29 - 06 - 2024

اتهامات أوكرانية ضد روسيا بالقيام بتوغل جديد .. والآمال تنحسر

اتهامات أوكرانية ضد روسيا بالقيام بتوغل جديد .. والآمال تنحسر

اتهمت أوكرانيا القوات الروسية بتنفيذ عملية توغل عسكري جديدة عبر حدودها يوم الأربعاء بعد يوم من اتفاق رئيسي البلدين على العمل لانهاء حرب انفصالية في شرق البلاد.

وسرعان ما أدى الاتهام الذي لم يتسن التحقق منه على الفور إلى التقليل من أي شعور بالتفاؤل الحذر إزاء محادثات أجريت مساء يوم الثلاثاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو بشأن حل الصراع المستمر منذ خمسة أشهر.

وقال المتحدث باسم الجيش الأوكراني أندريه ليسينكو إن مجموعة من الجنود الروس عبرت الحدود في ناقلات جند مدرعة وشاحنة ودخلت بلدة أمفروسيفيكا الشرقية قرب المكان الذي اعتقلت فيه أوكرانيا عشرة جنود روس يوم الاثنين.

وذكر ليسينكو أن القتال في بلدة هورليفكا إلى الشمال وبلدة وإيلوفايسك إلى الشرق أدى إلى مقتل نحو 200 من الانفصاليين المؤيدين لروسيا ودمر دبابات وأنظمة صواريخ. وذكر أن 13 من الجنود الأوكرانيين قتلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة وأن 36 أصيبوا.

ولم يصدر تعقيب فوري من وزارة الدفاع الروسية بشأن اتهامات التوغل الأوكرانية.

ونفت روسيا مرارا أنها أرسلت أسلحة وجنودا لمساعدة الانفصاليين في الشرق وتقول إن الرجال الذين ألقي القبض عليهم يوم الاثنين عبروا شطرا غير مرسم من الحدود بطريق الخطأ.

وقال دينيس بوشلين وهو زعيم انفصالي سابق للصحفيين في موسكو "بالنسبة لموجة الذعر الأخيرة في وسائل الإعلام الأوكرانية من أن روسيا انضمت للحرب .. لو انضمت روسيا للحرب لكانت الهجمة المضادة في كييف نفسها."

ومسألة ضلوع روسيا المباشر هي محور الأزمة التي فرضت خلالها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على روسيا التي ردت بالمثل. وعززت موسكو قواتها على الحدود الأوكرانية ورد حلف شمال الأطلسي بتعزيز تدريباته في شرق أوروبا.

وتعهد بوروشينكو بعد مفاوضات مع بوتين بالعمل من أجل التوصل إلى اتفاق عاجل لوقف اطلاق النار لنزع فتيل الصراع الانفصالي في شرق أوكرانيا الذي أعلن فيه الانفصاليون جمهوريتين شرقيتين تشكلان إقليما يسمونه نوفوروسيا أو روسيا الجديدة.

ووصف بوتين المحادثات التي جرت في روسيا البيضاء بالإيجابية لكنه قال إنه ليس من شأن روسيا الدخول في تفاصيل شروط هدنة بين حكومة كييف والانفصاليين.

وقال للصحفيين في وقت مبكر من صباح يوم الأربعاء "يمكننا أن نساهم فقط في تهيئة أجواء ثقة من أجل عملية تفاوضية ممكنة وضرورية جدا في رأيي."

 

* رد فعل الانفصاليين

كتب أوليج تساريوف وهو قيادي انفصالي على موقع فيسبوك أنه يرحب بنتيجة المحادثات لكن الانفصاليين لن يقبلوا بأقل من الاستقلال.

وقال "ربما أهم نتيجة هي اقتراح فلاديمير بوتين الوساطة بين أوكرانيا ونوفوروسيا. هذه انفراجة حقيقية."

لكنه أضاف "يجب أن يدركوا أن التسوية الحقيقية للوضع لن تكون ممكنة إلا بمشاركة ممثلين من نوفوروسيا. لن نسمح بتحديد مصيرنا من وراء ظهورنا."

وتابع "الآن نطالب بالاستقلال. لا نثق بالقيادة الأوكرانية ولا نعتبر أنفسنا جزءا من أوكرانيا. الضمان لأمننا هي قواتنا المسلحة. سنقرر مصيرنا بأنفسنا."

واندلع القتال في الشرق في أبريل نيسان بعد شهر من ضم روسيا لشبه جزيرة القرم ردا على الإطاحة بالرئيس المدعوم من موسكو فيكتور يانوكوفيتش في كييف.

وقال تقرير للأمم المتحدة حصلت عليه رويترز يوم الثلاثاء إن أكثر من 2200 شخص قتلوا. ولا يشمل التقرير 298 من ركاب وطاقم الطائرة الماليزية الذين لاقوا حتفهم بعد أن أسقطت الطائرة فوق أراض يسيطر عليها الانفصاليون في يوليو تموز.

ودفعت الأزمة الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لفرض عقوبات على قطاعات المال والنفط والدفاع الروسية وردت موسكو بحظر معظم واردات المواد الغذائية من الغرب. وتهدد الحرب التجارية بدفع روسيا نحو الركود وعرقلة تعافي الاقتصاد في أوروبا.

وفي مؤشر على انعدام الثقة بين كييف وموسكو دعا رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك حلف شمال الأطلسي إلى تقديم "مساعدة عملية" لأوكرانيا في القمة التي سيعقدها الحلف في ويلز الشهر المقبل.

وقال أيضا إنه على علم بخطط روسية لوقف تدفق الغاز هذا الشتاء إلى أوروبا التي يتم شحن قرابة نصف امداداتها عبر أوكرانيا.

ولم يذكر كيف علم بخطط روسيا. ورفضت شركة جازبروم الروسية التعقيب ولم يصدر رد فعل فوري من وزارة الطاقة.

وكانت روسيا أوقفت إمداد أوكرانيا بالغاز في يونيو حزيران بسبب خلاف على السعر والديون لكنها واصلت تزويد أوروبا أكبر أسواقها عبر أوكرانيا.

وفي مؤشر إيجابي من المحادثات التي جرت في مينسك عاصمة روسيا البيضاء قال بوتين انه وبوروشينكو اتفقا على إجراء محادثات بخصوص إمدادات الغاز الروسية إلى أوكرانيا.

وقال "نحتاج لاستئناف حوار الطاقة بما في ذلك مشاكل الغاز. بصراحة هذه مسألة معقدة ووصلت لطريق مسدود لكننا مازلنا بحاجة للتحدث بشأنها. اتفقنا على مواصلة تلك المشاورات."

وقال مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الطاقة جونتر أوتينجر إن مشاورات ستجرى في موسكو يوم الجمعة بين روسيا وأوكرانيا والاتحاد الأوروبي.






اعلان