16 - 08 - 2024

بدء العمل على خط السكة الحديد بين مصر والسودان ويستهدف ربط دول القارة الإفريقية

بدء العمل على خط السكة الحديد بين مصر والسودان ويستهدف ربط دول القارة الإفريقية

قال رئيس الوفد المصري المهندس محمد فؤاد سليط، مدير عام متابعة مشروعات هندسة السكة الحديد والمنشآت إن خط ربط السكك الحديدية بين مصر والسودان سوف يمثل نقلة نوعية متقدمة جدا لأعمال نقل الركاب والبضائع بين مصر والسودان، سواء في الكميات أو الأنواع وغير ذلك، وسوف يوفر الكثير من عمليات التطوير في وسائل النقل الأخرى، ويعزز ويدعم ويعمق العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين ويحميها من أي مؤثرات سياسية.

وبحث وفد فني من الهيئة العامة لسكك حديد مصر، مع وزارة النقل السودانية، على مدى 3 أيام بالخرطوم، تنفيذ مشروع خط ربط السكك الحديدية بين البلدين، من أسوان وحتى أبوحمد مرورا بوادي حلفا، وأوضح سليط أن الزيارة والمباحثات مع الجانب السوداني، تأتي في إطار اللقاءات السابقة لتعزيز العلاقات بين البلدين، عن طريق وزارة النقل، منوها بأن المشروع هو أحد مشروعات الوزارة الذي يتم تنفيذه بين هيئة السكك الحديد المصرية ونظيرتها السودانية، مشيرا إلى أن الخط المزمع إنشاؤه سيكون جزء من الربط مع الدول الأفريقية أيضا وليس العربية فقط، لأن السودان يسعى للربط السككي مع تشاد وأثيوبيا.

وأضاف أن مشروع الربط السككي بين مصر والسودان، طرح منذ عدة سنوات وتمت مناقشته، خلال اجتماع وزراء النقل العرب عام 2010، وتم اتخاذ قرار بشأنه في إطار الربط السككي بين كافة الدول العربية، وتم اختيار مكتب استشاري عالمي بالتعاون مع مكتب إقليمي، وتم تحديد متطلبات كل بلد في السكك الحديدية وقوة شبكاتها ومدى تجهيزها، لإمكان الربط بين كل دولة وأخرى بحيث يكون في النهاية هناك رابط واحد لجميع الدول العربية، ومن بينها الرابط بين مصر والسودان الذي نعمل عليه حاليا، للربط بين أسوان ومحطة أبوحمد بالسودان مرورا بوادي حلفا.

وقال أن المشروع يمكن تنفيذه بالكامل خلال 36 شهرا، ويتضمن تنفيذ خط السكة الحديد بين أسوان وأبوحمد، بطول 630 كيلومترا، وإنشاء محطة تبادلية في وادي حلفا، موضحا "إننا نعمل في اتجاهين، الأول هو إنشاء هذه المحطة التبادلية لتدخلها القطارات من الجانبين ويحدث بينها عملية شحن وتفريغ سواء للأشخاص أو البضائع، والثاني يتمثل في قيام السودان بتطوير شبكته الداخلية إلى الاتساع القياسي للسكك الحديدية، وإذا تم ذلك كما هو مخطط، فإنه سوف ييسر أمور كثيرة وخاصة في الربط مع الدول الأفريقية".

وأشار إلى أن الوفد التقى مدير عام السكة الحديد بالسودان المهندس إبراهيم فضل، حيث استعرض النمو الموجود في سكك حديد السودان وخطط تطويرها وربطها مع الدول الأفريقية، وكذلك وكيل وزارة النقل السوداني وتم عرض ما تم التوصل إليه خلال المباحثات بين الجانبين.

ومن جانبه، أكد رئيس الوفد الفني السوداني، المهندس عبد الرحمن شريف، نائب مدير عام هيئة السكك الحديدية بالسودان، أن تلك المباحثات وهذا المشروع يأتي استجابة لتوجيهات اللجنة العليا بين البلدين برئاسة الرئيسين عبد الفتاح السيسي وعمر البشير، والتي أصدرت عددا من العمليات والأنشطة التي سيتم تدعيمها وتنشيطها خلال الفترة القادمة، ومن بينها محور الربط السككي بين مصر والسودان ومحور تنمية القدرات البشرية للعاملين في قطاع السكة الحديد بالسودان.

وأوضح أنه تم التباحث من خلال اللجنة الفنية المشتركة من الجانبين، حول قواعد ومنهجية العمل المشترك فيما يتعلق بالربط السككي بين البلدين، وتم التوافق على أسس عملية صحيحة للمضي في تنفيذ هذا المشروع الحيوي الكبير، الذي يؤسس ويربط ويقوي وينمي العلاقات الشعبية والرسمية والتجارية والثقافية بين مصر والسودان.

وقال إن مصر تشكل عمق كبير ومهم بالنسبة للسودان، والحركة التجارية بين البلدين في تنامي متزايد، والروابط الاجتماعية بينهما ممتدة ومتجذرة، وهذا الخط ممكن أن يشكل إضافة حقيقية في مسار التعاون بين البلدين.

وأضاف أن الخط سوف يمثل امتدادا لتدعيم تواصل البلدين مع الدول الأفريقية المتاخمة للسودان، منوها إلى أن الخطة المستقبلية لسكك حديد السودان تتضمن الربط مع دول إثيوبيا وتشاد وجنوب السودان، وبدون شك فإن هذا يمثل آفاقا تجارية واستثمارية كبيرة لكل من مصر والسودان.