20 - 10 - 2024

وثائق وتسجيلات تؤكد تشكيل جهاز سري لحركة النهضة بتونس بعد الثورة لمهمات التجسس والتصفيات

وثائق وتسجيلات تؤكد تشكيل جهاز سري لحركة النهضة بتونس بعد الثورة لمهمات التجسس والتصفيات

كشفت وثائق وتسجيلات صوتية ومراسلات إلكترونية أن حركة النهضة الإسلامية، أعادت عقب ثورة يناير بتونس، تشكيل جهاز سري يقوده، المدعو مصطفى خضر، المنتمي إلى النهضة،  للتجسس على عدة أطراف سياسية داخلية وأجنبية، بهدف تصفية أهم الخصوم السياسيين.

جاء ذلك خلال ندوة أعقبها مؤتمرا صحفيا عقدته هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي، لتكشف فيه معطيات جديدة عن حلقة اعتبرت أنها مفقودة وأنه تم تعمّد إخفائها في سير عمليات التحقيق القضائية.

ويذكر أن، الزعيمين السياسيين التونسيين شكري بلعيد، ومحمد البراهمي، المنتميان إلى الجبهة الشعبية، وهي تجمع أحزاب يسارية وقومية في تونس، قد تم اغتيالهما 2013، ولم يتم إغلاق ملف القضيتين إلى الآن.

ورغم أن الأجهزة القضائية في تونس ختمت أبحاث التحقيقات في كلا الملفين بعد أن كشفت أن منفذ عملية اغتيال بلعيد هو الإرهابي كمال القضقاضي الذي تم القضاء عليه في فبراير 2014 وأن من اغتال البراهمي هو أبوبكر الحكيم الذي فرّ إلى ليبيا، إلا أن الجبهة الشعبية وهيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي تتمسّكان بوجوب معرفة من دبرّ عمليتي الاغتيال ومن يتحمّل المسؤولية السياسية والأخلاقية في ذلك، موجتهين اتهامات بالجملة لحركة النهضة الإسلامية التي حكمت البلاد إبان ثورة يناير 2011 عبر ما سمي بـ"حكومة الترويكا".

وعقدت هذه الندوة بالتزامن مع إعلان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي عن فك تحالفه مع حركة النهضة.

 وقال المحامي وليد سلامة عضو هيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي في حديث لـ"العرب"  إننا لم نأت "بشيء من عندنا ولم نوجه التهم هكذا لمجرّد توريط النهضة في قضيتي الاغتيال، هذه وثائق موجودة ونشرناها للعموم وسنواصل نشر وثائق وتسجيلات إلى أن يتم التعاطي بجدية من قبل الأجهزة القضائية مع هذه المعطيات التي تؤكد ضلوع حركة النهضة في تشكيل جهاز سري ربما تكون له علاقات بالاغتيالات".

وأضاف أن حركة النهضة تعاملت بارتباك كبير مع هذا الملف، فالحركة المشاركة في الائتلاف الحاكم تريد تعويم القضية بتهديدها مثلا بمقاضاة الجبهة الشعبية وليس هيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي التي كشفت عن ملف الجهاز السري، مشددا "أتمنى أن ترفع حركة النهضة قضية على الهيئة، لكن لا أعتقد أنها ستجرؤ على ذلك لإدراكها أن الوثائق والتسجيلات تورطها في تكوين جهاز سري يتولى اختراق مؤسسات الدولة وخاصة الأجهزة الأمنية والقضائية".

وعقب المؤتمر الصحافي الذي تم فيه تقديم وثائق تدين حركة النهضة بامتلاكها جهازا سريا، على خطى الجماعات الإخوانية المختلفة، وتكليف مصطفى خضر بمهمة الإشراف عليه، قالت  هيئة الدفاع إن مصطفى خضر هو رئيس التنظيم الخاص لحركة النهضة وإنه تم تكريمه عقب ثورة 2011 من الرئيس  السابق منصف المرزوقي، وإن لدى خضر علاقات قوية واتصالات متكررة مع القيادات العليا للنهضة على غرار رئيس الحركة راشد الغنوشي ونورالدين البحيري وزير العدل السابق في حكومة الترويكا وزميله ووزير الخارجية رفيق عبدالسلام، صهر الغنوشي.

ويؤكد سلامة أن خضر لديه قوائم اسمية في قيادات الجيش التونسي وتم حجز قائمتين لمجموعة من المنحرفين في تونس الكبرى مع أرقام هواتفهم، فضلا عن ارتباطه بجماعة الإخوان المسلمين في مصر، خاصة وأنه كان مكلفا بمهمة الرد على البريد الخاص لوزير الداخلية السابق علي العريّض، وطالب سلامة مجددا وزارة الداخلية بالإفراج عن الوثائق في الغرفة السوداء للبت فيها من طرف القضاء.

وحمل سلامة الائتلاف الحاكم وكل من حكم خاصة بعد انتخابات عام 2014 مسؤولية التستّر على حقيقة أن حركة النهضة تمكنت من التغلغل في كل أجهزة الدولة عبر اختراقها لطمس كل الملفات التي تدينها في ما حصل من إرهاب واغتيالات في تونس عقب ثورة يناير 2011.