30 - 06 - 2024

صمود الهدنة في غزة والانتقادات تنهال على نتنياهو

صمود الهدنة في غزة والانتقادات تنهال على نتنياهو

صمد وقف اطلاق النار في حرب غزة بين إسرائيل والفلسطينيين يوم الأربعاء في الوقت الذي واجه فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انتقادات قوية في اسرائيل بسبب الحرب باهظة الكلفة التي لم تسفر عن منتصر واضح.

وفي شوارع قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس توجه الناس إلى المتاجر والمصارف في محاولة لاستئناف حياتهم الطبيعية بعد سبعة أسابيع من القتال. وعاد الاف فروا من المعارك ولجأوا الى الاقامة في المدارس او مع أقاربهم الى منازلهم لكن البعض لم يجد سوى حطام.

وفي إسرائيل صمتت صفارات الانذار التي تحذر من الصواريخ القادمة من قطاع غزة لكن معلقين اسرائيليين أبدوا خيبة أملهم إزاء قيادة نتنياهو لأطول جولة قتال بين إسرائيل والفلسطينيين خلال عشر سنوات.

وكتب المحلل شيمون شيفر في صحيفة يديعوت أحرونوت أكبر الصحف الإسرائيلية مبيعا "بعد 50 يوما من الحرب التي قتل فيها تنظيم إرهابي عشرات الجنود والمدنيين وقضى على الروتين اليومي ووضع البلاد في محنة اقتصادية... كنا نتوقع أكثر من اعلان وقف اطلاق النار.

"كنا نتوقع أن يذهب رئيس الوزراء إلى مقر الرئيس ويبلغه بقرار الاستقالة من منصبه."

ولم يصدر تعليق فوري من نتنياهو على اتفاق وقف اطلاق النار الذي توسطت فيه مصر وبدأ سريانه مساء يوم الثلاثاء. ويتعرض نتنياهو لهجوم مستمر من وزراء حكومته المنتمين لاقصى اليمين المطالبين بتحرك عسكري لاسقاط حماس.

ويقول مسؤولون بقطاع الصحة الفلسطيني إن 2139 شخصا معظمهم مدنيون وبينهم أكثر من 490 طفلا قتلوا في قطاع غزة منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة في الثامن من يوليو تموز بهدف معلن هو وقف الهجمات الصاروخية من غزة على اسرائيل.

وقتل 64 جنديا إسرائيليا وستة مدنيين.

ودعا اتفاق وقف اطلاق النار الاخير إلى وقف أعمال القتال لأجل غير مسمى وفتح معابر غزة مع إسرائيل ومصر على الفور وتوسيع المنطقة المخصصة للصيد في مياه البحر المتوسط قبالة القطاع.

وأبدى مسؤول كبير في حماس ترحيبا بسيطرة قوات أمنية تابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس وحكومة الوحدة التي شكلها في يونيو حزيران على المعابر الحدودية.

وقال مسؤولون إنه بمقتضى المرحلة الثانية من الاتفاق والتي ستبدأ بعد شهر ستناقش إسرائيل والفلسطينيون بناء ميناء بحري في غزة واطلاق إسرائيل سراح أسرى حماس في الضفة الغربية وربما مقايضتهم برفات جنديين إسرائيليين يعتقد أنها لدى حماس.

وقالت اسرائيل في الاسابيع القليلة الماضية انها تريد نزعا كاملا لسلاح غزة وأيدت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي هذا المطلب لكن معنى هذا من الناحية العملية غير واضح كما أن حماس رفضت هذا المطلب قائلة انه غير قابل للتنفيذ.

ودمرت آلاف المنازل في قطاع غزة أو لحقت بها أضرار وشكلت الأمم المتحدة لجنة للتحقيق في جرائم حرب محتملة ارتكبها الجانبان.

وقال المركز الفلسطيني لحقوق الانسان إن 540 ألف شخص شردوا في قطاع غزة. وقالت إسرائيل إن حماس تتحمل مسؤولية الضحايا المدنيين لأنها تعمل وسطهم وتستخدم المدارس والمساجد في تخزين الأسلحة وكمنصات لإطلاق الصواريخ.

