26 - 06 - 2024

"المحامون الشرفاء".. ملف: مهمتهم حبس المواطنين "في حب مصر" (1)

سمير صبرى صاحب نصيب الأسد فى تقديم البلاغات ضد الفنانين والسياسيين ونبيه الوحش المحامي الأكثر شهرة

أحمد مهران وأيمن رأفت وعبد الرحمن عبد البارى محامون واصلوا السير على نفس الدرب

تعد البلاغات أشهر وأسرع الطرق للشهرة، إضافة إلى أنها رسالة تأييد للنظام تؤدي في أغلب الاحوال إلى فوائد عديدة للمحامي، بل إن هناك عدد من المحامين صارت شهرتهم مرتبطة في الأساس بكونهم من محترفي تقديم البلاغات ضد الفنانين والسياسيين، وعلى رأس هؤلاء نبيه الوحش وسمير صبري، ومايزيد من خطورة الأمر أن تلك البلاغات تؤدي إلى الزج بمعارضين سياسيين في السجون كما حدث مؤخراً مع السفير معصوم مرزوق.

المحامى سمير صبرى، هو صاحب نصيب الأسد فى تقديم البلاغات، مستنداً إلى قصاصات الجرائد لتوزيع اتهاماته ضد خصومه، كما أن هذه الطريقة كانت سبباً فى شهرته منذ سنوات طويلة، فلا يكاد يمر يوم حتى يتقدم ببلاغات إلى مكتب النائب العام، ضد عدد كبير من الشخصيات العامة والفنانين، حتى بلغ متوسط مايقدمه من بلاغات حوالي ألف بلاغ سنوياً .

ولم يفوت المحامي الفرصة في تقديم بلاغات متهما خصومه بإهانة نظام السيسي أو المؤسستين الأمنية والعسكرية،  وقيل أن عدد البلاغات التى تقدم بها ضد منتقدى الرئيس قارب الثلاثة آلاف بلاغ حتى الآن  منها على سبيل المثال تقديم  بلاغ إلى النائب العام، يطالب فيه بإلقاء القبض على المطرب رامي عصام بتهمة الإساءة للسيسي، والتقليل من حجم الإنجازات التي قام بها، وبلاغ آخر ضد الشاعر جلال البحيري صاحب ديوان "خير نسوان الأرض"، بتهمة الإساءة للجيش المصري.

إضافة إلى بلاغه ضد المخرج أحمد الجارحي والمؤلف وليد عاطف، وذلك لعرضهما مسرحية تحت عنوان “سليمان خاطر”، بنادي الصيد، بتهمة التهكم على الجيش المصري، وطالب صبري بإحالة المدعى عليهما، إلى المحكمة الجنائية ، وهما لازالا خلف القضبان حتى الآن.

ومن الأسماء البارزة التي نالتها سهام المحامي سمير صبري المستشار السابق هشام جنينة والفريق الركن سامي عنان والسياسي عبد المنعم أبو الفتوح واللاعب باسم مرسي. وكان من بين البلاغات التي تقدم بها صبري دعوى ضد الدمية المعروفة باسم “أبلة فاهيتا”، متهما إياها باستعمال ألفاظ تخالف جميع القيم والأخلاق المجتمعية.

وتسبب سمير صبري في الحكم على محمد عبد الله نصر، المعروف بالشيخ ميزو، لمدة خمس سنوات مع الشغل والنفاذ، بتهمة ازدراء الأديان. كما تسبب في سجن الكاتب أحمد ناجي، لمدة سنتين بناء على شكوى ضد روايته "وترت قلبه"، كما  رفع قضية أخرى ضد الفنانة شيرين، ليتم بسببه حظر أغانيها في مصر، والحكم بسجنها لمدة 6 أشهر بسبب سخريتها من تلوث ماء النيل.

