29 - 06 - 2024

استراتيجية أمريكية جديدة للتعامل مع إيران تستهدف بتر أذرعها في المنطقة

استراتيجية أمريكية جديدة للتعامل مع إيران تستهدف بتر أذرعها في المنطقة

عدلت الولايات المتحدة من استراتيجيتها في التعامل مع النفوذ الإيراني الممتد عبر أذرعها في المنطقة، حيث بدلت استراتيجيتها التي كانت قائمة على محاسبة كل فصيل حظي بدعم إيراني منفردا، لتصير قائمة على التعامل مع كل الميليشيات والجماعات والتنظيمات والأحزاب الموالية لطهران ككيان واحد، في استراتيجية شمولية.

وتتضمن السياسة الأمريكية الجديدة غلق المساحات أمام مناورات طهران القائمة، في سعيها لتوسيع نفوذها أو استهداف المصالح الغربية في المنطقة، من خلال ميليشيات تابعة لها.

والعراق يعتبر اليوم خط التماس الأول بين مصالح إيران والولايات المتحدة، وحذرت الولايات المتحدة إيران، الثلاثاء، من أنها "سترد بشكل سريع وحاسم" على أي هجمات يشنها حلفاء طهران في العراق تؤدي إلى إصابة أميركيين أو إلحاق أضرار بمنشآت أميركية.

ولم يتردد قيس الخزعلي، الأمين العام لحركة “عصائب أهل الحق”، وهي إحدى أهم الجماعات المستهدفة بالتحذير الأميركي في القول إن ذلك سيمثل "طلقة الرحمة على المشروع الأميركي".

وتعد الخطوة الأميركية نقلة نوعية في سياستها إذا ما أرادت تطبيق استراتيجية وزير الخارجية مايك بومبيو، التي أعلنها في مايو الماضي، وتقوم على تجاوز حصر المواجهة في إطار الاتفاق النووي، وتوسيعها لتشمل أذرع إيران الإقليمية، وإذا طبقت الولايات المتحدة سياستها الجديدة بتجاهل المنفذ الفعلي على أرض الواقع، واعتبار إيران المسؤول المباشر، فمن المرجح أن تنعكس هذه الرؤية أيضا على سياسة الولايات المتحدة في لبنان واليمن.

فميليشيات حزب الله الشيعي اللبناني، وجماعة الحوثيين اليمنية، صارتا على قمة الأهمية الاستراتيجية للأدوات المحورية في سياسة صراع البقاء في المنطقة، التي لجأت إليها إيران ضمن مساعيها للتمسك بالأرض ومقاومة محاولات الولايات المتحدة ودول إقليمية محورية دفعها إلى التراجع داخل حدودها.

ويقول تيد بوي، العضو في مجلس النواب الأميركي، إن خطأ الولايات المتحدة كان "عدم إدراك أن حزب الله، الذي تأسس في بداية ثمانينات القرن الماضي، سيتحول لاحقا إلى نموذج لكل أذرع إيران في المنطقة، بعد أن منح إيران موطئ قدم استراتيجيا في الشام"، موضحا أن "استراتيجية واشنطن الجديدة تقوم على عدم منح إيران الوقت كي تتحول باقي الميليشيات المدعومة من قبلها إلى حزب الله آخر، هذه التجربة يجب ألا تتكرر،وتعول واشنطن على جهود المنطقة الذاتية أيضا لحصار إيران".

ويقول دبلوماسيون إن الولايات المتحدة، في رؤيتها الجديدة للنفوذ الإيراني، تحاول إجبار إيران على إنهاء حالة "الحرب الباردة" التي تتمتع بالعمل ضمن إطارها منذ عقود، والدخول معها في حالة مواجهة صريحة، يتم خلالها تبديد أي أوهام بخصوص وقوفها خلف أنشطة ميليشياتها في المنطقة، وإنزال عقاب فوري يمس مصالح طهران بشكل مباشر ولا يقتصر فقط على الفصيل الذي نفذ العمل التخريبي المستهدف.

ويقول المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط سيث فرانتزمان، إن "بيان الولايات المتحدة حول تحميل إيران مسؤولية فصائلها مهم للغاية، يوضح جانبا من الوضوح الجديد من قبل واشنطن في عدم التمييز بين الميليشيات المدعومة من إيران سواء في بغداد أو في طهران".






اعلان