وأصدرت حماس بيانا بعنوان "بيان العزة والانتصار من حماس لأهالي غزة" قالت فيه "أعلنت حركة المقاومة الاسلامية حماس انتصار غزة ومقاومتها وشعبها على آلة الحرب الاسرائيلية."

وقالت إسرائيل إنها وجهت ضربة لحماس بقتل عدد من قادتها العسكريين وتدمير الأنفاق التي يستخدمها مقاتلو حركة المقاومة الإسلامية.

وقال يوسي كوهين مستشار الامن القومي لنتنياهو لراديو الجيش الاسرائيلي "الجناح العسكري لحماس ضرب ضربة شديدة نحن نعرف ذلك بوضوح من خلال معلومات مخابراتية لا لبس فيها."

لكن إسرائيل ظلت تتعرض لإطلاق الصواريخ المستمر منذ حوالي شهرين وتسبب في نزوح جماعي من بعض المناطق الحدودية وأصبح جزءا من الحياة اليومية لعاصمتها التجارية تل أبيب.

وقال عوزي لانداو الوزير في حكومة نتنياهو وهو من حزب اسرائيل بيتنا في أقصى اليمين لراديو اسرائيل "انهم يحتلفون في غزة." وقال ان نتائج الحرب بالنسبة لاسرائيل "قاتمة للغاية" لانها لم تحقق الردع الكافي الذي يمنع حماس من مهاجمة اسرائيل مجددا.

وأبدى ناحوم بارنيا أحد أبرز الكتاب في الصحف قلقه "من أنه بدلا من تمهيد الطريق للقضاء على التهديد من غزة فنحن نمهد الطريق للجولة المقبلة في لبنان أو غزة."

وكتب في صحيفة يديعوت أحرونوت "توقع الإسرائيليون زعيما .. رجل دولة يعرف ما يريد أن يحققه. شخص يتخذ قرارات وينخرط في حوار صادق وحقيقي مع مواطنيه... حصلوا على متحدث متمرس ليس أكثر."

وكتب بن كاسبيت في صحيفة معاريف اليومية إن إسرائيل لم يتحقق لها النصر في صراع أسفر عن "انهيار صناعة السياحة واقتراب الاقتصاد من الركود."

ولكن اليكس فيشمان مراسل الشؤون العسكرية في يديعوت أحرونوت دافع عن نتنياهو وكتب "يمكن أن يحسب لرئيس الوزراء ووزير الدفاع أنهما أدركا عدم جدوى هذه المواجهة من اللحظة الأولى وانتهزا كل فرصة ممكنة لوقف اطلاق النار."

وقدر البنك المركزي الاسرائيلي ان يتسبب الصراع في تراجع معدل النمو المتوقع هذا العام نصف نقطة كاملة.

لكن مع انتظار نتائج الخطوات الدبلوماسية المتوقعة بشأن غزة لم يكن هناك حديث علني بين شركاء نتنياهو في الائتلاف عن اي تحرك لفضه.

وقال وزير الاسكان أوري ارييل عضو حزب البيت اليهودي اليميني المتطرف في حكومة نتنياهو إنه لا يرى أن الائتلاف الحاكم معرض لخطر التفكك بسبب حرب غزة.

وقالت إسرائيل إنها ستسهل تدفق السلع المدنية والمساعدات الإنسانية والخاصة بالاعمار على القطاع إذا حدث التزام باتفاق وقف إطلاق النار.

وقال مارك ريجيف المتحدث باسم نتنياهو "ليست لدينا مشكلة مع الدعم المدني لغزة... (لكن) لا نريد أن نرى حماس تعيد بناء آلتها العسكرية."

ودعت الولايات المتحدة والأمم المتحدة إسرائيل والفلسطينيين إلى الامتثال لشروط الاتفاق.

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري "نحن جميعا ندرك أن هذه فرصة وليست يقينا... كنا على هذا الطريق من قبل ونحن جميعا على بينة من التحديات التي تنتظرنا."






اعلان