وتزدحم القائمة بأسماء الكثير من طالبي الشهرة الذين يقدمون أنفسهم باعتبار انهم حماة الفضيلة ومحبي الوطن والأكثر غيرة عليه ، منهم مثلا  المحامى محمد النمر، صاحب بلاغ اتهام الراقصتين شاكيرا وبرديس بالتحريض على الفسق، واللتان حكم عليهما بالحبس ،وهو مادفعه لأن يقول بكل ثقة  "أن الحكم على الراقصتين إنذار لكل من تلجأ إلى مشاهد الإغراء والإثارة لزيادة نسب المشاهدة بأن تتوقف عن هذا الطريق وتعدل عنه وإلا سيكون مصيرها مصير الراقصتين، مشيرا إلى أنه على الدولة إصدار قرارات بوقف كل قنوات الرقص أو قناة تعرض مشاهد خليعة".

نبيه الوحش كان المحامي الأكثر شهرة في هذا السياق، فهو صاحب أشهر وأغرب البلاغات ضد عدد كبير من الفنانين والفنانات والشخصيات العامة ،حتى صار هو نفسه شخصية عامة شهيرة يتم استضافته في البرامج التلفزيونية ليثير الجدل ويطلق شتائمه ضد الجميع.

وعلى سبيل المثال استهدف الوحش المخرجة ايناس الدغيدي التي شن ضدها حرباً كبيرة في القضاء وعلى شاشات التلفزيون، وبلغ به الأمر أن قال في أحد البرامج "إيناس الدغيدي مينفعش فيها قضايا أو بلاغات..محصنة من كل ده.. دى نجيبها في ميدان التحرير ونولع فيها بجاز وسخ".

كما رفع قضية ضد الفنانة علا غانم، يتهمها فيها بالترويج للفجور بعد تصريح لها بأنها تحرص على تعليم بناتها أسرار الجنس وأصوله.

وحين عرض فيلم دكان شحاتة (إنتاج عام 2009 من بطولة المطربة اللبنانية هيفاء وهبي) قرر الوحش تقديم بلاغ ضد وهبي بتهمة الإساءة للإسلام في الفيلم، كما طالب بوقف عرض الفيلم الذي أخرجه خالد يوسف، في دور العرض المصرية. 

وفي عام 2010، قدم الوحش بلاغاً إلى النائب العام ضد الممثلة المصرية علا غانم يطالب فيه بمنع عرض مسلسل "العار" الذي كان يعرض لها وقتذاك (إنتاج عام 2010) لأنه "يحرض على الفسق والفجور، ويفسد الصيام" بحسب بلاغه. 

ورفع الوحش قضيتين ضد المطرب تامر حسني، واحدة يتهمه فيها بالتهرب من التجنيد، والأخرى بظهوره على أفيش سينمائي "غير لائق" مع الممثلة مي عز الدين (في إشارة إلى أفيش فيلم عمر وسلمى).

وقدم الوحش بلاغاً أيضاً ضد الممثلة المصرية عبير صبري لمجرد أنها قررت خلع الحجاب.

هناك اسم آخر لمحامي واصل السير على نفس الدرب وهو أحمد مهران الذي قدم بلاغاً إلى النائب العام يتعلق بالمطربة شيما صاحبة كليب "عندي ظروف" – التي دخلت السجن بالفعل بسبب بلاغه - بسبب "تحريضها على الفسق والفجور".

قبل ذلك بأيام، اقترح المحامي عبر حسابه في فيسبوك أن يكون في مصر زواج يطلق عليه "بارت تايم" بمعنى أن الزوج الذي لا يستطيع توفير مسكن للزوجية من الممكن أن يتزوج سيدة ويذهب إلى زيارتها لبعض الوقت من دون أن يكونا معاً بشكل دائم، وطبعاً اهتمت وسائل إعلام عدة بالأمر ودعته للحديث عنه.

يصف المحامي المصري نفسه بأنه "يحارب الفسق والفجور ويرفض انتشار الرذيلة في المجتمع".

