26 - 06 - 2024

كيف سيستثمر العراق العقوبات الأمريكية على ايران وتركيا

كيف سيستثمر العراق العقوبات الأمريكية على ايران وتركيا

تسعى تركيا في اتجاهات مختلفة في مسعى للخروج من أزمتها، وجاء آخر في سعيها الاستحواذ على حصة إيران في السوق العراقية. 

هذا بالتزامن مع استنجاد أنقرة بفتاوى جمعيات ومنظمات مرتبطة بالإخوان، ممن سبق أن أغدقت عليهم الدعم، بهدف دفعهم إلى التحرك لجذب المزيد من التبرعات والاستثمارات ولو كانت محدودة.

وحاول الرئيس التركي رجب طيب اردوغان استثمار الفجوة بين بغداد وطهران، خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، المغضوب عليه إيرانيا، وعرض زيادة المعاملات التجارية بين البلدين، ولكن ذلك قد يجلب عليه غضب واشنطن، في المقابل.

ويقول مراقبون إن أنقرة تتضامن مع طهران شكليا، ولكن مباحثات العبادي وأردوغان، الثلاثاء الماضي، تكشف خططها للاستحواذ على الحصة الإيرانية في السوق العراقية.

وشدد أردوغان خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع العبادي، الثلاثاء، على "ضرورة رفع حجم التبادل التجاري بين تركيا والعراق إلى مستويات أعلى من 11 مليار دولار، التي تمثل حجم التبادل التجاري بين البلدين في 2017".

 

ويشكك محللون في مجالات التجارة والاقتصاد، في قدرة العراق على استثمار الأزمة الاقتصادية التي تضرب جارتيه الشرقية والشمالية، إيران وتركيا، لتعزيز استقراره الداخلي، وأوضحوا إن العراق يمكن أن يلعب دور الرئة بالنسبة للاقتصاد الإيراني وجانب من الاقتصاد التركي، إذا ما أحسن التعامل مع حزمة العقوبات الأميركية التي فرضت على البلدين الجارين.

وتخضع معظم أشكال التبادل التجاري بين العراق وتركيا إلى القوانين النافذة في البلدين، لكن تجارة العراق مع إيران تشوبها الكثير من الخروقات والتجاوزات، مثل التهريب المتبادل وإدخال مواد محرمة أو تجاوز القوانين الجمركية وغيرها، ولكن بعد الإطباق الأميركي على الاقتصاد الإيراني، يبدو أن طهران ليس أمامها الكثير من الخيارات غير بغداد، للحصول على العملة الصعبة، خاصة الدولار الأميركي، فيما ستكون تركيا بحاجة إلى زيادة معدل تبادلها التجاري مع العراق للحصول على ذات الدولار

ويصل حجم التبادل التجاري بين العراق وكل من إيران وتركيا إلى نحو 24 مليار دولار، بواقع 13 مليارا للأولى، و11 للثانية، وبغداد هي الطرف المشتري في عمليات التبادل التجاري مع أنقرة وطهران.

وقالت مصادر حكومية عراقية مطلعة لـ"العرب" إن "بغداد قد تخطط للاستفادة من العقوبات الأميركية على أنقرة وطهران في تسوية ملف المياه الشائك مع العاصمتين"، موضحين أن "رئيس الوزراء، ألمح لدى زيارته أنقرة، خلال لقائه الرئيس التركي، إلى أن العراق يمكنه أن يساعد تركيا في توفير الدولار الأميركي، في حال تسوية ملف المياه، وربما هذا التكتيك ربما يتبع أو اتبع مع إيران فعليا".

كما أكدت المصادر أن تحركات العراق في هذا الاتجاه ليست خفية على الولايات المتحدة، وسط ترجيحات بوجود تنسيق غير رسمي بين الطرفين في هذا الجانب.






اعلان