21 - 10 - 2024

استراتيجي إسرائيلي يحذر من الهيمنة الأمنية الصينية على موانئ إسرائيل

استراتيجي إسرائيلي يحذر من الهيمنة الأمنية الصينية على موانئ إسرائيل

i24NEWS

حذر البروفيسور شاؤول حوريف، رئيس مركز أبحاث السياسات والاستراتيجية البحرية في جامعة حيفا من التهديدات الأمنية للهيمنة الصينية على الموانئ الإسرائيلية، من خلال الاستثمارات الصينية في موانئ البحر الأبيض المتوسط وفي إسرائيل على وجه الخصوص.

وأشار الى أن شركة SIPG آآ الصينية ستقوم بتشغيل ميناء حيفا قريبا، وقال انه يتعين على إسرائيل انشاء آلية جديدة تفحص الاستثمارات الصينية للتأكد بأنها لا تهدد المصالح الأمنية، بحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية الجمعة.

وقال حوريف "عندما تمتلك الصين الموانئ، فانها تفعل ذلك تحت غطاء الحفاظ على طريق تجاري من المحيط الهندي عبر قناة السويس وحتى أوروبا، مثل ميناء فبراوس في اليونان، آآ هل لهذا الأفق تأثير أمني؟ نحن لا نوازن هذا بصورة كافية، أحد المسؤولين الأمريكيين قال اذا فكر الاسطول الأمريكي السادس في اعتبار ميناء حيفا ميناءً رئيسياً له، فإنه على ضوء السيطرة الصينية، سيتم إلغاء الفكرة من جدول الاعمال".

وقال حوريف خلال مقابلة مع القناة السابعة العبرية إن الأمريكيين يوجهون جل اهتمامهم اليوم الى بحر الصين الجنوبي والخليج العربي، على حساب البحر المتوسط، وقال انه من الصواب ان تعزز إسرائيل في هذه الاثناء مكانتها كقاعدة استراتيجية للامريكيين.

ويعتقد الأمريكيون آآ بأن إسرائيل أصابها الجنون لإعطائها الصينيين مفاتيح ميناء حيفا، وأوضحوا ان البحرية الإسرائيلية لا يمكنها الوثوق في استمرار العلاقات الوثيقة مع الاسطول الأمريكي السادس بعد دخول الصين الى الصورة.

وفازت شركة SIPG الصينية بالمناقصة لتوسيع ميناء حيفا قبل ثلاث سنوات ونصف، ومن المتوقع افتتاح الميناء في عام 2021 وسيتم ادارته من قبل الشركة الصينية، التي تدير أيضا ميناء شنغهاي لمدة 25 عاما، كما فازت شركة صينية أخرى بمناقصة بناء ميناء جديد في اسدود جنوب إسرائيل.

هذه القرارات تم اتخاذها من قبل وزارة المواصلات وسلطة الموانئ الاسرائيلية، بدون أي تدخل لمجلس الامن القومي والبحرية الإسرائيلية وادخالها للصورة، المشكلة ليست فقط بالشكل الذي ينعكس على علاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة، والتي تتخذ منحى متزايدا بخطابها ضد بكين، بسبب الحرب التجارية والتوتر في بحر الصين الجنوبي.

وقالت "هآرتس" ان الميناء المدني في حيفا ملاصق لطريق الخروج لقاعدة عسكرية للبحرية الإسرائيلية القريبة، التي تضم قافلة الغواصات الإسرائيلية، وهي وفقا لتقارير اجنبية لديها قدرات "الضربة الثانية"، لاطلاق صواريخ نووية.

وقال التقرير ان الصين تشارك في مشاريع أخرى ضخمة بمجال البنية التحتية بإسرائيل، بينها انفاق الكرمل والقطار الخفيف بتل ابيب، وقالت الصحيفة بأنه يبدو بان لا أحد من الشخصيات الأمنية والسياسية رفيعة المستوى تتوقف للتفكير حتى النهاية على الاثار الاستراتيجية لمثل هذه الخطوات.

الصين تحصل عن طريقها على تأثير كبير على البنية التحتية بإسرائيل، وبصورة غير مباشرة أيضا نظرة قريبة على قدراتها العسكرية، على مدار السنوات، هذا يمكن ان يوفر لها وسائل ضغط محتملة على إسرائيل، ان كانت تهدد مصالح بكين في المنطقة.

وتقول "هآرتس" ان الصين تنظر الى المدى الطويل، وتبني المشاريع وتوسع علاقاتها كجزء من مشروع "حزام واحد، طريق واحد"، المعروف أيضا باسم طريق الحرير الاقتصادية، الاستراتيجي الذي يهدف الى توسيع تأثير بكين الاقتصادي وتحسين مكانتها العالمية.

ليس بالضرورة ان تكون الصين عدائية تجاه إسرائيل، لكن مصالحها معقدة ومركبة، وبالتأكيد لا تشير الى التحالف القوي بين الولايات المتحدة وإسرائيل.