20 - 10 - 2024

ما مصدر قوة الحزب المُـقاوم والمُـعادى للشيطان؟

ما مصدر قوة الحزب المُـقاوم والمُـعادى للشيطان؟

فى آخر خطبة من خطب حسن نصرالله رئيس الحزب (سارق اسم الله) قال: إنّ جماعة حزب الله اليوم أقوى من إسرائيل.. ونحن لانخاف من الحرب.. وفى نفس الخطبة هاجم السعودية ودولة الإمارات العربية.. وقد اتهم النائب اللبنانى (نديم الجـُـميل) الحكومة بالتخلى عن مسئوليتها الأمنية فى مطار بيروت الدولى لصالح حزب الله.. وقال إنّ حزب الله يتحكم فى حركة المسافرين (أهرام16/8/2018)  

أعتقد أنّ ما قاله النائب (نديم الجـُـميل) يؤكد على أنّ حزب الله صار(دولة داخل الدولة) وهذا التعبير أشار إليه باحثون من التيار الليبرالى اللبنانى.. والشاعر الفلسطينى أحمد مطر. 

وسبق لى أنْ نبـّـهتُ إلى خطورة الحزب اللبنانى الذى استخدم اسم (الله) ليرتكب جرائمه ضد لبنان، خاصة بعد أنّ أمـدّته إيران بالمال وبكل أسلحة القتل والدمار.. كما أمـدّته الأنظمة العربية بغطاء إعلامى دعائى رسمى على أنه (حزب مُـقاوم للاحتلال الإسرائيلى) وهذا الادعاء الكاذب ردّده أغلب الماركسيين المصريين، ناهيك عن الناصريين والإسلاميين، حتى أتباع المذهب السني.. وأعطى حزب (الله) الفرصة لإسرائيل لقتل الآلاف من الشعب اللبنانى وتدمير البنية الأساسية للدولة اللبنانية، إلى أنْ انكشف الأمر بعد أنْ تسبّب ذاك الحزب (النقيض لحزب الشيطان) فى تدمير لبنان.. وكانت حجة إسرائيل (وهى تعتدى على لبنان) أنّ الحزب الذى سرق اسم (الله) يُـشكل خطورة على أمنها (وهى حجة كاذبة) وبلغة شعبنا أنّ هذا الحزب كان يقوم بدور الطفل المشاغب (= جرالشكل) فتلتقط إسرائيل الذريعة ودخلتْ لبنان لتــُـدمره وتقتل شعبه.. وكان السبب مجرد أسـْـر جندييْن إسرائيلييْن.. وبعد المذبحة الإسرائيلية اعترف حسن نصر الله بأنه ما كان ليفعلها (لوكان يعلم أنّ رد الفعل الإسرائيلى سيكون بذلك الحجم)

    كان ثمن حماقة (حزب نصر الله) كما ذكر الخبراء الاقتصاديون أنّ خسائر لبنان تجاوزتْ  12 مليار دولار.. وأنّ البنية التحتية اللبنانية لشبكات الماء والكهرباء والمطارات والجسور انهارتْ جميعها، غيرالضحايا فى الأرواح والجرحى وآلاف البيوت المُـدمـّـرة ونزوح ما يقرب من مليون لبنانى عن أراضيهم (ناديه عيلبونى فى كتاب حزب الله الوجه الآخر- تحرير الشاعر الفلسطينى د.أحمد أبو مطر- المكتبة الأردنية- عام 2008- ص 56) 

وذكرحازم صاغيه أنه مع توالى التصفيات للشيوعيين والبعثيين اندلعتْ حرب المخيمات حيث شكــّـلتْ حركة أمل ذراع دمشق فى الإمساك بها حياة وقرارًا وكانت (أمل) لاتزال الطرف الوحيد الذى يُـشارك حزب الله سيطرته على الضاحية.. وأنّ حزب الله كان يُساعد الطوائف التى تــُـنادى بتهجيرالمسيحيين من أراضيهم.. وشكــّـلتْ حرب المخيمات فرصة أمام حزب الله لتصفيه حسابه مع (أمل) والاستئثار بالضاحية من غير أنْ يستفيد الفلسطينيون من هذا الصراع..وأنّ حزب الله عمل على استيراد كل ما هو إيرانى لنفى وتدمير كل خصوصية لبنانية (المصدرالسابق– ص42-44)  

