17 - 08 - 2024

وداعا محمود كاسور

وداعا محمود كاسور

يااااااااااااه يا وجع القلب يا محمود كاسور ...لا اجرؤ انعيك واعترف برحيلك ..لا زلت لا أريد ان اغادر ذهولي ، وكأني أنتظر أن يكون هناك خطأ في القصة....كيف ؟؟ كيف مضي الأمر بهذه السرعة؟ نقل للمستشفى فرعاية مركزة، فذهاب للاستراحة في نقابة الصحفيين ، فخبر يسبقنا لهناك – يهبط علينا كالصاعقة - محمود كاسور رحل.

ياااااااااااااالله .كيف يغادرنا ذاك العاشق للحياة أبدا – صاحب الضحكات المجلجلة أبدا – ملك الحكي وناصية الكلام – وحلقات الونس أبدا. 

يا الله من أين سآتي بسند - وحليف - ورفيق رحلة عمر مثلك في هذا العالم؟ 

من أين سآتي بتلك الطيبة اللانهائية والقدرة الاستثنائية علي التسامح ؟ 

من اين سآتي بتلك "الاخوة المطلقة " التي جمعتنا منذ تعارفنا ، ذاك "التليفون الأول" بيننا عندما يجد جديد، زوفة الضحك الهيسترية التي تجمعنا في المقاهي العجيبة التي يقترحها بوسط القاهرة ، فنحول بها أصعب الكوارث إالى مادة للسخرية- فنعود مغسولين من الهم كيوم ولدتنا امنا. 

تلك المناغشة المحببية التي تجمعنا ليل نهار ، "أنتم الناصريين " "أنتم اليساريين"، "أنتم ناس الغرب وارمنت " "أنتم ناس الكرنك". 

لا أجرؤ أنعيك وأعترف برحيلك ؟

ذلك الخير المطلق ، ذلك الحب للبشر ،، ذاك الإصرار على أن تكون الضحكة هي خلفية الشاشة للحياة، ، ذاك الاحترام للنفس والقيم وللآخرين ، تلك العفة في الالفاظ والتعبيرات ، ذلك الرقي في الأداء، الذي لن يصدق إلا من خبركاسور لعقود، انه لاينطوى علي ذرة تمثيل..

ياوجع القلب يا محمود كاسور يا صديق العمر ..، 

لنأانسى آخر عيارة لك وأنا اطلب منك الحضور في مشكلتي الاخيرة ، وانا أعرف حجم تضاعف مشاغلك مؤخرا " ممكن ان تحضر اذا سمحت الظروف فتردعلي بصرامة ، "اسمها ضروري ان تحضر بغض النظر عن الظروف " ... كانك تلخص مسيرة صداقتنا ، وإصرارك لآخر لحظة علي العطاء في عبارة. 

عزائي الوحيد ..تلك المشاعر الفياضة والدموع الصادقة التي ودعك بها محبوك حتي آخر ثانية من مواراتك الثري ...، عزائي ان طيفك سيظل ماثلا بيننا رغم أي رحيل،، عزائي الأخير أن مسيرتك ستظل نبراسا حاضرا كلما احتجنا نموذجا نحتكم إليه للاخلاق والرقي .
 ----------

بقلم: خالد محمود

مقالات اخرى للكاتب

وداعا محمود كاسور