10 - 11 - 2024

حديث الإفك وكلاب السكك!

حديث الإفك وكلاب السكك!

كان عم شمس ضابط شرف برتبة نقيب عندما كنت في مدرسة الصاعقة ، كان يشغل منصب قائد سرية كلاب حرب، وكنا جميعاً نحبه، كان نوبياً طيباً وكانت لي معه ذكريات عديدة، كان يشرف علي تدريب كلاب الحرب علي المهام المختلفة، وذات يوم سألته: " لماذا يجب إستيراد الكلاب المكلفة من الخارج، ما ضير الكلاب البلدية "، ضحك عم شمس ثم قال: " الكلاب التانية كلاب سكك ، كلاب ضالة لا أصل لها"..

ولم أكن أعرف مدي إجتياح تلك الكلاب الضالة لحياتنا، حتي اكتشفت أنها صارت أسلوب حياة، فلقد ﺳﺎﺑﻮﺍ مؤخراً ﻛﻼﺏ ﺍﻟﺴﻜﻚ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻳﻤﺰﻗﻮﻥ ﺛﻴﺎﺑﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﻧﻘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻦ ﺗﺎﺭﺓ ﻭﺃﻣﺎﻡ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺗﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻱ.. ﺃﻃﻠﻘﻮﻫﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻱ ﻓﻲ ﻫﻴﺌﺔ ﻏﺮﺑﺎﻥ ﺗﺮﺗﺪﻱ ﺯﻳﺎ أسود ﻭﺃﻗﻨﻌﺔ ﻛﻲ ﺗﺤﺎﺻﺮ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻳﻮﻡ 25 ﺃﺑﺮﻳل 2016 ﻭﻳﻮﺟﻪ ﻛﺒﻴﺮﻫم ﺑﻨﺪﻗﻴﺘﻪ ﺇﻟﻲ ﺻﺪﺭﻱ ﻣﻬﺪﺩﺍ ﻭﻫﻮ ﻳﺠﺬﺏ ﺍﻷﺟﺰﺍﺀ ﻛﻲ ﻳﻌﻤﺮ ﻃﻠﻘﺔ ﻳﻘﺘﻠﻨﻲ ﺑﻬﺎ .. ﺛﻢ ﻋﺎﻭﺩﻭﺍ ﺇﺭﺳﺎﻝ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻜﻼﺏ ﺍﻟﻀﺎﻟﺔ ﻋﻠﻲ ﻫﻴﺌﺔ ﻣﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺷﺮﻓﺎﺀ ﻛﻲ ﻳﻌﺘﺪﻭﺍ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻟﺤﻈﺔ ﺁﺫﺍﻥ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺠﻤﻌﻨﺎ ﻟﻺﻓﻄﺎﺭ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ .. ﻭﻣﻦ ﺣﻴﻦ ﻵﺧﺮ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻢ ﺗﺸﺮﻳﺲ ﺃﺣﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻼﺏ ﻛﻲ ﻳﻨﺒﺢ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﺎً ﻣﺎ ﺗﻴﺴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻛﺎﺫﻳﺐ ﺣﻮﻝ ﺷﺨﺼﻲ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺿع ﻭﻭﺻﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻲ ﺩﺭﺟﺔ ﻣﻦ ﺍلاﻧﺤﻄﺎﻁ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ .. ﻭﺃﺧﻴﺮﺍ ﻓﻮﺟﺌﺖ ﻳﻮﻡ 20 يونيو الماضي ﺑﺒﺮﻭﺯ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻓﺎﺀ ﻳﻨﺸﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻣﻨﺎﻓﺬ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪﺓ ﺧﺒﺮﺍ ﻓﺎﺳﺪﺍ ﺗﻜﺎﺩ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻋﻔﻮﻧﺘﻪ ﺗﺰﻛﻢ ﺍﻷﻧﻮﻑ، ﻭﺻﻴﺎﻏﺔ الخبر ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﻣﺘﻄﺎﺑﻘﺔ ﻷﻥ ﻣﺼﺪﺭﻫﺎ ﻭﺍﺣﺪ ﻳﺠﻠﺲ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﻳﺘﻘﺎﺿﻲ ﺭﺍﺗﺒﻪ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺍﻟﻨﺎ ﻛﻲ ﻳﻨﺸﺮ ﺍﻷﻛﺎﺫﻳﺐ ﻭﻳﻐﺘﺎﻝ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺘﺮﻣﺔ .. 

