين بالحديد وفى حضور ممثلين عن وزارة التضامن الاجتماعى وبعض أجهزة الشرطة، واتضح من خلال الفيديو الذى تم تصويره وبثه، أنهم من غير ابناء بورسعيد وقدموا من محافظات اخرى للقيام بأعمال التهريب لصالح بعض الشخصيات مقابل مبلغ مادى يصل الى 150 جنيه يوميا للفرد، وأنهم لجأوا الى التهريب كوسيلة للارتزاق، وأعتبروا أن التهريب ليس من الجرائم الكبرى كتهريب المخدرات او الآثار على حد زعمهم، وان الاعمال الشريفة الاخرى مرتباتها أقل مما يحصلون عليه من التهريب. 

وعقب الانتهاء من التصوير تم بث الفيدو على الموقع الرسمى الخاص بمحافظة بورسعيد، ليتم بعدها تداوله فى كافة أرجاء الوطن وخارجه. ويثير موجة عارمة من الانتقادات والاتهامات والبلاغات وجهت جميعها الى الإعلامية التى اجرت الحوار فقط، والتى يبدو انها استخدمت ككبش فداء لتأدية غرض ما يدور فى نفس التنفيذيين ببورسعيد الذين رتبوا لهذا الفيديو. حيث لم توجه أى اتهامات للمحافظ ، أو مسئولى وزارة التضامن أو الاجهزة الشرطية الذين من المفترض أن يكونوا على معرفة بالمادة 116 من القانون التى تمنع تصوير الاطفال وهم مكبلين بالأغلال.  

والخطير هنا أن بعض الفضائيات تعاملت مع الحدث وكأن قيام الاطفال بالتهريب بطولة، أكثر منه مخالفة للقانون. ومن جانبهم يرى ابناء بورسعيد أن المساس بالمنطقة الحرة هو خط أحمر، بإعتبارها الرئة الاقتصادية الوحيدة التى يتنفس بها غالبية ابناء المدينة ويعمل بها مئات الالاف من التجار، بعد أن أغلقت أمام ابنائها أبواب التعيين فى الشركات والمؤسسات الكبرى التى تعمل ببورسعيد. وطالبوا الاجهزة المعنية بتشديد الرقابة على المنافذ الجمركية بدلا من فتحها على مصراعيها أمام المهربين ليلا ونهارا.






اعلان