17 - 07 - 2024

حين رفض عبد الناصر اعتقال أحمد بهاء الدين

حين رفض عبد الناصر اعتقال أحمد بهاء الدين

اليوم تمر الذكري ٢٢ لرحيل استاذنا احمد بهاء الدين.. نبوغه و بصماته علي المهنة لا تعد و لا تحصي، و مواقفه الوطنية لا تحتاج شهادة من أحد. 

وللأستاذ معارك كثيرة و آراء جريئة في السياسة و الفن و الثقافة .. لكن ربما لا يعرف كثيرون من الشباب انه جاء نقيبا للصحفيين عقب نكسة ٦٧ دون ان ينافسه احد، و انه عقب مظاهرات الطلبة عام ٦٨ احتجاجا علي نتائج المحاكمات التي صدرت ضد المسئولين عن الهزيمة و المطالبة بإعادة هذه المحاكمات، و جاء امام مبني النقابة جزء كبير من المظاهرة لايصال صوتهم للراي العام من خلال الصحافة، و طلب الأستاذ بهاء عقد اجتماع طارئ لمجلس النقابة مساء اليوم نفسه و تم فيه الاتفاق علي تأييد موقف الطلاب و تفويض النقيب في صياغة البيان الصادر عن الاجتماع. 

وذهب الأستاذ الي منزله و أغلق الهاتف (حتي لا يتلقى اية اتصالات للضغط عليه ) وكتب بيانا شديد اللهجة و به موقف واضح، و استيقظ مبكرا و ذهب الي النقابة ليشرّف بنفسه علي كتابة البيان علي الآلة الكاتبة وتوزيعه علي كافة الصحف ووسائل الاعلام. 

وقامت الدنيا و لم تقعد و احدث البيان دويا وغضبا لدي القيادة السياسية، و أرادت بعض الأجهزة ان تحمل الزميل الراحل صلاح الدين حافظ سكرتير عام النقابة وقتها مسئولية كتابة البيان و توزيعة، فرد بهاء انه المسئول وحدة وهو الذي يتحمل النتائج. 

وعندما عرضت هذه الأجهزة علي جمال عبدالناصر اعتقال أحمد بهاء الدين او عقابه رفض عبدالناصر بحسم اي مساس به، وقال انه يعرفه و هذه راْسه، و اكتفي بإرسال عتاب له عن طريق صديق مشترك مؤكدا لبهاء انه موجوع من النكسة بما فيه الكفاية وأن البيان بهذه الحدة يمكن ان تستغله قوي متربصة بمصر في هذا التوقيت. 

رحم الله الأستاذ الذي التقيته مرة واحدة بمكتبة في الأهرام والعديد من المرات في المسارح ودور السينما ومعارض الفنون التشكيلية وبعض الندوات التي كان يحرص علي حضورها. 

ستظل سيرة الاستاذ بهاء الدين حاضرة تنير لنا ظلمات أيامنا، و تؤكد ان الكلمة الحرة اقوي من اي قوة غاشمة، وان الحق و حدة هو الذي يبقي وأن الزيف مهما تجمل الي زوال.
 ---------------

بقلم: يحيى قلاش

مقالات اخرى للكاتب

 الغزالي حرب وثقافة الاعتذار