28 - 06 - 2024

"جس النبض" الوجه الآخر.. هل تطلق الحكومة بعض الشائعات لإلهاء الشعب وتمرير القرارات؟ 

يتهم العديد من المراقبين الحكومة الحالية بالتورط في إطلاق شائعات كجزء من سياسة جس النبض لدى الشعب. وتنتشر الشائعات كالنار في الهشيم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في ظل غياب المهنية والمعلومة الدقيقة، كان ذلك لسان حال الخبراء في حديثهم لـ"المشهد" حيث أكدوا أن الحكومة أحيانا تكون هى مصدر تلك الشائعات من أجل تحقيق أهداف بعينها تجاه قرارات معينة كنوعا من سياسة جس النبض تدعى "بالونة اختبار".

أكدت أستاذ علم الاجتماع السياسي، سوسن الفايد، أن الحكومات في الدول المختلفة تلجأ إلى إطلاق الشائعات في وسائل الإعلام بهدف الاختبار واتباع سياسة جس النبض تجاه قرار بعينه.

أضافت في تصريحات صحافية، أن رد الفعل تجاه ذلك الأمر الذى تم إطلاقه يحدد مصير ذلك القرار سواء إذا كان سيقابل بغضب شعبي أو رد فعل إيجابي فيتم تطبيقه، داعية الحكومة إلى ضرورة قيام المؤسسات المختلفة بالدولة إلى توفير المعلومات الدقيقة والصحيحة لاحتواء فوضى انتشار الأكاذيب وارتفاع مستوى الثقة بين المواطنين والمسئولين .

فيما قال الباحث السياسي، عمار على حسن، إن الشائعات جزء من الدعاية والحرب النفسية التى تشن أيام الحروب بوجه عام، ومنذ إسقاط حكم جماعة الإخوان والسلطة الحالية تتبادل معهم إطلاق الشائعات بشائعات وشائعات مضادة إلى جانب أن التسرع وغياب المهنية والتدقيق وما يرفع على مواقع التواصل الاجتماعي يساهم فى تعميقها.

أضاف حسن في تصريح خاص لـ"المشهد"، قائلا :"أن هناك عدة أمور يغفلها الكثير أولها أن بعض ما تعتقد الحكومة أنها شائعات هى حقائق وبعضها معلومات مستمدة من دفاتر الحكومة نفسها وتقاريرها الرسمية، وثانيا أن الحكومة ليست مبرئة من استخدام الشائعات فى حربها ضد معارضيها او كبالونات اختبار لنوايا الناس واتجاهات الراى العام او التمهيد لقرارات معينة".

وتابع: "ثالثا إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي عن أن هناك  21 ألف شائعة فى 3 شهور يعد رقما مبالغا فيه ويعنى أن كل معلومة خاطئة تم بثها على شبكات التواصل الاجتماعى وكل تساؤل وكل استفسار وكل تزايد تم اعتبارها شائعة وهو دليل على الإفراط فى تعريف الشائعة وخروج على مااصطلح عليه العلماء في هذا الشأن فالشائعة لها مواصفات ومعايير معينة".

وأوضح الباحث السياسي أن قيام الحكومة بنفي أمر معين ثم اتخاذها ذلك القرار بعد فترة زمنية قليلة يعتبر نوعا من تضارب الاختصاصات، وتابع قائلا : "وهو متعارف عليه منذ حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك أن الدولة غير منضبطة الأرقام وأكبر مثال تقدير حجم الدين العام بالإضافة إلى غياب الصلاحيات وزير يصرح وهو غير معنيا بالأمر أو أن القوات المسلحة تنفي خاصة في ظل حالة الشكوك والتربص والمؤامرة التى تصدرها الحكومة وتعتبر كل ذلك شائعات وهى في الأصل معلومات خاطئة ونتيجة للجهل المنتشر ليس لديهم علم بالفرق بين الشائعة والمعلومة الخاطئة فالشائعة لابد أن تكون مدروسة جيدا وإطلاق الشائعات بهذا الحجم يؤدى إلى أنها تفقد قيمتها ووظيفتها وتأثيرها"

وقال عمار إن الحكومة أحيانا تطلق مثل هذه القرارات بهدف جس النبض تجاه قرار بعينه وتًدعي حينها "بالونة اختبار"، إلى جانب أن السلطة تكذب حتى فى المجتمعات الديمقراطية فىالعالم كله ولكن هناك من يكذب كذب نبيل بهدف طمأنةالناس وعدم إزعاجهم ولكن هناك سلطة تكذب بطريقة فجة وبلا ذاكرة فنجد الكلام متضارب وأحيانا السلطة تسمي ذلك الكذببالشائعة إنما هو "كذب سلطة"متابعا: "هناك اختلاف بين الشائعة وكذب السلطة والمعلومة الخاطئة وبالونة الاختبار فعلى سبيل المثالالشائعة ما يقال أن داخل الجيش كان هناك انقلاب على الرئيس وتم القبض على أعضاؤه وإعدامهم سرا ، أو أن الحكومة ستنزع ملكية أى شقة مغلقة، أما المعلومة الخاطئة أن يقول مواطن أن فاكهة البرقوق ستزيد 2 جنيها في السوق أو أن الطريق على كوبري 6 أكتوبر متوقف ومزدحم بالسيارات وهو عكس ذلك.






اعلان