20 - 10 - 2024

الصين وأمريكا يتفاوضان حول الأزمة التجارية وترامب لا يتوقع الكثير

الصين وأمريكا يتفاوضان حول الأزمة التجارية وترامب لا يتوقع الكثير

أعلنت وزارة التجارة الصينية، اليوم الجمعة، أن مفاوضين صينيين وأميركيين أجروا محادثات تجارية وصفتها بـ"البنّاءة والصريحة" في واشنطن هذا الأسبوع، واتفق الجانبان على إبقاء التواصل مستمراً "بغض النظر عن المخططات المستقبلية".

وعقد وفدا البلدين برئاسة نائب وزير التجارة الصيني، وانغ شووين، ومساعد وزير الخزانة الأميركي، ديفيد كوهين، اجتماعات الأربعاء والخميس من دون الاعلان عن أي اختراق، في الوقت الذي كان فيه كل طرف يفرض حزمة جديدة من الرسوم الجمركية على بضائع الآخر.

وصعّدت الولايات المتحدة والصين حربهما التجارية المريرة أمس الخميس، عبر تطبيق رسوم جمركية عقابية نسبتها 25% على سلع قيمتها 16 بليون دولار، من كل دولة على الأخرى، في وقت استأنف مسؤولون متوسطو المستوى من الجانبين محادثات في واشنطن.

ويفرض أكبر اقتصادين في العالم حالياً رسوماً جمركية على منتجات قيمتها الإجمالية 100 بليون دولار، منذ أوائل يوليو ويتجهزان للمزيد، ما يعزز التهديدات للنمو الاقتصادي العالمي.

وأكدت وزارة التجارة الصينية أن واشنطن "تظل متعنتة" بتطبيقها الرسوم الجمركية الأحدث والتي دخلت حيز النفاذ من قبل الجانبين كما كان مقرراً، وأضافت في بيان مقتضب أن "الصين تعارض هذا بحزم، وستواصل اتخاذ الإجراءات المضادة الضرورية"، وأضافت أنه "في الوقت ذاته، وبغية حماية التجارة الحرة والأنظمة متعددة الأطراف والدفاع عن مصالحها المشروعة، فإن الصين ستقيم دعوى بخصوص إجراءات الرسوم تلك بموجب آلية فض النزاعات في منظمة التجارة العالمية".

وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على جميع السلع الصينية المُصدرة إلى الولايات المتحدة تقريباً والبالغة قيمتها أكثر من 500 بليون دولار سنوياً، ما لم توافق بكين على إجراء تغييرات كبيرة في ممارساتها في شأن الملكية الفكرية وبرامج الدعم الصناعي وهياكل الرسوم وتشتري المزيد من السلع الأميركية.

ويزيد ذلك الرقم بكثير عما تستورده الصين من الولايات المتحدة، ما يثير مخاوف من أن بكين قد تدرس أشكالاً أخرى للرد مثل زيادة صعوبة عمل الشركات الأميركية في الصين أو السماح لعملتها اليوان بالانخفاض أكثر لدعم مصدريها.

ومسؤولو إدارة ترامب منقسمون في شأن مدى الضغط على بكين، لكن يبدو أن البيت الأبيض يعتقد أنه يربح الحرب التجارية، في وقت يتباطأ اقتصاد الصين وتنخفض أسواق الأسهم فيها.

وقال وزير التجارة الأميركي، ويلبور روس، على تلفزيون "سي أن بي سي" الأربعاء "لن يستسلموا بسهولة، في نهاية المطاف، لدينا ذخيرة أكثر بكثير مما لديهم، لدينا اقتصاد أقوى بكثير مما لديهم".

لكن بإمكان النظام الشيوعي في المقابل تشديد الضغوط التنظيمية والضريبية على الشركات الأميركية العاملة في الصين وفي طليعتها بوينغ وآبل ومجموعات لصنع السيارات.

وتدخل الرسوم حيز التنفيذ في ظل محادثات تستمر يومين في واشنطن بين مسؤولين من الجانبين، وهي أول مفاوضات رسمية منذ اجتمع وزير التجارة الأميركي، مع ليو خه، نائب رئيس مجلس الدولة الصيني في بكين بيونيو.

وعبّرت مجموعات ممثلة لمصالح الشركات عن أملها بأن يشكل الاجتماع بداية مفاوضات جادة في شأن التغييرات في سياسات التجارة والاقتصاد الصيني التي يطلبها ترامب، إلا أن الأخير قال لرويترز الاثنين أنه "لا ينتظر الكثير من المحادثات التي يقودها وكيل وزارة الخزانة الأميركية ديفيد مالباس ونائب وزير التجارة الصيني وانغ شو ون".