أكدت وكالة رويترز في نبأ مقتضب لها أن المخابرات البريطانية تعتقد بأن خاشقجي قتل بجرعة مخدرة زائدة، وأن الطائرتين اللتين تشير تركيا إليهما تابعتان للأمن السعودي 

ونشرت قنوات تركية اليوم الأربعاء، مشاهد مصورة ظهر فيها الصحفي السعودي جمال خاشقجي أثناء دخوله القنصلية السعودية في اسطنبول، في الثاني من أكتوبر 2018. 

وتضمنت المشاهد، التي نشرتها قناة "TRT World" الإخبارية التركية، مقاطع فيديو للمسار الذي سلكته شاحنة صغيرة عقب مغادرتها مبنى القنصلية، وصولا إلى مرآب مغلق تابع لمقر القنصل السعودي في إسطنبول. كما نشرت القناة أيضا صورا وفيديوهات تظهر تحركات قالت إنها تعود للمشتبه بهم الـ15 بقضية اختفاء الصحفي جمال خاشقجي الذي دخل قنصلية بلاده في اسطنبول الثلاثاء الماضي ثم اختفى، وتضمنت المشاهد وصول هؤلاء الأشخاص إلى المطار والفندق في اليوم نفسه الذي دخل فيه خاشقجي القنصلية السعودية، ثم مغادرتهم مدينة اسطنبول بطائرات خاصة. 

وكانت الصحف التركية نشرت في ساعة مبكرة من فجر الأربعاء صور 15 سعوديا وأسماءهم، وقالت إن السلطات التركية تشتبه في أن لهم علاقة بلغز اختفاء خاشقجي.

واختفى الصحفي السعودي بعد دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول، يوم 2 أكتوبر الجاري. وقد أبلغت خطيبته السلطات التركية عن اختفائه، بعد أن رافقته إلى مبنى القنصلية السعودية باسطنبول، وانتظرته أمام المبنى ولم يخرج منه، فيما قالت القنصلية السعودية إن خاشقجي زارها لكنه غادرها بعد ذلك. وتظهر كاميرات المراقبة دخول خاشقجي إلى القنصلية لكنها لم ترصد خروجه. 

يذكر أن خاشقجي، صحفي سعودي عمل رئيسا لتحرير صحيفة "الوطن" السعودية، كما عمل مستشارا للأمير تركي الفيصل السفير السابق في واشنطن، لكنه غادر البلاد بعد تعيين الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد. ويقيم الصحفي السعودي في الولايات المتحدة منذ أكثر من عام، ومنذ ذلك الحين كتب مقالات في صحيفة "واشنطن بوست" تنتقد السياسات السعودية تجاه قطر وكندا والحرب في اليمن وتعامل السلطة مع الإعلام والنشطاء، وفق ما نشرته وكالة رويترز في الأيام السابقة. 

ونشرت صحيفة "صباح" المقربة من الحكومة التركية اليوم، أسماء وتواريخ ميلاد 15 شخصا، قالت إنهم سعوديون وهم عناصر مخابرات، من بينهم خبير في الطب الشرعي وعضو في مجلس إدارة الجمعية السعودية في الطب الشرعي، وذكرت أنهم متورطون في اختفاء خاشقجي. وقالت الصحيفة إن الفندقين اللذين أقام بهما الأشخاص هما "ويندهام" و"موفنبيك" في اسطنبول. 

ورجحت السلطات التركية، منذ البداية، مقتل أو اختطاف خاشقجي، دون أن تقدم دليلا على هذه الاتهامات، وقالت إنها فتحت تحقيقا رسميا حول الحادثة، وأن الشرطة بصدد فحص 150 مراقبة أمنية كجزء من التحقيق. 

كما أفادت السلطات بأنها طلبت من الخارجية السعودية دخول قنصليتها، وردّت الأخيرة بأنها "منفتحة على التعاون"، ووافقت على تفتيش المبنى. وجدير بالذكر أنه وفقا لمعاهدة فيينا، فإن مباني القنصليات والسفارات تعتبر جزءا من آراضي الدول التابعة لها، وبالتالي تتمتع بحصانة ضد التفتيش، باستثناء أن تفتشها الدول المضيفة بموافقة رئيس البعثة. وتعتقد تركيا أن خاشقجي كان يرتدي ساعة أبل يمكن الاستدلال من خلالها عن موقعه.