الطريف أنه في نفس اليوم كان الصديق العزيز المهندس يحيي حسين قد نشر مقالاً في صحيفة المشهد الغراء يسخر فيه من تلك الظاهرة الكلابية التي اتهمته ومعه الصديق الدكتور يحيي القزاز باتهامات لا أساس لها ، مجرد نباح لا أكثر ولا أقل ..

ولقد اعتدت ألا أكلف نفسي بمتابعة أو الرد علي هؤلاء، لأنني أرفض النزول إلي هذا الدرك الخفيض المتعفن، ولكن انتشار تلك الأكاذيب في يوم واحد وبصياغة متطابقة جعلتني أشك في أن المسألة تتعدي مهام قائد سرية كلاب حرب المكلف بإطلاقها علي شرفاء هذا الوطن، خاصة وأنه كانت هناك إشارة متكررة عن الحزب الذي أعلنت عن نية تأسيسه بإسم "حزب الناس الديمقراطي"، فمرة يقولون أنني أدعو لهذا الحزب كي أترأسه، رغم أن الإعلان الأول عن هذا الحزب كان واضحاً في تحديد أنه لن يتولي فيه أي قيادة من تجاوز سن الخمسين، وربما لم يعرف كبيرهم ومن أطلقهم علينا حقيقة عمري .. ومرة يقولون أن سر تأسيس الحزب هو أن يكون واجهة لعودة الأخوان !! ، وأن مصادرهم ( كبير الكلاب ) قد أفادتهم بتلقي الحزب تمويلاً ضخماً من الجماعة الإرهابية .. إلي آخر هذا الغثاء الذي لا يليق حتي بكاتب سيناريو أفلام المقاولات ..

ما يمكن استخلاصه من ذلك الهراء هو أن إشارة صدرت من جهة ما للهجوم علي حزب وليد تحت التأسيس، باستخدام الإتهامات سابقة التجهيز والتي صارت مهلهلة من كثرة إستخدامها، وذلك يؤكد مدي الرعب الذي يتملك من السلطة تجاه أي عمل سياسي جاد.

لا أدري إذا كانت تلك الجهة هي جزء من السلطة أو هي فوق السلطة، لأن السيسي في حفل تنصيبه ألقي كلمة تضمنت دعوة لما أسماه "التنمية السياسية" و"الإنفتاح بدون إقصاء" .. إلي آخر هذه العبارات التي يتضح من التصرفات التي أومأت إليها أنها تفرغها تماماً من مضمونها، وربما تجدر الإشارة إلي أنني أبديت ترحيباً بتلك الإشارة في خطاب السيسي، وتحملت في ذلك إنتقادات العديد من الأصدقاء والمخلصين، فقد كتبت أنه ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻳﻤﺪ ﻳﺪﻩ ﻓﻌﻼ ﻟﻠﻤﺼﺎﻓﺤﺔ ﻭﺟﺐ ﺃﻻ ﻧﺮﺩﻫﺎ.. ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻤﻬﺪ، ﺑﺎﻹﻓﺮﺍﺝ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺃﺳﺮﻱ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﻋﻠﻲ ﺭﺃﺳﻬﻢ ﻫﺸﺎﻡ ﺟﻨﻴﻨﻪ ﻭﺍﺑﻮ ﺍﻟﻔﺘﻮﺡ ﻭﻋﻨﺎﻥ ﻭﻛﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺑﻼ ﺗﺤﻔﻆ، ﻭﺍﻥ ﻳﺘﻴﺢ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﺑﺰﻳﺎﺭﺓ ﻛﻞ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﻟﻤﺮﺍﺟﻌﺔ ﺃﺣﻮﺍﻟﻬﺎ وﺃﻥ ﺗﺸﺘﻤﻞ ﺍﻷﺟﻨﺪﺓ ﻋﻠﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﻭﺃﺑﺮﺯﻫﺎ : - ﻗﻀﻴﺔ ﺗﻴﺮﺍﻥ ﻭﺻﻨﺎﻓﻴﺮ. - ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻱ. - ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ .- ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻤﻘﻴﺪﺓ ﻟﻠﺤﺮﻳﺎﺕ .- ﺍﻹﻓﺮﺍﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺠﻮﺑﺔ ﻭﺇﺗﺎﺣﺔ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒة ﻟﻮﺟﻮﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔآ - ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﻓﻲ ﺳﻴﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺤﺮﺏ ﺿﺪ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ .

