20 - 06 - 2024

هل ستنجح ايران بلعبة "لي الأذرع" مع امريكا على أرض العراق في تحقيق أجندتها

هل ستنجح ايران بلعبة

اعتبر مراقبون عراقيون إن إيران تحاول أن توظف أجواء الغضب التي تشهدها البصرة، على الأحزاب القريبة منها في خلق مناخ أمني خارج عن السيطرة، ما يتيح للميليشيات تنفيذ أجندتها سواء باستهداف النشطاء العراقيين الذين يطالبونها بالخروج من بلادهم، أو باستهداف الوجود الأجنبي، مثلما جرى للقنصلية الأميركية بالمدينة التي تعرضت للقصف.

ويذكر أن الولايات المتحدة، أغلقت قنصليتها في البصرة، أمس الجمعة، منددة بـ"نيران غير مباشرة"آآ نسبتها إلى قوات مدعومة من إيران ومحملة إياها المسؤولية عن أي أذى يلحق بالأميركيين، وسط توقعات بأن طهران ستسعى لإرباك استراتيجية الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر استهداف الوجود الأميركي بأيدي ميليشيات تابعة لها خاصة في العراق.

وطلب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، من جميع الموظفين غير الضروريين مغادرة البصرة ونقل الخدمات القنصلية إلى السفارة ببغداد.

وقال مراقب سياسي عراقي أن استهداف القنصلية الأميركية يعكس أسلوبا إيرانيا معهودا، وهو توكيل الميليشيات الحليفة بتنفيذ عمليات محدودة، لإظهار مدى قدرة إيران على ردة الفعل دون أن تتورط بشكل مباشر،مؤكدا على أن ما جرى في البصرة هو رسالة سياسية للولايات المتحدة، مفادها أن إيران يمكن أن تستهدف الوجود الأميركي في العراق وغيره عبر أذرعها المنتشرة في المنطقة.

واعتبر أن طهران بهذه المناوشة المحدودة تحاول اختبار جدية ترامب في تنفيذ عقوبات مشددة عليها، وإصراره على بناء تحالف إقليمي ودولي للحدّ من تدخلها في المحيط الإقليمي، محذرا من أن النفوذ الإيراني في العراق أكبر مما يتوقع، وأن طهران قد تهدف إلى مقايضة واشنطن بقبول بقاء إيران في سوريا مقابل الحفاظ على مصالحها في العراق.

آآ 

وقال بومبيو، الذي جعل التصدي للنفوذ الإيراني في المنطقة من أهم أولوياته، إن الحكومة الإيرانية وفيلق القدس التابع للحرس الثوري يهددان الموظفين الأميركيين والمنشآت الأميركية، موجها أصابع الاتهام إلى قوات موالية لإيران باستهداف القنصلية الأميركية.

وأضاف بومبيو في بيان أثناء وجوده في نيويورك لحضور أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة "أبلغت حكومة إيران بأن الولايات المتحدة ستحمل طهران مسؤولية مباشرة عن أي أذى يلحق بالأمريكيين أو بمنشآتنا الدبلوماسية في العراق أو في أي مكان آخر، سواء كان ذلك مرتكبا من جانب قوات إيرانية بشكل مباشر أو من جانب ميليشيات مرتبطة بها".

وفي فجر 6سبتمبر الماضي، سقطت ثلاث قذائف هاون على المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد، والتي تضم السفارة الأميركية، ولم تحدث، ولم تعرف الجهة المسؤولة عن ذلك.

ومن جهتها وصفت وزارة الخارجية الإيرانية، الجمعة، الاتهامات الأميركية لبلادها بتأجيج العنف في البصرة بأنها "مثيرة للدهشة والاستفزاز وغير مسؤولة"، وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ندد الرئيس الإيراني حسن روحاني بالاتهامات الأميركية لإيران بالتدخل في شؤون جارتها متسائلا عن سبب تدخل واشنطن في دولة على مسافة بعيدة عنها.

جدير بالذكر أن الدفعة الثانية من العقوبات الأمريكية على طهران ستبدأ 3نوفمبر القادم.






اعلان