ولأنّ حزب الله دموى فإنّ قادته لم يتورّعوا عن تنفيذ عمليات تصفية جسدية دموية لرموز بارزة فى المرجعيات الدينية الشيعية.. مثل الانقلاب الدموى الذى قاده حزب الله ضد الشيخ صبحى الطفيلى لمجرد أنه طالب باستقلال الشيعة فى لبنان عن إيران.. ورفض ولاية الفقيه داعيًـا إلى تبنى خيار ولاية الأمة على نفسها)) (د.سميرغطاس– المصدرالسابق ص117) ولأنّ حزب الله تصوّر أنه بالفعل (دولة مستقلة) فى حرب مع الشعب اللبنانى، لذلك نصبَ شبكة اتصالات لاسلكية وكاميرات تجسس على المطار.. وأنحاء مختلفة من ضواحى بيروت..وذكر د. عبد الخالق حسين أنّ ((احتلال حزب الله لبيروت هو محاولة انقلابية مسلحة ضد الحكومة الشرعية المنتخبة.. والسيطرة على مؤسسات الدولة ومكاتبها وتنزيل صور قادتها ورفع صور بشار الأسد والخمينى وخامئنى ونصر الله.. وهذا العمل نسخة طبق الأصل لما قامت به منظمة حماس بانقلاب مسلح فى قطاع غزة ضد إدارة الرئيس المنتخب محمود عباس ومنظمة فتح.. وقتل عدد من رجالها وإهانة ياسرعرفات ومحمود عباس بسحق صورهما بالأحذية وأمام كاميرات التليفزيون دون أدنى خجل.. وأنّ خطف الجندى الإسرائيلى (شاليط) عام 2006 كــّـلف الشعب الفلسطينى أكثر من ألف قتيل..وأنّ تنظيم حماس (الذى خطف الجندى الإسرائيلى) هناك أنباء تــُـفيد أنّ إسرائيل ساعدتْ على تأسيسه وبدعم من حكومات عربية فى أواخر عام 1987 لمنافسة منظمة فتح وإضعافها وأخيرًا تـمّ شراؤها من قبل إيران وسوريا لخدمة أغراض الدولتيْن على حساب مصالح الشعبيْن اللبنانى والفلسطينى)) (المصدرالسابق– ص 248)  

أعتقد أنّ أخطر ما هـدّد الدولة اللبنانية ليس تعدد المذاهب فقط.. وإنما وجود فصيل دينى مسلح اعتبرنفسه (دولة مستقلة) وهذا هو الشبح الذى يُهدّد الدول العربية.. وعندما أعلن الإسلاميون بقيادة الإخوان عداءهم للقوات المسلحة المصرية واستدعاء أمريكا وأوروبا للتدخل فى الشأن الداخلى (وقف الداعية الإسلامى صفوت حجازى فوق منصة رابعة وأعلن بداية (تشكيل الجيش الحر)) كما حدث فى سوريا..ومن بين جرائم حزب (الله) تأجيج الصراع بين السنيين والشيعة على مستوى العالم العربى.. وهوما يؤدى إلى القتال مثلما حدث فى الماضى.. حيث قتل الشيعة فى بداية الدولة الصفوية أربعين ألف سنى فى يوم واحد وتم إجبارالآلاف على التحول القسرى إلى مذهب الإمامية (المصدرالسابق- ص71) وأنّ حزب (الله) استخدم (ثقله التنظيمى المسلح لتشويه وقمع الاجتهادات المختلفة معه (داخل الشيعة) فتورّط فى عمليات تصفية جسدية دموية لرموز شيعية مثل الانقلاب الدموى ضد الشيخ صبحى الطفيلى الذى كان ينادى باستقلال الشيعة اللبنانيين عن إيران.. وهوما حدث مع المرجع الشيعى حسن فضل الله الذى رفض مرجعية خامئنى.. وتكرّرمع الإمام موسى الصدر الذى رفض وعارض توجهات حزب حسن نصر الله الإيرانى)) (ص117، 118) وأنّ حزب (الله) نفــّـذ عدة اغتيالات ضد المثقفين اللبنانيين (ص37، 42)
 ------------------

بقلم: طلعت رضوان

مقالات اخرى للكاتب

أين الدول العربية من التنافس الأمريكى الروسى؟