وفي سبتمبر العام الماضي، تقدم مهران ببلاغ إلى النائب العام ضد فريق مشروع ليلى اللبناني بسبب رفع أعلام قوس قزح، والتي تعني التضامن مع حقوق المثليين، في هذا الحفل. كما تقدم ببلاغ ضد الشركة الراعية والمنظمة الحفل، وقال مهران أن بلاغه يأتي "حرصاً منه على مساندة الدولة في ترسيخ المبادئ والقيم الأخلاقية للحفاظ على هوية هذه الأمة التي صدّرت الإسلام إلى جميع دول العالم".

كما تقدم مهران ببلاغ إلى النائب العام ضد مسلسل "مزاج الخير" (إنتاج عام 2013 ومن بطولة مصطفى شعبان) قبل عرض المسلسل رسمياً بحوالى الشهر، معتبراً أن حوادثه تنتهك حرمة شهر الصوم، وإلهاء الصائمين عن أداء فروضهم الدينية، مطالباً في بلاغه بأن "تحمل الدراما قيماً إيجابية للمجتمع".

كما حاول عدد من المحامين بشكل دائم  فرض ارائهم الدينية وقناعاتهم فيما يخص ازدراء الاديان ولعل أبرزها ما جاء فى ذلك البلاغ المقدم للنائب العام ضد أحمد الفيشاوى وابطال فيلم الشيخ جاكسون، حيث  تقدم المحاميان أيمن رأفت وعبد الرحمن عبد البارى، ببلاغ للنائب العام ضد صناع فيلم "شيخ جاكسون" وعلى رأسهم الفنان أحمد الفيشاوى والمخرج عمرو سلامه، بتهمة ازدراء الدين الإسلامى.

وذكر المحاميان فى البلاغ أن الفيلم يسىء للدين الإسلامى، ويشكك فى ثوابت الدين الإسلامى من خلال بث أفكار مغلوطة تمس بالدين وهى أفكار متطرفة.

أما سمير صبري فهو الأكثر التزاماً بالحرص على الدولة والقيم ...وهو ما يدفعه للتقدم  ببلاغ إلى النائب العام المصري، ضد الدكتور خالد منتصر، مطالباً بمحاكمة عاجلة له لمجرد أنه نشر على حسابه الرسمي في فيسبوك صورة لعمل فني هو تمثال اغتصاب بروزربينا، (منحوتة فنية للنحات الإيطالي جيان لورينزو برنيني)، اعتبر صبري في بلاغه أن التمثال يخدش الحياء العام ويعد ضد عادات المجتمع المصري وقيمه.

كما تقدم صبري ببلاغ ضد الفيلم السويدي "حادثة النيل هيلتون" (إنتاج 2017 ومن إخراج طارق صالح) بتهمة أنه مسيء للشرطة المصرية، ويهدف إلى التأثير سلباً في السياحة، مطالباً بوضع الممثلين المصريين الذي شاركوا في الفيلم في قوائم ترقب الوصول.

كما تقدم ببلاغ ضد فضائية الجزيرة القطرية بسبب عرضها فيلم "العساكر" الوثائقي الذي اعتبره صبري مسيئاً للجيش المصري.

وتقدم  ببلاغ آخر يطالب فيه بوقف عرض مسلسل "لا تطفئ الشمس" (إنتاج عام 2017 ومن بطولة أحمد مالك ومحمد ممدوح) لأن بطل المسلسل مالك أهان الشرطة المصرية، في واقعة شهيرة أطلق عليها "موقعة الكاندوم".

وتقدم ببلاغ ضد الكاتبة المصرية فريدة الشوباشي، لحديثها عن الشيخ محمد متولي الشعراوي والذي يراه صبري "غير لائق"، مطالباً في بلاغه بمنعها من الظهور على الشاشات.
 ----------------

تقرير: ماجدة فتحي






اعلان