17 - 07 - 2024

هآرتس "مباحثات القاهرة اعتراف اسرائيلي بدولة فلسطينية بالضفة وغزة"

هآرتس

قالت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية إن اتفاق الهدنة لايمنح حماس اي صورة انتصار او مكسب فوري، بحسب النقاط،ولقد مجدت خطب "رمضان عبدالله شلح" زعيم الجهاد الاسلامي، و"عزت الرشق" من حماس، بطولة الشعب الفلسطيني وقدرته على الصمود في وجه الجيش الاسرائيلي، وعرّفا الانجاز والنصر بأنهما "عدم نسيان القضية الفلسطينية" و"احباط مؤامرات العدو الصهيوني وابطال قدرته الردعية".

وقال "تسيفي برئيل" الكاتب بالصحيفة أنه من الصعب أن نجد في مواد اتفاق الهدنة  فروقا جوهرية بالقياس بالاقتراح المصري الأصلي إلا اذا كانت توجد "ورقة سرية" تصاحب الاتفاق، ففي المرحلة الآنية من الاتفاق معتمد على تفاهمات "عمود السحاب"، وعليه تستطيع اسرائيل أن تقول في ظاهر الامر إنها أصابت هدفها وهو "الهدوء مقابل الهدوء، وتدمير الانفاق"، ولكن ذلك حتى شهر قادم عندما سيحين دعوة الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي الى القاهرة للتباحث حول المسائل الجوهرية.

وتوافق اسرائيل لأول مرة على مسار لبناء ثقة بينها وبين الادارة الفلسطينية، والتي تشارك فيها حماس والجهاد الاسلامي، وعلى الرغم من التباحثات لن تكون مباشرة إلا أنه اتفاق فلسطيني عام مع حكومة اسرائيل، وبذلك لا تحظى الادارة الفلسطينية الموحدة فقط باعتراف اسرائيلي كامل، بل وبموافقة اسرائيلية صريحة على أنه لا ينبغي الفصل بين الضفة والقطاع بعد الآن، وبدون هذين الاعترافين لن يكون هناك اي معنى للاتفاق المرحلي وللاتفاقات التي ستأتي بعده، وبذلك تكون حماس وسائر المنظمات ايضا في نظر اسرائيل جزءا لا ينفصل عن الكيان السياسي الفلسطيني الذي ستضطر اسرائيل الى اجراء المسيرة السياسية العامة في المستقبل معه ايضا.

ونقلت الصحيفة عن مصدر فلسطيني وصفته بـ"رفيع المستوى" قوله أن "حماس اليوم في معضلة صعاب اعادة بناء قوتها العسكرية والقضاء على جزء كبير من مخزون سلاحها، ومع عدم وجود أنفاق، ومع كون مصر تغلق حدودها في سيناء، "ستضطر حماس أن تقرر هل تتجه الى السياسة أم الى استمرار الكفاح المسلح الذي لم يأتها بالنصر"، واضاف ان تعمير غزة لن يكون وحده نصب عيون رئيس المكتب السياسي لحماس "خالد مشعل"، وزعيم الجهاد الاسلامي شلح، ولكن اعادة بناء العلاقات بمصر التي أصبحت الضامنة الوحيدة لتنفيذ الاتفاق، وبها تتعلق ايضا الصلة الاقتصادية والخارجية بين غزة والعالم".

وعن مستقبل السلطة الفلسطينية وتنفيذ اتفاق المصالحة قالت الصحيفة، أن القتال في غزة سيترجم الى نتائج سياسية على الساحة الفلسطينية، فهل ستطلب حماس باجراء انتخابات الرئاسة والمجلس التشريعي الفلسطيني في الموعد الذي حدد قبل الحرب، أي في نهاية السنة أو في مطلع السنة القادمة، أم ستخشى أن تقلل نتائج الدمار والقتل من رصيدها؟، وهل ستتحدى قرارات عباس فتعلن تهديدات عسكرية لنسف اتفاق الهدنة أم تضطر الى المهادنة؟ والسؤال الجوهري هو هل ستساعد الحرب على تجديد المسيرة السياسية بين اسرائيل والفلسطينيين؟، وهل اسرائيل مستعدة لبناء استقلال سياسي للدولة الفلسطينية من خلال مطاروميناء من دون ان تحسب ذلك انجازا خاص بحماس، وإنما للإدارة الفلسطينية؟.