وأوضحت أن ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺟﻨﺪﺓ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺮﺓ ﻻ ﺗﺴﺘﺒﻌﺪ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺃﺧﺮﻱ ﻫﺎﻣﺔ، لأن ﺍﻟﻤﺼﺎلحة الحقيقية كما قال الرئيس ﻳﺠﺐ ﺃﻻ ﺗﻘﺼﻲ ﺃﺣﺪ ﻭﺗﻔﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺇﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﺗﻌﻴﺪ ﺍﻟﻮﺋﺎﻡ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .. وقد أوضحت وقتها أن ﻫﺬﺍ ﺭﺃﻳﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ، ولا يمثل حزب الناس الديمقراطي تحت التأسيس، ورجوت ممن اعترض علي رأيي أن يعيد قراءة ما عرضته ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻴﻪ ..

كان رأيي ولا يزال أن ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺸﻄﺮﻧﺞ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺮﻛﺔ ﺗﻘﺎﺑﻞ ﻛﻞ ﺣﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺲ، وﺃﻥ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﻣﺤﺎﺻﺮﺗﻪ ﻭﺗﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﺃﺧﻄﺎﺋﻪ، وأن ﺃﺳﻮﺃ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻬﺎﻣﺶ ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﻓﺬﻟﻚ خيار سهل، ولكنه لا يحل شيئاً.

وقد أبديت تفهمي لمخاوف البعض، بل وربما مشاركتي لبعض هذه المخاوف، لكنني أكدت علي ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﻤﺴﺪﻭﺩﺓ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺛﻐﺮﺓ، ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺍﻫﻨﺔ ﻓﺮﺻﺔ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻀﻴﻊ، خاصة وأن الآلاف يقبعون خلف القضبان، ﻭﻳﺘﻮﻗﻌﻮﻥ ﺃﻥ ﻧﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﻨﻔﺎﺫ إليهم لتحريرهم، حيث ﻟﻦ ﻳﻔﻴﺪﻫﻢ ﻣﻬﺎﺭﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﺮ والمحاججة وإصدار بيانات الإحتجاج .. وكنت واضحاً عندما ذكرات أنه ﺭﺑﻤﺎ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ تبدو ﻏﻴﺮ ﻣﺆﻛﺪﺓ، ولكن لا ﺃﻇﻦ ﺃﻥ ﻻ ﺃﺣﺪ ﺳﻮﻑ ﻳﻌﺘﺮﺽ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘﻲ حددتها لنجاح الحوار المقترح ..

ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ والسياسية التي تعلمتها علي مر السنين ، عرفت أنه من المهمم أن ﺗﺮﺍﻗﺐ ﺳﻠﻮﻙ خصمك ﺣﺘﻲ ﺗﻜﺘﺸﻒ ﻧﻘﻄﺔ ﺿﻌﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺮﻛﺰ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺠﻬﻮﺩ ﻗﻮﺍﺗﻚ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻹﺧﺘﺮﺍﻕ ﻭﺍلاﻟﺘﻔﺎﻑ حوله ومحاصرته ﺑﺄﺧﻄﺎﺋﻪ.. ﻭﺗﺒﻘﻲ مع ذلك ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﺭﻫﻦ ﺍﻹﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ ﺣﺘﻲ ﺗﺤﻴﻦ ﻟﺤﻈﺔ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﺧﺘﺮﺍﻕ ..

قلت أن ﺍﻟﺮﺟﻞ قد أعلن أﻧﻪ ﻳﻤﺪ ﻳﺪﻩ ﻭﺑﻼ ﺇﻗﺼﺎﺀ .. ﻭﻣﻬﻤﺘﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﺘﻔﺘﻴﺶ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻮﺍﻳﺎ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺣﺼﺎﺭﻩ ﺑﻜﻠﻤﺎﺗﻪ ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺗﺤﺮﻳﻚ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻤﺠﻤﺪ لانتزاع ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺭﺽ ، ﻣﺜﻞ ﺍﻹﻓﺮﺍﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﻣﺜﻼ .. ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ كان ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮﻱ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﺘﺴﻼﻡ ﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﺍﻟﻤﻘﺒﻀﺔ.. ﺃﻭ ﻫﻜﺬﺍ ظننت ﻭﻗﺪ ﺃﻛﻮﻥ ﻣﺨﻄئا.

في أحوال مثل حصار ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ في ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﻮﺭ وعندما بدا أن ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﺻﻌﺒﺎ ، ﻛﻨﺎ ﻧﺠﺘﻬﺪ ﻭﻧﺒﺪﻉ ﻭﻧﺒﺘﻜﺮ ﻭلم ﻧﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺇﺳﺘﻨﺰﺍﻑ العدو، وكان ذلك بهدف أن ﻧﺨﻔﻒ ﺑﻌﺾ ﻗﻴﻮﺩﻩ ﻋﻠﻴﻨﺎ، مع ﺇﺯﻋﺎﺟﻪ ﺑﻤﻨﺎﻭﺭﺍﺕ ﺳﻮﺍﺀ ﺑﺎﻟﺬﺧﻴﺮﺓ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻘﻮﺍﺕ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﺛﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﺎﻭﺭﺍﺕ ﺿﺌﻴﻼ .. فإذا كان ﺍﻟﻌﺪﻭ قد أحكم حصاره، وتمكن من أسر أغلي الرجال، وأدعي أنه يفتح الباب للتفاوض، ﻓﻠﻴﺲ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺇﺧﺘﺒﺎﺭ جديته ﺃﻭ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﻗﻞ ﺇﺛﺒﺎﺕ عدم جديته ..

ولقد تكفل قائد سرية كلاب السكك بإثبات خطأ تقديري وعبثية أي محاولة لإنفتاح سياسي، فها هو يطلق كلاب السكك الضالة كما وصفها عم شمس، كي تنهش بلا أخلاق وبلا أي إعتبار لقانون أو مبادئ، كي يسيل لعابها المسمم بأكاذيب لا أصل لها، رغم أن كل مواقفي مسجلة بالصوت والصورة وفي مقالات علي مدي ما يزيد علي أربعين عاماً من عمري، وبعض هذه السطور كتبتها بدمائي في معركة التحرير ، وبعضها الآخر بالجهد والعمل الدؤوب علي موائد التفاوض دفاعاً عن مصالح بلادي ، ثم مئات المقالات التي حملت أفكاري وآرائي علي مر السنين.

-------------------
بقلم السفير/ معصوم مرزوق
* مساعد وزير الخارجية الأسبق
(نشر في موقع المشهد يوم 23 - 06 – 2018)

مقالات اخرى للكاتب